كلوديا أول امرأة على عرش المكسيك.. يهودية في مواجهة العصابات
فى حدث تاريخي لأول مرة بتاريخ بلادها، فازت مرشحة اليسار كلوديا شينباوم برئاسة المكسيك لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب، وقد حققت رئيسة بلدية مكسيكو سابقا «61 عاماً» فوزها الساحق بعد حصولها على 58 إلى 60% من الأصوات، وبذلك تكون قد تقدمت بأشواط على منافستها مرشحة المعارضة سوتشيتل غالفيس التي يقدر أنها حصلت على 26 إلى 28% من الأصوات، وذلك وفق ما أظهرته النتائج الأولى الصادرة عن المعهد الانتخابي الوطني، وبحسب الدستور المكسيكي، فإن شينباوم أمامها 6 سنوات فقط كمدة وواحدة فقط مسموح للرئيس بتوليها، وأصبح السؤال الذى يشغل بال كافة المراقبين، كيف ستواجه التحديات الكبرى المنتظرة فى بلد يعج بالعصابات، وصاحبة أعلى معدلات قتل للنساء حول العالم.
وحسب وكالة فرانس برس، فستتولى شينباوم مهامها في الأول من أكتوبر خلفا لمرشدها السياسي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لولاية مدتها ست سنوات حتى عام 2030، وقد هنأ الرئيس المنتهية ولايته، الرئيسة المنتخبة، والتي ربما حصلت على أكبر عدد من الأصوات في تاريخ بلادنا، وفي خطاب النصر الذي ألقته أمام أنصارها، قالت شينباوم إن المنافسين اعترفوا بفوزها، واتصلوا بها لتهنئتها على فوزها، وأشارت شينباوم إلى أن حزبها حركة التجديد الوطني، احتفظوا بالأغلبية المؤهلة في الكونغرس، وعلى الأغلب في مجلس الشيوخ، وكذلك برئاسة بلدية مكسيكو، معقل اليسار في المكسيك منذ 25 عاما، بفوز مرشحته كارلا بروغادا.
من هى شينباوم؟
شينباوم هى عالمة المناخ البالغة من العمر 61 عامًا، وقد كانت جزءًا من فريق اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة والتى تقاسمت جائزة نوبل للسلام مع نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور في عام 2007، والآن، شينباوم - التى نجت أجدادها من المحرقة - ستتولى أقوى منصب في البلاد، فهي سليلة عائلة يهودية فرت من النازية والفقر في ليتوانيا وبلغاريا.
وتعد شينباوم، هي الربيبة السياسيةن للوبيز أوبرادو، فقد بدأت حياتها السياسية كوزيرة للبيئة بعد انتخابه عمدة لمدينة مكسيكو سيتي في عام 2000، وقد ظلت مخلصة بشكل لا يتزعزع منذ ذلك الحين، حتى أنها دعمت أجندته المؤيدة للنفط على الرغم من خلفيتها البيئية.
الفوز بالواسطة.. شعبية الرئيس الراحل تحسم المنافسة
واعتمدت شينباوم في فوزها على شعبية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي وصفته بأنه رجل استثنائي، وغير تاريخ بلادنا نحو الأفضل، فعلى الرغم من الطبيعة التاريخية لانتصار شينباوم، فإن العديد من الناخبين في المكسيك يرون أنه ليس انعكاسًا للمساواة بين الجنسين بقدر ما يعتبرونه استفتاء على السنوات الست الأخيرة من حكم لوبيز أوبرادور، المعروف بالعامية بالأحرف الأولى من اسمه باسم أملو.
وقد كان لوبيز أحد أكثر الشخصيات إثارة للخلاف - والأكثر شعبية - في تاريخ المكسيك: فهو شعبوي شعبي نفذ برامج اجتماعية انتشلت الملايين من الناس من الفقر، لكن منتقديه يقولون إنها قوضت المؤسسات الديمقراطية مع تمكين الجيش، ولكنه بدأ مشاريع رائعة، مثل خطوط القطارات الجديدة ومصافي النفط، وكذلك يمنح معاشًا شهريًا للمسنين المكسيكيين، والأهم من ذلك أنه يعتني بالفقراء، وبموجب دستور المكسيك، لا يمكن للرؤساء أن يشغلوا منصب الرئاسة إلا لفترة ولاية واحدة مدتها ست سنوات.
تحديات السنوات الـ6 القادمة
ويُقتل في هذا البلد ما معدله تسع إلى عشر نساء يومياً، بحسب الأمم المتحدة. في المجمل، وقد تعرضت 70% من المكسيكيات اللواتي تزيد أعمارهن عن 15 عاماً للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن، بحسب المصدر نفسه، ويتعين على شينباوم، خلال فترتها الرئاسية، أن تواجه التحدى الخاص بالعنف ضد المرأة، وكذلك التحدى المتمثل في عنف تجار المخدرات، فمنذ سنوات، تسجل المكسيك ما يزيد على 30 ألف جريمة قتل وسطياً كل عام، أي نحو 80 جريمة يوميا.
وأشار الرئيس المنتهية ولايته أوبرادور، إلى أن ثلاثة أرباع جرائم القتل مرتبطة بالاشتباكات بين العصابات الإجرامية للسيطرة على أسواق المخدرات المحلية، وتتنافس الكثير من الكارتلات للسيطرة على نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة، وقد تسارعت وتيرة العنف منذ ديسمبر 2006، عندما أرسل الرئيس السابق فيليبي كالديرون «2006-2012» الجيش لمحاربة العصابات، ومنذ ذلك الحين، سجلت المكسيك حوالى 450 ألف جريمة قتل و100 ألف حالة اختفاء.
من جانبها أعلنت الرئيسة المنتخبة، أنها ستقود المكسيك على طريق السلام والأمن، ووعدت بالتصدي لأسباب العنف وتعزيز الحرس الوطني واعتماد سياسة عدم الإفلات من العقاب في مواجهة العنف.
اقرأ الزيد
شاهد.. دبلوماسي أميركي: الاتفاق الأمني مع السعودية قادر على تغيير المنطقة