ما انعكاسات تحرير المستعمرين الأربعة على صفقة تبادل الأسرى مع حماس؟
ما إن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت تمكنه من تحرير أربعة مستعمرين محتجزين في غزة في عملية عسكرية بوسط قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 210 فلسطينيا، حتى سارع المسؤولون للتغني بإنجاز جيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) المزعوم وسط تغييرات سريعة في المشهد السياسي كان أبرزها إعلان عضو مجلس الحرب ورئيس حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس إرجاء استقالته من المجلس التي كان من المتوقع أن يعلنها أمس، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تمكن من إنقاذ المستعمرين الأربعة من موقعين مختلفين خلال العملية العسكرية في قلب منطقة النصيرات، وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري إن الجيش سيواصل عملياته لاستعادة المزيد من المحتجزين. وتابع قائلا «سنواصل بذل كل ما في وسعنا من أجل إعادة المئة وعشرين مختطفا (الباقين).. .الرسالة إلى حماس واضحة: نحن مصممون بشدة على إعادة المختطفين إلى الوطن وسنفعل ذلك بكل الوسائل».
مستقبل صفقة التبادل
وتثير العملية الإسرائيلية تساؤلات حول مستقبل صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو ستتمسك بالنهج العسكري لتحرير المحتجزين بعد هذه العملية.
وسبق أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات أخرى لتحرير محتجزين، لكنها انتهت بمقتلهم أو منيت بالفشل، لكن هذه العملية ستمنح نتنياهو القدرة على المناورة في مجلس الحرب الزعم أن العمل العسكري يحقق أهدافه، وبالتالي تسمح له بالدعوة إلى التريث قبل الموافقة على صفقة لتبادل الأسرى مع حماس تؤدي إلى وقف الحرب.
كان نتنياهو قد أعلن رفضه بشدة إبرام صفقة تؤدي لوقف الحرب دون تحقيق أهدافها، كما أعلنت حركة حماس هي الأخرى رفضها لصفقة لا تؤدي لوقف كل العمليات العدوانية الإسرائيلية.
وطرح الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي خطة من ثلاث مراحل تؤدي لنهاية الحرب على غزة وتبدأ بمرحلة إنسانية تتعلق بإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وفي إشارة على زيادة الحماس لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة العمليات العدوانية التي من شأنها تحرير المحتجزين، قال وزير الحرب يوآف غالانت في بيان بعد العملية إن النظام الأمني الإسرائيلي سيعمل باستمرار لتحرير المحتجزين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عضو مجلس الحرب بيني غانتس أرجأ مؤتمرا صحفيا كان مقررا اليوم السبت لإعلان استقالته من المجلس، وذلك في أعقاب نجاح الجيش في تحرير المحتجزين الأربعة.وأوضحت الهيئة أن غانتس قرر إرجاء مؤتمره وبالتالي إرجاء استقالته.
وكان غانتس منح حكومة نتنياهو حتى يوم السبت لتنفيذ سلسلة قرارات تتعلق بالحرب على قطاع غزة ومسألة اليوم التالي للحرب بالإضافة لقضية عودة الإسرائيليين إلى بلداتهم في شمال إسرائيل، وأيضا حسم الموقف من قضية إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية.
ضغوط اليمين
أما عائلات المحتجزين التي كانت تطالب هي الأخرى بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس بأي ثمن، فقد رحبت بالعمل العسكري الذي يؤدي لإطلاق سراح المحتجزين.
وإزاء كل هذه التطورات، من المتوقع أن يصعد اليمين الإسرائيلي لهجته باتجاه المزيد من الضغط العسكري على حركة حماس وتنفيذ المزيد من العمليات التي يمكن أن تؤدي لإطلاق سراح المحتجزين.
ويعارض وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أي صفقة تؤدي لوقف الحرب، ووصفوا في بيانات سابقة مثل هذه الصفقة بأنها استسلام لحركة حماس وانتصار للحركة الفلسطينية.
ورغم أنه من المتوقع أن يعلو صوت اليمين الرافض للصفقة، إلا أن الولايات المتحدة ستواصل على الأرجح الضغط من أجل إبرام اتفاق مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية.
وفي الوقت نفسه، فقد يشجع نجاح عملية تحرير المحتجزين الأربعة الإسرائيليين على خفض الثمن الذي يمكن أن يدفعوه مقابل صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.
وتعهد نتنياهو في مؤتمر صحفي بإعادة كل المحتجزين «سواء بهذه الطريقة أو بأي طرق أخرى».
اقرأ المزيد
«الإشارة» تشعل المعارك فى السودان.. أطفال يدفعون الثمن
وسط طوفان «الإبادة».. حلم العودة يراود أطفال غزة
«خليجيون»| ما حقيقة ضغوط مصر وقطر على حماس لقبول مبادرة بايدن؟