الكونغرس يساوم محمد بن سلمان.. «تشاتام هاوس»: التطبيع مقابل الاتفاق الأمني
رهن المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن «تشاتام هاوس»، نجاح الصفقة المقترحة بين الولايات المتحدة والسعودية، واتفاقية الدفاع المشترك، بتخطى الرياض عقبة تل أبيب، وذلك بعد أن أظهر الكونغرس الأميركي توافقًا نادرًا بين الحزبين في المساومة بموافقته على الصفقة بتطبيع السعودية مع إسرائيل، وأنه بدون تقدم في هذا الصدد، قد تواجه الصفقة عقبات تشريعية كبيرة، مما يحد من جدواها.
وفي الشهر الماضي، عقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مدينة الظهران السعودية مباحثات في أعقاب تقارير ذكرت أن البلدين على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأميركية ومساعدة واشنطن للرياض في مجال الطاقة النووية المدنية، بيد أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي المأمول في إطار «صفقة كبرى» في الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال، مع تمسك الرياض بحل الدولتين في الصراع العربي-الإسرائيلي.
ويحلل الباحث المشارك فى برنامج الشرق الأوسط التابع للمعهد مصعب صعب، المكاسب المتوقعة لكلا البلدين من توقيع تلك الاتفاقية، موضحا حجم الفوائد المحتملة، بما في ذلك تعزيز الأمن والنفوذ السياسي والاستقرار الاقتصادي، وشدد على «أهمية أن يوازن صناع السياسات بين مصالحهم المباشرة، ومصالح المنطقة بعناية، وأن ينخرطوا في نقاش شفاف وقوي لضمان أن تخدم الصفقة المصالح الطويلة الأجل لكلا البلدين وتساهم في استقرار المنطقة».
هكذا تعد الاتفاقية مفيدة للسعودية
وبحسب تحليل «تشاتام هاوس»، فإن الصفقة «ستوفر رادعًا قويًا للرياض ضد الخصوم الإقليميين، لا سيما إيران»، مرجحا أن «يؤدي التعاون المعزز مع الجيش الأميركي إلى تحسين القدرات الاستراتيجية والاستعداد الدفاعي، وكذلك ستعزز العلاقة الموطدة مع الولايات المتحدة من نفوذ السعودية في واشنطن، مما يضمن اهتمام ودعم عالي المستوى من كبار المسؤولين الأميركيين، وقد يؤدي ذلك إلى تعاون ثنائي أكثر قوة عبر مجالات متنوعة».
ويكمل المعهد تحليل مكاسب السعودية من الصفقة، ويقول فى تحليله، «إنه يمكن للدعم الأميركي المعزز أن يسهل تحقيق أهداف المملكة الطموحة للتنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030، مما يجذب المزيد من الاستثمارات والتعاون التكنولوجي».
فى المقابل يرى «تشاتام هاوس» أن واشنطن «يمكن أن تتوقع تعاونًا أفضل من السعودية في جهود مكافحة الإرهاب وسياسات الطاقة، وهو أمر ضروري للحفاظ على استقرار الأسواق العالمية للنفط ومواجهة التحركات العدائية، لا سيما من روسيا»، مشيرا إلى أن الاتفاق يسهل إمكانية « الوصول إلى المجال الجوي السعودي والأراضي السعودية بما تعزز بشكل كبير وضع الولايات المتحدة الاستراتيجي في الشرق الأوسط. يمكن لهذا الانتشار الواسع للوجود العسكري أن يعزز السلامة والمرونة التشغيلية».
ولاتفاق بايدن وبن سلمان مخاطر أيضا
ولكن فى ذات الوقت، أشار المعهد إلى «وجود مخاطر محيطة بتطبيق الاتفاقية»، ومنها أنها «اتفاقية الدفاع ستقوض الجهود الرامية إلى تقليل اعتماد السعودية على الأمن الأميركي، فإذا رأت السعودية مظلة أمنية أميركية مضمونة، فقد تتخلى عن الإصلاحات الدفاعية الضرورية وتطوير الجيش». مبرزا أن «التدخل العسكري الأخير للسعودية في اليمن يظهر التحديات المحتملة، وقد تكون قدرة المملكة على تلبية التزامات الدفاع تجاه الولايات المتحدة أو تقديم الدعم العسكري الفعال في الأزمات محدودة».
وحذر التقرير من أن «تؤدي الصفقة إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية مع الصين، » مرجحا أن «تطلب الولايات المتحدة من السعودية الحد من مشاركتها الاستراتيجية مع الصين، مما يعقد الاستراتيجية الجيوسياسية الأوسع للسعودية»، وذلك بحسب تحليل الباحث فى المعهد.