هل تدق «الاعترافات الغربية» مسمار النهاية فى نعش إسرائيل؟
يرى محللون سياسيون، أن موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، تعد مسمار نعش للكيان الإسرائيلي، خصوصا بعد دعوة خبراء أمميين لدول العالم لانتهاج المسار نفسه، لكنهم اعتبروا أن المتغير المهم في هذا الحراك الدولي هو ما صاحبه من تأييد شعبى عالمى للقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق.
وأشار الخبراء، أن التوقيت أصبح مثاليا لتشكل تحالف دولى ضاغط على تل أبيب، وفرض حل الدولتين عليها، خصوصا فى ظل انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، ونوهوا إلى ضرورة أن تكون هناك ضغوط اقتصادية وسياسية من هذا التحالف.
تل أبيب تذوق من ذات الكأس
ويتفق الباحث المصري في الاجتماع السياسي الدكتور عمار على حسن مع تحليلات تشير إلى أهمية كبرى لتلك الخطوة بل ووصفها بأنها «مسمار فى نعش كيان الاحتلال الإسرائيلي»، معيدا التذكير «بتاريخ تأسيس دولة إسرائيل، وكيفية استغلال هذا الكيان لتلك الاعترافات الدولية، فى تشكيل وتكوين دولتها، وذلك رغم أن تلك الحملة حينها، كانت اعترافات مصنوعة، ولا تحظى بتأييد رأى عالمى ».
ويوضح حسن فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»: «أن تلك الاعترافات بدولة فلسطين سوف تكون محورية فى حل أزمتها، خصوصا وأن تلك الموجة الدولية، تصحبها وتدفعها موجة تأييد شعبى غير مسبوقة»، ولم يستبعد أن تكون «مواقف تلك الدول نتاج هذا الضغط العام العالمى، والمظاهرات التى تشهدها معظم عواصم الغرب في شكل غير مسبوق فى تاريخ القضية الفلسطينية».
دعوة خبراء من الأمم المتحدة
وفى إطار التحركات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، دعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة أمس الاثنين جميع الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطينية لضمان إحلال السلام في الشرق الأوسط، وتأتي الدعوة بعد أقل من أسبوع على اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطينية، مما أثار غضب إسرائيل التي تجد أن عزلتها تزداد بعد مرور نحو ثمانية أشهر على حرب غزة.
وبحسب ما قاله خبراء الأمم المتحدة، ومن بينهم المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، «فإن الاعتراف بدولة فلسطينية إقرار مهم بحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال، وهذا شرط مسبق لسلام دائم في فلسطين والشرق الأوسط بالكامل».
وسبق أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو الماضي قراراً يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في «عضوية فلسطين الكاملة بشكل إيجابي»، لتصبح العضو رقم 194 في الأمم المتحدة. وقالت الجمعية العامة في قرارها إن «الفلسطينيين مؤهلون لينالوا العضوية الكاملة في المنظمة».
التوقيت مناسب والخطوة القادمة الضغط على تل أبيب
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور إكرام بدر الدين ضرورة اغتام الفرصة، ويقول ‘ن «هذا التوقيت مثالى لإحداث ضغوط دولية على دولة إسرائيل»، معتبرا أن ما «تقوم به الجمعية العامة لأمم المتحدة وبعض الدول الأوروبية بالاعتراف بفلسطين كدولة، يمثل تيار جديد على المستوى الدولى فيما يخص مسار القضية الفلسطينية».
ويوضح بدر الدين فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»، أن الخطوة القادمة المنتظرة من تلك الدول، هي الانتقال لمرحلة الضغط على إسرائيل، سواء من الجانب السياسى أو الاقتصادى، ومن الممكن أن تنضم إليها دولا أخرى صديقة، وكذلك الدول العربية، والتى من الممكن أن تشكل تلك الدول تحالف دولى ضاغط على تل أبيب».
مكافأة لحماس
ودأبت إسرائيل على إلقاء قنابل دخان على تلك الاعترافات الدولية، زاعمة أن تلك الخطوة تعد مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والتي شنت عملية «طوفان الأقصى» ضد المستعمرات الإسرائيلية في غلاف غزة. فيما تقول إسبانيا وأيرلندا والنرويج إن سبب اعترافها هو السعي إلى تسريع الجهود لضمان وقف إطلاق النار في الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة، وقد عبرت الدول الثلاث عن أملها في أن يحفز قرارها دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لحذو حذوها.
اقرأ أيضا
أجنبي في اليابان 6 أشهر بأوراق إقامة شخص آخر
كيف يرى مسؤول «آرثر دي ليتل» الجديد مستقبل الاستثمارات في الشرق الأوسط؟