مجزرة جديدة وسط السودان: البرهان يتوعد.. والعالم يحذر
تشهد قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان حركة نزوح واسعة بعد هجوم قوات الدعم السريع على القرية من ثلاثة محاور أمس أودى بحياة «ما يزيد على 104 من الشهداء»، وفق ما أعلنت لجنة ناشطين مؤيدة للديموقراطية الخميس.، فيما قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الخميس إن الرد على «جرائم» قوات الدعم السريع بحق مواطني قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان «سيكون قاسياً».
وأفادت ما تعرف بـ«لجنة المقاومة» بولاية الجزيرة، وهي واحدة من مجموعات عدة في أنحاء السودان اعتادت تنظيم تظاهرات مؤيدة للديموقراطية، بأن هجوما لقوات الدعم السريع على قرية ود النورة بالولاية المذكورة «راح ضحيته ما يزيد على 104 من الشهداء وفق تواصل أولي مع أهالي القرية». وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الخميس بأنها تلقت «تقارير تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا» في الهجوم الذي وقع على قرية بولاية الجزيرة في وسط السودان.
ونقل البيان عن مديرة اليونيسف كاترين راسل قولها «لقد شعرت بالرعب من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن 35 طفلا وإصابة أكثر من 20 طفلا خلال الهجوم الذي وقع أمس (الاربعاء) على قرية ود النورة بولاية الجزيرة السودانية».
وكانت لجنة المقاومة أفادت في بيان في وقت سابق بأن القرية شهدت «إبادة جماعية الأربعاء بعد هجوم ميليشيا الدعم السريع على القرية مرتين وقتل ما قد يصل إلى 100 شهيد». وتابعت اللجنة في بيانها الذي نشرته على منصات التواصل الاجتماعي أنها «بانتظار العدد الفعلي للشهداء والمصابين وأسمائهم». ونشرت لقطات لما قالت إنه «مقبرة جماعية» في الساحة العامة، تظهر صفوفا من الأكفان البيضاء.
البرهان يتوعد
في المقابل، وأضاف البرهان «ما حدث أمس في ود النورة وفي غيرها من المناطق في الجنينة ونيالا والخرطوم لن يمر مرور الكرام».وأكد البرهان أن القوات المسلحة «لن تضع يدها في يد من ارتكب هذه الفظائع في الشعب السوداني»، مجددا عزم القوات المسلحة «الاستمرار في هذه المعركة حتى يتم حسم العدو».
وبحسب إعلام مجلس السيادة، أشار البرهان إلى أنه «لا تفاوض أو جلوس مع داعمي المليشيا من تنسيقية تقدم وقوى الحرية والتغيير»، وقال «رسالتنا لتقدم وقحت لن تحكموا هذه البلاد ونحن فيها». وأكد البرهان أن «أي شخص وضع يده مع المليشيا لن يكون له مستقبل في هذا البلد»، وأضاف «تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) متواطئة مع التمرد ومتفقة معه على قتل الشعب السوداني».
وتابع «لدينا فيديوهات موثقة تثبت تورط المدعو يوسف عزت وشروعه في تسجيل 8 بيانات للإذاعة وخمسة بيانات للتلفزيون لإعلان الإستيلاء على السلطة وقريبا سيتم تمليكها للرأي العام». وقال البرهان «سنقاتل مليشيا الدعم السريع الإرهابية للنهاية».
ونقل بيان لمجلس السيادة عن نائب رئيس المجلس مالك عقار قوله إن الحكومة «تحصر الانتهاكات عبر لجنة يترأسها النائب العام السوداني بغرض ملاحقة المجرمين قضائيا في المستقبل تحقيق العدالة للضحايا». وأضاف عقار أن ما تقوم به قوات الدعم السريع «يرقي إلى الجرائم ضد الإنسانية».
وأدت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة. لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى «150 ألفا» وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
كذلك، أدت الحرب الى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم خمسة ملايين على حافة الجوع.
I am shocked by reports of violent attacks and a high number of casualties in the village of Wad Al-Noura in Aj Jazirah State on 5 June 2024.
Human tragedy has become a hallmark of life in Sudan. We cannot allow impunity to become another one. pic.twitter.com/MfaScoQ8Ez
— Clementine Nkweta-Salami (@CNkwetaSalami) June 6, 2024
ونفّذت قوات الدعم السريع هجمات متكررة على قرى بكاملها في كل أنحاء السودان، خصوصا في ولاية الجزيرة. وقالت قوات الدعم السريع في بيان الخميس إنها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة ود النورة واشتبكت مع العدو «خارج المدينة».
وكتبت رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سالامي في بيان نشرته عبر حسابها على منصة «إكس» أنها «صدمت من ارتفاع عدد الضحايا في قرية ود النورة بولاية الجزيرة».
وتابعت أنه «تأكد علنا تورط عناصر من الدعم السريع في العملية البرية التي نُفذت الاربعاء في هذه المنطقة (ود النورة)». وقالت «لقد أصبحت المأساة الإنسانية سمة الحياة في السودان. ولا يمكننا أن نسمح بحالة أخرى من حالات الإفلات من العقاب».
السودان وأسوأ أزمة نزوح داخلي
والخميس حذرت منظمة الهجرة الدولية في بيان من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين في الأيام المقبلة، واصفة الوضع بأنه استمرار لـ«أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم». وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في جميع أنحاء البلاد بلغ منذ اندلاع الحرب 7، 1 ملايين شخص، ليضاف إلى 2، 8 مليون نازح قبل الحرب. وبحسب بيان المنظمة فإن «أكثر من نصف النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون الخامسة».
وأشارت المنظمة إلى أن «70% من الأشخاص الذين أجبروا على النزوح في السودان يحاولون الآن البقاء على قيد الحياة في أماكن معرضة لخطر المجاعة». وقالت مديرة المنظمة ايمي بوب، بحسب البيان، «تصوروا مدينة بحجم لندن يتم تهجيرها»، في إشارة إلى عدد النازحين في السودان، وأضافت «هذا هو الحال، لكنه يحدث مع التهديد المستمر بتبادل إطلاق النار، والمجاعة والمرض والعنف العرقي والعنف القائم على النوع الاجتماعي».
اقرأ المزيد:
مجزرة جديدة وسط السودان: البرهان يتوعد.. والعالم يحذر
مصر تسعى إلى «استئجار» حل لأزمة انقطاع الكهرباء
كيف أجهض نتنياهو «حلم» التطبيع مع السعودية؟.. مركز بحثي أميركي يوضح