«خليجيون» تستطلع خفايا زيارات مسؤولي «الناتو» إلى دول خليجية
أثارت الزيارات الرسمية لمسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى دول خليجية، تساؤلات حول جدوى هذه اللقاءات في مستقبل العلاقات بين الجانبين، فيما يراها مراقبون محاولة أوروربية للحد من التقارب الروسي لتلك البلدان التي لعبت مؤخرًا دورا سياسيا مقربا من روسيا لاسيما منذ الحرب الأوكرانية الروسية، بالإضافة إلى مواجهة التوغل الإيراني.
وزار نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والأمنية، خافيير كولومينا زار قطر الأسبوع الماضي، والتقى المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري السفير فيصل بن عبد الله آل حنزاب، وبحثا أوجه التعاون المشترك وتطورات الأوضاع الإقليمية، دون مزيد من التفاصيل.
وفي الشهر الماضي، كانت زيارة مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والأمنية في (ناتو) السفير بوريس روج إلى الكويت، إذ التقى بمسؤولين كويتيين، وقال إن الزيارة «تهدف الى تعزيز التعاون وتنسيق الجهود المشتركة في مجالات التعليم والتدريب».
مواجهة إيران
الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي عايد المناع، يشير في تصريح إلى «خليجيون» إلى «علاقات ثنائية تجمع الدول الخليجية وحلف الناتو وتعمل من أجلة مصلحة الطرف الخليجي، و حل الخلافات مع دول الجوار وخصوصا الخلافات القديمة والأزمات الشائكة مع إيران».
ويوافقه في الرأي، مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عماد جاد، الذي يرى أن التفاهمات بين حلف الناتو ودول الخليج، ناتجة عن حالة الاستشعار بالخطر من بعض الدول الجارع والتي منها إيران التي تشكيل تهديد سياسي وأمني للبحرين والكويت والسعودية بخلاف محاولات المد الشيعي في هذه البلاد عن طريق الأذرع الإيرانية.
وتقع موارد الدول الخليجية النفطية على الضفة المقابلة للأراضي الإيرانية من حيث أُطلقت مئات الصواريخ والمسيّرات اتجاه الأراضي المحتلة، ردا على هجوم استهدف قنصلية طهران في دمشق ونُسب إلى الدولة العبرية وأدى لمقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري.
تعزيز القدرات العسكرية
ويقول جاد في تصريح إلى «خليجيون» إن الملف النووي الإيراني يشكل تهديد على السعودية، وبالتالي فإن تعزيز العلاقات مع أوروبا بشكل عام يقوي من قدراتها العسكرية لمواجهة هذا التهديد، مضيفًا: «إن الجيوش الخليجية تتلقى تدريبات عسكرية بشكل دائم لكسب مهارات بالإضافة استيراد أسلحة أوروبية متطورة».
ويعود التعاون بين دول مجلس التعاون والناتو إلى ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، إذ اعتمد الحلف على مدّ اليد لدول ما يُسمّى بالشرق الأوسط الكبير لمُواجهة خطر ما يوصف بـ«الإرهاب» وعلى ضوء ذلك أطلق الحلف مُبادرة جديدة خلال قمّة اسطنبول في يونيو 2004م وسمّيت تلك المُبادرة بمُبادرة اسطنبول للتعاون.
وتهدف المُبادرة إلى إقامة تعاون عملي في المجالات الأمنيّة والدفاعيّة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ومن خلال التزام أمريكي أوروبي جديد يُوفّر نصائح خاصة بكل دولة حول إصلاحات تتعلق بمجال الدفاع وكذلك تشجيع التعاون العسكري ومُحاربة الإرهاب عبر تبادل المعلومات ومُكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
الملفات الأمنية بين دول الخليج وحلف الناتو
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي عايد المناع إن «دول مجلس التعاون الخليجي تمتع بعلاقات تاريخية مع دول أوروبية، وهو ما ينعكس بدوره على العلاقات الأمنية مع الحلف، والتي تعد قضية حيوية، حيث مصادر الطاقة والتجارة مع ـوروبا الراغبة في اسثقرار حركة الملاحة لنقل بضائعها إلى الخليج». ويشير المناع إلى أن «دول مجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو يحرصان على التوصل إلى تفاهمات بشلأت حلول للأزمات والاختلالات التي تعاني منها بعض دول المنطقة، مؤكدأ أن الأمن والسلام قضية هامة للدول الخليجية».
ويشدد المحلل والأكاديمي الكويتي أن «دول مجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو يتفقان على إطفاء الحرائق في مناطق كثيرة ومنها جرائم حرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة. ويقول: «إن الدول الخليجية تصر في كل المناسبات التي تجمع ممثليها مع الأوروبيين على ضرورة إنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلي بحل الدولتين والعودة إلى حدود 67». وينوه إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو «يتحاوران في ملف الحرب الأوكرانية الروسية، وأيضًا بحث حالة الاقتتال السوداني بالإضافة إلى الصومال».
ماذا يريد الناتو من دول الخليج؟
وعن جدوى الاستفادة التي تعود على حلف الناتو من التعاون مع دول الخليج يقول جاد: «دول الحف تطمح إلى تصدير أسلحتها وتسويقها خليجيا»، أما على الصعيد الاقتصادي وحسب جاد فإن «دول الخليج من أهم أسواق السلع الأوروبية، وهناك منافسة شديدة في هذا الملف مع الصين لاسيما وأن الأسواق الخليجية تتمتع برواج نجاري وقدرة شرائية عالية»،
اقرأ المزيد
اتهامات إلى «الدعم السريع» بارتكاب «مجازر بشعة» في السودان