عيد أضحى بلا أضاحِِ وأفراح في غزة
رغم الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة، اعتاد أهالي قطاع غزة على شراء الأضاحي في مثل هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى.. لكن أسواق المواشي، أو أسواق «الحلال» كما يطلَق عليها، خاوية على عروشها هذا العام.
فقد انعدمت قدرة المواطنين على الشراء، وتبددت آمال التجار في البيع، وندرت مشاريع المؤسسات الخيرية التي كانت تلعب دورا مهما خلال مواسم عيد الأضحى، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
المزرعة خالية
يقول أكرم أبو حميد الذي يملك مزرعة مواشي في قطاع غزة «في كل عام مع اقتراب موسم العيد كان يتوفر بالمزرعة حوالي 250 إلى 300 رأس من الأضاحي. أما الآن فالمزرعة خالية تماما وتم تحويلها إلى مركز إيواء للنازحين من مناطق الخطر المختلفة التي يوجد فيها جيش الاحتلال مثل رفح وعبسان وبني سهيلا وغيرها».
ويضيف لوكالة أنباء العالم العربي «هناك اختلاف كلي بين العام الماضي وهذا العام. خلال الأعوام الماضية كان هناك إقبال ملحوظ رغم الحصار والأوضاع الصعبة».
يلفت أبو حميد إلى الارتفاع الفاحش في أسعار كل شئ ويقول «سعر الكيلو الواحد من أجنحة الدجاج وصل إلى 40 شيقل (10.7 دولار) ومن الصعب على المواطن توفيره في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة خلال الأشهر الثمانية من الحرب الإسرائيلية على غزة».
وفي مزرعته يعمل حوالي ثمانية أفراد، جميعهم ينتظرون كل عام حلول موسم الأضاحي، مصدر رزقهم ودخلهم الوحيد.
ولا يختلف حال أبو حميد عن حال عمر قديح تاجر الماشية الذي قال «العام الماضي كان الإقبال على الأضاحي مقبولا، لكن مع إغلاق المعابر هذا العام وندرة الأضاحي وارتفاع الأسعار نجد هناك عزوفا واضحا من المواطنين».
وتابع قائلا «المزرعة احتوت خلال المواسم الماضية على ما يقارب 300 أو 400 رأس من المواشي، بينما لا تحتوي هذا العام إلا على خمسة رؤوس تم توفيرها لصالح جمعية خيرية».
ومع تبدد مظاهر الفرحة بالعيد، ربما يتذكر الأطفال بحسرة أيام كانوا يختارون الأضحية مع ذويهم ويحضرون طقوس ذبحها.
قطاع حيواني مدمَّر في غزة
ويشير حسن عزام، مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بقطاع غزة، إلى أن قطاع الثروة الحيوانية بات مدمَّرا تماما. وقال «غالبية مزارع الفلسطينيين الكبيرة تقع في المناطق الحدودية وتم تدميرها بشكل عشوائي مع بداية الحرب».
وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي «عدد قليل جدا من مزارع المواطنين القريبة من بيوتهم والبعيدة عن المناطق الحدودية بقيت دون تدمير»، مشيرا إلى نقص الأعلاف وندرتها وخاصة بعدما اضطر مواطنون في شمال قطاع غزة لاستهلاكها مع الحصار الخانق والنقص الشديد في المواد الغذائية.
واستطرد قائلا «إغلاق معابر قطاع غزة عامل أساسي آخر لندرة الأضاحي في كافة المناطق من الشمال للجنوب». وقال «لا يوجد موسم أضاحي هذا العام».
ويرى المختص الاقتصادي محمد أبو جياب أن الحرب الإسرائيلية دمرت كل القطاعات الاقتصادية والإنتاجية في غزة زراعية كانت أو صناعية أو تجارية.
وقال لوكالة أنباء العالم العربي «الحرب لم تُبقِ أيا من مقومات الدورة الاقتصادية في قطاع غزة، لا على المستوى الزراعي أو الإنتاجي أو الصناعي».
كل شئ انتهى
وأردف «الحديث لا يقتصر فقط على موسم الأضاحي أو الزيتون أو ما شابه. كل شيء انتهى وتوقف منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم، الأمر الذي له على أرض الواقع انعكاسات طويلة الأمد لم تقتصر على اليوم فقط».
وواصل الحديث قائلا «في حال افترضنا أن الحرب توقفت اليوم على غزة، فنحن بحاجة إلى سنوات للعودة للعمل وتعويض واستعادة ما تم تدميره في كل القطاعات».
ويؤكد أنه تم تدمير ما يزيد عن 85% من القطاع الصناعي والإنتاجي، وقرابة 70 إلى 80% من القطاع الزراعي بكل مكوناته، مع تدمير القطاع التجاري بشكل كامل.
ويقول إنه مع هذه المؤشرات أصبح من الصعب الحديث عن خسارة محددة بقدر الحديث عن خسارة إجمالية في كل القطاعات.
وفي يوليو من العام الماضي، قبل اشتعال الحرب، أصدرت وزارة الزراعة في قطاع غزة بيانا أكدت فيه أن كميات الأضاحي التي جرى ذبحها في موسم عام 2023 بلغت نحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام. وبلغ عدد الأسر المضحيّة حوالي 130 ألف أسرة بنسبة 28% من إجمالي عدد السكان.
اقرأ المزيد:
10 أسباب وراء النوم لفترات طويلة في الصيف
«خليجيون» تستطلع خفايا زيارات مسؤولي «الناتو» إلى دول خليجية