«خليجيون»| «سلاح النفط» ورقة الضغط الضائعة في حرب غزة
يرى مراقبون أن دول الخليج تمتلك ورقة ضغط قوية تتمثل في «وقف تصدير النفط أو وضع قيود» من خلال استغلالها يمكنها وقف العدوان على غزة، لكنهم استبعدوا إمكانية استخدام هذه الورقة لحل هذه الأزمة «المستعصية» نظرًا للعلاقات القوية القائمة مع الغرب، مشيرين إلى أن اتخاذ مثل تلك الخطوة قد يربك حسابات اقتصاديات أغلب دول العالم، وليس أميركا فحسب.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي عدوانا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 37 ألف شخص واكبر أزمة إنسانية عاشتها المنطقة منذ عقود، وفق منظمات دولية.
أهمية وقف تصدير النفط إلى الخليج
ويعيد الدبلوماسي المصري السفير عبد الله الأشعل التأكيد على «أهمية استغلال النفط في الضغط على اصحاب القرار في أميركا وأوروبا لوقف العدوان على غزة، على غرار ما حدث في حرب أكتوبر 1973»، معتبرا أن «هذا القرار كان فاصلا في تغيير مسار الحرب».
ويقول الأشعل في تصريح إلى «خليجيون» إن «دول مجلس التعاون الخليجي في حقبة الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي فإن جميع ثرواتهم ليست تحت تصرفهم بينما هي رهن إشارة وتوجيه من الإدارية الأميركية» ضاربا مثال «بامتلاك المملكة نحو 13 تريليون دولار في البنوك الأميركية لكنها لا تتمكن من إنفاقها أو إخراجها إلا بتعليمات أميركية».
ويشير الأشعل إلى ما اعتبره «خلافا خليجيا على الإرادة الجاكة في وقف إطلاق النار في غزة وبالتالي لن يجتمع الجميع ضد الاحتلال الإسرائيلي أو أميركا»، داعيا إياهم إلى الإسراع نحو استخدام ورقة النفط لإنقاذ غزة كما كان الحال في موقفهم مع حرب 1973».
لم نطرح استخدام النفط كأداة لوقف إطلاق النار في غزة
يذكر انه بعد أساببيع من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تعرض وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، لسؤال مفاجئ عن إمكانية كانت استخدام المملكة سعر النفط كأداة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
وقال الفالح في مقطع الفيديو الذي جاء خلال مشاركته بمنتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة: «حسنا أولا وقبل كل شيء هذا ليس من صلاحياتي، يمكنني أن أخبرك أن هذا ليس مطروحا على الطاولة، المملكة العربية السعودية تحاول إيجاد السلام عبر النقاشات السلمية».
🚨 منذ ساعات، الوزير السعودي يصرح بان الضغط باسعار النفط (تقليل الواردات السعودية) لايقاف الحرب في غزة غير مطروح أصلا على الطاولة pic.twitter.com/8EL9wcdnDP
— يوسف الأوسي (@yusefren) November 8, 2023
إرباك حسابات اقتصاديات العالم
ويستبعد كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، الدكتور يسري أبو شادي استخدام دول الخليج لسلاح النفط للضغط على أميركا وإسرائيل، قائلا:« من الناحية النظرية، يمتلك سلاح النفط تأثيرا كبيرا مثلما حدث عام 1973، لكنه يستدرك بالقول« العلاقات الآن متشعبه وهناك تداخل اقتصادي وعسكري كبير بين معظم دول الخليج والغرب وحتي اسرائيل، ومن ثم استخدام سلاح النفط أصعب من الماضي».
ويتوقع أبو شادي في تصريح إلى «خليجيون»:«أن يربك أي قرار بخصوص قطع تصدير النفط الخليجي لأميركا والغرب، حسابات كل اقتصاديات وبرامج الدول الغربية وغيرها»، وتابع:«لكنه قرار صعب جدا استخدامه اليوم».
لماذا لا تستخدم الدول العربية النفط كسلاح ضد إسرائيل
وبعنوان لماذا لا تستخدم الدول العربية النفط كسلاح ضد إسرائيل؟، طرحت مجلة جاكوبين الأميركية الضوء تساؤلات عن أسباب عدم لجوء العرب إلى سلاح النفط لوقف الحرب في غزة.
وأعادت المجلة الذاكرة إلى عام 1973، حينما أعلن الرئيس الأميرك ريتشارد نيكسون دعم إسرائيل خلال حربها ضد الفلسطينيين والعرب، فرضت الدول العربية في منظمة أوبك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل، حظرا على صادرات النفط الخام إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي اجتماع عقد في الكويت في 17 أكتوبر 1973، قرر أعضاء أوبك العرب منع الصادرات إلى الدول الغربية وخفض إنتاج النفط بنسبة 5 في المائة شهريا حتى انسحاب الإسرائيليين من الأراضي العربية المحتلة.
وتضاعف سعر برميل النفط أربع مرات. وكانت هذه هي الصدمة النفطية الأولى التي أدت إلى خسائر فادحة في الاقتصادات الغربية، حسب الصحيفة.
صادرات دول الخليج النفطية إلى اميركا
وتشير بيانات رسمية إبى أن صادرات الدول خلال الربع الأول سجلت نحو 6.218 مليار دولار، مقارنة بـ7.795 مليار ريال صادرات الفترة نفسها من العام الماضي، وفق أحدث البيانات الحكومية الأميركية حسب موقع (مباشر)
وتعد السعودية هي المصدر الأخر في واردات أميركا من دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغت خلال الربع الأول من العام الحالي 2024، بنحو 3.289 مليار دولار، مقارنة بـ4.378 مليار دولار صادرات الفترة نفسها من عام 2023، بنسبة تراجع 25%.
اقرأ المزيد
مفاجأة: الأفيال تنادي بعضها بـ«الاسم»