دراسة أميركية تتنبأ بمستقبل «خلافات» الأسرة الحاكمة في الكويت
اعتبرت دراسة صادرة عن معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن «الطريق لا يزال طويلا لتجاوز الخلافات في عائلة الصباح الحاكمة في الكويت»، واصفة اختيار الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد دون صراع طويل بأنه «خطوة مهمة إلى الأمام».
وفي وقت سابق هذا الشهر، أصدر أمير الكويت أمرا أميريا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وليا للعهد، بعد ثلاثة أسابيع من قرار أمير البلاد حل مجلس الأمة ووقف العمل ببعض مواد الدستور لمدة أربع سنوات. ويوم الإثنين دعا ولي عهد الكويت أسرة آل الصباح الحاكمة في البلاد أن «يجسدوا خير مثال للقدوة الحسنة في الأخلاق والالتزام بالقانون»، منبها أن «القانون سيطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء»، وذلك في لقاء بديوان الأسرة بقصر بيان بالعاصمة الكويتية.
وفي دراسة بحثية أميركية تحت عنوان «ولي العهد الجديد في الكويت يخالف اتجاهات الخلافة في الخليج»، سلطت الباحثة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن كريستين ديوان الضوء على ولاية العهد في الكويت بالقول إن « التقاليد الكويتية، ثم بموجب الدستور، قصرت حكام الكويت على أحفاد مبارك الصباح، الذي شغل منصب الأمير من عام 1896 إلى عام 1915». وأوضحت «تناوب الحكم بين اثنين من أبناء مبارك وأحفادهما، سلالتي «جابر» و«سالم» لعقود طويلة»، وبينت الدراسة «منذ عام 1977 يحكم البلاد أبناء أحمد الجابر، باستثناء تعيين وإقالة سعد العبد الله الصباح لفترة وجيزة للغاية في عام 2006 بسبب عدم قدرته على الحكم»
اعجاب مشعل بالنموذج السعودي
وأشارت الباحثة الأميركية إلى ما تصفه بـ«إعجاب أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالتحول نحو الشباب في المملكة العربية السعودية وبالطريقة التي اتبعها ولي العهد السعودي الشاب للتغيير في المملكة»، في إشارة إلى تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد منذ بضع سنوات. واعتبرت ديوان أن «السعودية تحتل مكانة عالية بين أولويات مشعل. إذ كانت أول محطة خارجية يقوم بها الأمير في يناير، وستكون أول زيارة يقوم بها ولي العهد أيضًا».
وتلحظ الدراسة اتجاها نحو ما تصفها بـ«الخلافة الأبوية المباشرة في منطقة الخليج، أو قيام الآباء بتعيين أبنائهم وريثًا»، ضاربة مثلا «بانتقال السلطة في سلطنة عمان أيضًا بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد الذي لم ينجب أبناء، وفي قطر حيث تنازل الأمير حمد بن خليفة آل ثاني عن العرش لصالح ابنه، وفي الإمارات العربية المتحدة حين عين رئيس الإمارات محمد بن زايد نجله الشيخ خالد وريثاً واضحاً له بعد عام تقريباً من انتقال السلطة رسمياً من أخيه. كما أن ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عزز سلطاته الحاكمة كرئيس للوزراء، بعد وفاة عمه القوي الذي عاش طويلاً».
ولي عهد الكويت.. ثروة خبرات
ويلفت معهد دول الخليج العربية في واشنطن إلى أن «أمير الكويت خالف توقعات راجت حول احتمال بتنصيب نجله الأكبر أحمد وليا للعهد رغم أنه يشغل منصباً عاماً كرئيس لهيئة مراقبة الأداء الحكومي، مشيرا إلى أن ولي العهد صباح الخالد يمتلك «ثروة من الخبرة في الحياة العامة»، سواء في الخدمة الخارجية بلغت ذروتها بتعيينه وزيرا للخارجية في عام 2011. وشمل ذلك مناصب رئيسية مثل موظف بعثة الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة من 1983 إلى 1989، وسفيرا لدى المملكة العربية السعودية من 1995 إلى 1998. كما شغل صباح الخالد منصب رئيس الوزراء خلال السنوات الصعبة لوباء فيروس كورونا.
واعتبرت الدراسة الأميركية أن خبرة صباح خالد الحمد في قيادة الحكومة والعمل مع البرلمان «لا تقدر بثمن».
اقرأ المزيد:
ما انعكاسات تثبيت الفائدة الأميركية على أسعار النفط العالمية؟