تسريبات أميركية.. وزير خليجي وصف السلطة الفلسطينية بـ«الأربعين حرامي»
كشفت تسريبات إعلامية أميركية عن خلافات عاصفة بين الإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية، بلغت ذروتها في اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية في أبريل الماضي، إثر شجار صوتي حاد نشب بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد وبين حسن الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار رئيس السلطة محمود عباس، وفقًا لخمسة مصادر مطلعة على الحادث.
وحسب موقع «أكسيوس» الاستخباراتي الأميركي، فإن االاجتماع الذي عُقد في الرياض في 29 أبريل الماضي على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي «يعكس الخلاف الساخن الشكوك حول الإصلاحات التي تخطط لها السلطة الفلسطينية والخلافات بين القادة العرب، وكلاهما يمكن أن يشكل تحديًا لجهود إدارة بايدن لصياغة استراتيجية ما بعد الحرب لغزة».
"Ali Baba and the 40 thieves": Emirati-Palestinian shouting match blew up Blinken meeting https://t.co/dSZXZjTTqN
— Axios (@axios) June 6, 2024
وبالإضافة إلى بلينكن، حضر الاجتماع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر والكويت والإمارات، بالإضافة إلى الوزير الفلسطيني حسين الشيخ، وهو أقرب نواب الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان الهدف من الاجتماع هو مناقشة استراتيجية مشتركة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وفق «إكسيوس».
حسب المصادر، قال الشيخ خلال اللقاء إن السلطة الفلسطينية تجري إصلاحات وأنشأت حكومة جديدة بناء على طلب الولايات المتحدة والدول العربية، لكنها لا تحصل على الدعم السياسي والمالي الكافي. وقالت المصادر إنه قرب نهاية الاجتماع رفض وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وقال إنه لم ير أي إصلاح مهم داخل السلطة الفلسطينية.
عبد الله بن زايد: «سلطة الأربعين حرامي»
ووفق مصدرين، فقد أطلق وزير الخارجية الإماراتي آنذاك على القيادة الفلسطينية اسم «علي بابا والأربعين حرامي»، معتبرا أن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية «عديمو الفائدة»، وبالتالي «استبدالهم ببعضهم البعض لن يؤدي إلا إلى النتيجة نفسها»، وتساءل «لماذا تقدم الإمارات المساعدة للسلطة الفلسطينية دون إجراء إصلاحات حقيقية؟».
ومؤخرا، ذكرت بيانات وزارة المالية الفلسطينية أن إسرائيل تحتجز نحو ستة مليارات شيقل (1.61 مليار دولار) إجمالاً من عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، مما يفاقم الضغط المالي الكبير الذي يؤدى إلى صعوبات متزايدة مع انحسار أموال المانحين.
وقالت المصادر لموقع «أكسيوس» إن« حسن الشيخ رد على وزير الخارجية الإماراتي قائلا إن (أحدا لن يملي على السلطة الفلسطينية كيفية إجراء إصلاحاتها). وبحسب المصادر نفسها، حاول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود تهدئة الخلاف الساخن، وقال إن الإصلاحات تستغرق وقتا. لكن الاجتماع كان قد خرج عن نطاق السيطرة بالفعل، حيث صرخ الجانبان على بعضهما البعض، وغادر الوزير الإماراتي الغرفة غاضبًا.
وحسب الكواليس التي كشفها اجتماع أميركي، فقد غادر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الاجتماع وعاد بعد عدة دقائق برفقة وزير الخارجية الإماراتي الذي اعتذر بعد ذلك لبلينكن لأنه كان عليه أن يشهد الخلاف الداخلي. وأكد مسؤول إماراتي تصريحات وزير الخارجية وقال: «أضاف سموه أنه إذا أولت السلطة الفلسطينية اهتماما كبيرا بشعبها كما تفعل بالتنسيق الأمني مع إسرائيل فإن الفلسطينيين سيكونون في وضع أفضل بكثير». ورفض الشيخ ووزارة الخارجية التعليق.
دحلان محور خلاف
حسب «أكسيوس»، فإن التوترات بين الإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية تنبع من الخلافات الشخصية والسياسية، إذ كان هناك خلاف منذ فترة طويلة بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في الوقت نفسه، أحد أقرب مستشاري محمد بن زايد هو محمد دحلان، المنافس السياسي الرئيسي لعباس، مما زاد من شكوك عباس تجاه الإمارات. ومن ناحية أخرى، اتهم الإماراتيون عباس والقيادة الفلسطينية لسنوات بالفساد، حسب تعبير الموقع الأميركي.
وشككت القيادة الفلسطينية في الإمارات بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020. وقبل تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى، مارس الإماراتيون ضغوطًا على إدارة بايدن ضده بدعوى أنه أحد المقربين من عباس. ودفع الإماراتيون من أجل تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض - أحد منتقدي عباس - بدلاً من ذلك.
اقرأ المزيد:
300 خطة تستقبل 1.2 مليون حاج في الأراضي المقدسة
مصر تسعى إلى «استئجار» حل لأزمة انقطاع الكهرباء
كيف أجهض نتنياهو «حلم» التطبيع مع السعودية؟.. مركز بحثي أميركي يوضح