«حل الدولتين أولا».. مطالب خليجية عاجلة في حوار مع الألمان

«حل الدولتين أولا».. مطالب خليجية عاجلة في حوار مع الألمان
منتدى الحوار الخليجي الألماني
القاهرة: أحمد كامل

دعا مشاركون في الحوار الألماني الخليجي المنعقد اليوم الاثنين في برلين، إلى حل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية ووقف إطلاق النار، كما شدد بعضهم على ضرورة اعتراف حكومة الاحتلال بحل الدولتين، رافضين فكرة القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى دعوة حماس للإفراج عن الأسرى والمحتجزين، بالإضافة إلى الدعوة لإجراء تعديل طفيف في سلطة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن،

الاعتراف بحل الدولتين

وشدد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، على «ضرورة تشكيل حكومة إسرائيلي تعترف بحل الدولتين وتعلن ذلك علنا، كما دعا إلى صدور قرار من مجلس الأمم يختص المفاوضون بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية بمن يقبل حل الدولتين».

واقترح تركي الفيصل «انتخاب ممثلين على كلا الجانبين، إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، غزة والضفة الغربية، الذين يلتزمون بحل الدولتين». وجدد دعوة شقيقه سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الراحل، لإجراء «تعديل طفيف و مهم» لسلطة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، في تمرير قرارات مجلس الأمن التي تم إقرارها في الأمم المتحدة دون تصدي الفيتو لها.

وضرب تركي الفيصل مثالا، على «القرار 242 للأمم المتحدة بشأن عودة الأراضي العربية إلى العرب والسلام من إسرائيل كما نصت عليه المبادرة العربية، في مقابل منع تنفيذ ذلك القرار باستمرار من قبل الولايات المتحدة»، وتابع بالقول:«لذا هذا شئ يجب منعه».

نهج فاشل

ونبه رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي الدكتور علي راشد النعيمي، الألمان إلى ضرروة «الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، و حقوق الإنسان»، داعيا إياهم إلى «عدم التحدث عن جانب واحد وإغفال عن الالتزامات الآخرى». وقال النعيمي إن «الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه من ذلك التاريخ هو أن ما حدث في الهولوكوست لا ينبغي أن يحدث مرة أخرى، ليس فقط لليهود، ولكن لأي إنسان».

ولفت إلى أن «ألمانيا، أوروبا، الغرب، تعاملوا مع هذه المشكلة على مدى العقود السبعة الماضية بنفس النهج الذي فشل»

وتابع قائلا: «أفهم أن القرار الأميركي للاعتراف بدولة فلسطينية أو إعادة الانخراط في حل الدولتين ليس قراراً أمريكياً أو أوروبياً، بل هو قرار إسرائيلي»، مضيفا «هذا هو السبب، إذا كنتم فعلاً تهتمون بأمن إسرائيل، يجب أن نعمل على المجتمع الإسرائيلي، على أصحاب المصلحة في إسرائيل».

وتساءل عن إمكانية تحديد واختيار قائداً إسرائيلياً يؤمن بالسلام والإعن عن هذا المعتقد علنا مع تقديم رواية تجاه الفلسطينيين، أنهم بشر، يستحقون العيش مثل الآخرين، مستكملا حديثه بإجابة:« لا لهذا السبب من المهم جداً التركيز على جذور هذه القضية». ولفت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ركزوا على الانتقام من الفلسطينيين، محذرا من صعوبة إعادة السلام لأمن المنطقة بأسرها وخاصة لإسرائيل.

وحذر الاحتلال الإسرائيلي السير نحو تحقيق هدف القضاء على (حماس)، قائلا:« ستظهر حماس ثانية وثالثة وستظل المنطقة تعاني». وقال «نحتاج إلى الانخراط وخلق بطل للسلام من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني».

الأولوية هي دولة فلسطين

أما وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في البحرين الدكتور الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، فقد شدد على ضرورة وقف الحرب، و تبادل الرهائن، والسماح بالمزيد من المساعدات الإنسانية، مؤكدا أنه بالنسبة لدول الخليج، والعالم العربي، والعالم الإسلامي بما فيها بلاده فإن «الأولوية هي دولة فلسطين وسيادتها».

وتابع: «ندرك أن هذه ليست أولوية إسرائيل، لكن الأولوية هي المخاوف الأمنية، وهو حق مشروع لكل دولة في العالم، ولكن أيضًا يجب معالجة المخاوف الأمنية للشعب الفلسطيني، لذا فإن المناقشات الجارية، وآخرها مبادرة بايدن، مهمة».

وحدد عبد الله بن أحمد 3 ركائز رئيسية يجب معالجتها بالتوازي، أولها المسار السياسي نحو دولة فلسطينية، وفي نفس الوقت معالجة المخاوف الأمنية لكلا الجانبين، إسرائيل وفلسطين، مع ضرورة وجود السلطة الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

والركيزة الثالثة تتمثل في التأثير الاقتصادي والإنساني عبر الجهود الألمانية في المنطقة، حسب بن أحمد.

ولفت إلى أن ألمانيا على مدى السنوات كانت «سخية جداً» عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية، بدعم الأونروا، بتسهيل حياة الفلسطينيين، بتوفير الطعام والمأوى للأسر الفلسطينية التي قد تُقتل في اليوم التالي.

وفي المقابل رد وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني توبياس ليندر على سياسة بلاده في أن «أمن إسرائيل هو جزء من سياسة ألمانيا»، قائلا:«أعتقد أنه يعني أن أمن إسرائيل لا يمكن ضمانه على المدى الطويل إلا إذا كان للفلسطينيين حياة كريمة ودولة خاصة بهم».

وتابع:«إنه جزء من التزامنا بإقناع، على الأقل محاولة إقناع شركائنا الإسرائيليين بما يعنيه الأمن»، مشيرا إلى أن هناك توافقًا كبيرًا في الغرفة حول بعض النقاط القصيرة المدى الرئيسية.

وشدد على ضرورة وقف إنساني فوري لإطلاق النار، داعيا في الوقت نفسه ى حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى المدنيين في غزة.

وقال: «نعتقد أن للفلسطينيين الحق في دولة، ليس على الورق فقط، بل في الواقع على الأرض، يشمل ذلك الدور المركزي للسلطة الفلسطينية في غزة لضمان الاستقرار الطويل الأجل ومستقبل دولة فلسطينية متماسكة إقليمياً».

ودعا الاحتلال الإسرائيلي إلى التواصل مباشرة والعمل بشكل بناء معها، وقال «يجب أن ندعمها في هدفها للإصلاح وتعزيز هياكلها الحاكمة وتحمل المسؤولية في الحكومة، والإفراج عن جميع الإيرادات المحتجزة التي تخص الشعب الفلسطيني».

وتطرق المسؤول الألماني إلى الخريطة الشاملة التي طرحها الرئيس بايدن، معتبرا إياه بأنها «أفضل خيار» على الطاولة لتمهيد الطريق نحو الأهداف المذكورة أعلاه. وأدان عنف المستوطنين منذ 7 أكتوبر، وإنشاء بؤر استيطانية غير قانونية وتوسيع المستوطنات، وكل ذلك يشكل عائقًا مباشرًا أمام حل الدولتين واستقرار المنطقة.

جاء الحوار الخليجي-الألماني غداة، اجتماع مجلس وزراء الخارجية لمجلس التعاون الخليجيي في الدوحة، إذ أكد المشاركون مواقف وصفها محللون بأنها «حاسمة»، فيما يخص الحرب فى قطاع غزة، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ووبحسب نص البيان طالب الوزراء الخليجيون بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في القطاع، وعبر المجلس في بيان مشترك في ختام اجتماع بالدوحة عن رفضه لأي مبررات وذرائع لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على تلك الممارسات وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة.

اقرأ المزيد

مصر تبحث عن «مضاعفة إيراداتها» عبر الخدمات الرقمية

الغزاوني أمام منافسة شديدة في «رئاسية موريتانيا»رسالة من حماس إلى أميركا بشأن الحرب في غزة

أهم الأخبار