تسرييات أميركية.. صفقة بايدن وبن سلمان على «الطريقة اليابانية»
كشفت تقارير أميركية أن إدارة الرئيس الرئيس جو بايدن على وشك وضع اللمسات النهائية على معاهدة مع السعودية تلتزم واشنطن بموجبها بالمساعدة في الدفاع عن المملكة في إطار صفقة تهدف إلى دفع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وإسرائيل. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن مسودة المعاهدة صيغت بشكل فضفاض على غرار الاتفاقية الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان.
وحسب مسؤولين أميركيين وسعوديين، فإن الاتفاق المحتمل، الذي ظل محل مراسلات على نطاق واسع بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين لأسابيع، يأتي ضمن حزمة أوسع ستتضمن إبرام اتفاق نووي مدني بين واشنطن والرياض واتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية وإنهاء الحرب في غزة، حيث فشلت جهود وقف إطلاق النار المستمرة منذ شهور في إحلال السلام.
ويقول آرون ديفيد مفاوض السلام الأمريكي السابق ويعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن: «ستكون هذه هي المرة الأولى التي تبرم فيها الولايات المتحدة اتفاقية دفاع مشترك تكون لها قوة القانون منذ مراجعة المعاهدة الأمريكية اليابانية عام 1960».
الصين وإيران أهم الأهداف
وستتطلب الموافقة على هذه المعاهدة، التي قالت «وول ستريت جورنال» إنها ستحمل اسم اتفاقية التحالف الاستراتيجي، تصويت أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأمبركي لصالحها، وهو أمر سيكون من الصعب تحقيقه ما لم ينص الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة.
وذكرت الصحيفة أن مسودة المعاهدة تنص على منح واشنطن إمكانية استخدام الأراضي السعودية والمجال الجوي للمملكة من أجل حماية المصالح الأميركية وشركائها في المنطقة مقابل التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في الدفاع عن السعودية في حالة تعرضها لهجوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المعاهدة تهدف أيضا إلى توثيق الروابط بين الرياض وواشنطن من خلال منع الصين من بناء قواعد في المملكة أو مواصلة التعاون الأمني مع الرياض.
وفي مايو الماضي، عقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مدينة الظهران السعودية مباحثات في أعقاب تقارير ذكرت أن البلدين على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأميركية ومساعدة واشنطن للرياض في مجال الطاقة النووية المدنية، بيد أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي المأمول في إطار «صفقة كبرى» في الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال، مع تمسك الرياض بحل الدولتين في الصراع العربي-الإسرائيلي.
في المقابل، أى تقرير إعلامي أميركي أن مساعي المملكة العربية السعودية نحو تعزيز علاقاتها مع قوى عالمية أخرى مثل الصين وروسيا، تبرز «مخاوف من عدم استقرار العلاقة مع الولايات المتحدة وتقلباتها السياسية»، رغم أنباء عن قرب توقيع اتفاقية أمنية كبرى بين البلدين. وفي تقرير تحت عنوان «المملكة العربية السعودية إحدى أهم الدول المتأرجحة بالنسبة لبايدن»، سلطت صحيفة «نيوزويك» الأميركية الضوء على علاقة واشنطن والرياض قبل أشهر من انتخابات الرئاسة الأميركية التي يطمح فيها الرئيس جو بايدن لولاية جديدة.
ويلحظ برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، التعديل الاستراتيجي في وجهة نظر الرياض، قائلا:«تدرك المملكة العربية السعودية أن العالم لم يعد أحادي القطب حيث تهيمن الولايات المتحدة فقط على كل شئ، وأنها تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب مع قوى أخرى صاعدة مثل الصين والهند، وعليها الحفاظ على وجوده».
ماذا يرى محلل مقرب من محمد بن سلمان؟
ويحافظ هيكل على اتصالات مباشرة مع ولي العهد الأمير محمد، ويتحدث عن كيفية إعادة تشكيل العاهل المستقبلي لاتجاه المملكة، إذ وصف هذا النهج بأنه سياسة «السعودية أولا»، مستحضرا مبدأ «أميركا أولا» الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمن والذي أعاد ترامب تنشيطه مؤخرا.
ويقول أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون: «الفرق الكبير هو أن المملكة العربية السعودية تعمل بشكل أكبر مع الأخذ في الاعتبار القومية، وليس أي أيديولوجية أخرى»، مضيفا «إنها تضع مصلحتها الذاتية قبل المصالح الإقليمية، أو على سبيل المثال، المصالح القومية العربية والإسلامية، التي كانت تشكل عوامل مهمة في وقت سابق، فضلا عن المصالح الأميركية».
ويتابع بالقول: «بالنظر إلى أن والرياض تضع مصالحها الخاصة في المقام الأول، وتحاول يائسة تحويل نفسها وتنويع اقتصادها لتصبح أقل اعتمادا على عائدات النفط، فإنها تختار سياسات تعني، على سبيل المثال، أن عليها الحفاظ على علاقات ممتازة مع الصين وأميركا في وقت واحد».
ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأميركية ولا السفارة السعودية في واشنطن على طلبات للتعليق حتى الآن.
اقرأ المزيد:
النفط يواصل الخسائر مع صعود الدولار.. خام برنت بـ79.6 دولار
شبح الانشقاقات يلاحق أكبر الأحزاب السودانية
شاهد: محامي كويتي يعلن تطوعه للدفاع عن صاحب واقعة الصفعة ضد عمرو دياب