ما مصير صفقة «البترودولار» التاريخية بين السعودية وأميركا؟
تزايدت وتيرة الجدل بشأن مصير اتفاق قديم وغير معلن بين واشنطن والرياض جرى بموجبه تسعير صادرات السعودية النفطية بالدولار. كما شملت الصفقة المتداولة منذ نصف قرن -دونما إعلان رسمي- شراء السعودية سندات خزينة أميركية.
في يونيو عام 1974، وبعد فترة قصيرة من أزمة النفط العالمية، تسربت الأنباء عن توصل الحكومة السعودية لهذا الاتفاق الذي يمتد 50 عاما مع إدارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، فيما بدا وقتها أنه «كان تسريبا من مصدر سعودي محدد وليس سياسة سعودية رسمية»، وفق رفيق لاتا، كبير المحررين في قضايا النفط، في شركة «انيرجي انتلجنس» لموقع «بي بي سي».
ومع مرور 50 عاما على هذا الاتفاق، يصف تقرير بريطاني هذه الصفقة بـ«الأسطورة»، مبديا السخرية بالقول إن «هذا الأسبوع سيكون واحدًا من أكثر الأسابيع مأساوية في تاريخ الدولار الأميركي. ويجب أن يكون مستعدا لانهيار فوري، بما يعود بالنفع المباشر على العملات الناشئة».
وتحدث موقع «بروتوس» المختص بقطاع البيتكوين والعملات المشفرة عن مزاعم باتجاه «البنك المركزي السعودي لاستخدام الريبل في مدفوعات النفط أو العملة المستقرة العابرة للحدود الوطنية لدول البريكس».
هل ينتهي عصر هيمنة الدولار؟
لكن «بروتوس» يتوقع استمرار «تسعير النفط بالدولار الأميركي (أو ما يعادله) لسنوات عديدة قادمة»، مفسرا ذلك بأن «العملة الأميركية هي الأكثر سيولة في العالم». وشرح بالقول أن «84% من معاملات سوق تمويل التجارة العالمية التي جرى تداولها في أبريل 2024 هي مقومة بالدولار الأميركي».
وفي مايو الماضي، أظهرت بيانات رسمية أميركية، أن إجمالي صادرات السعودية من النفط الخام إلى الولايات المتحدة بلغ 25.433 مليون برميل في الربع الأول من عام 2024، بقيمة بلغت 2.133 مليار دولار.
وإذ يقر التقرير البريطاني بأن المملكة العربية السعودية تبيع بعض النفط مقابل اليوان الصيني والروبل الروسي والذهب ومجموعة متنوعة من الأصول الأخرى، إلا أنه يقول إن «الرياض باعت نفطها في الغالب مقابل الدولار على مر السنين، لـهكان من المربح إلى أقصى حد للمملكة أن تبيع النفط باستمرار لمقدمي العروض المقومة بالدولار».
ويتوقع «بروتوس» أن تستمر واشنطن والرياض في التعاون «طالما أن كلا البلدين يعتقدان أنه من المنطقي التعاون»، معتبرا أن «تكهن الناس بأن الدول المنتجة للنفط ستقطع علاقاتها بالدولار منذ السبعينيات. هو مجرد أمنية لنهاية هيمنة الدولار»
اقرأ المزيد:
شاهد: «إكس» تحجب الإعجابات على صفحات المستخدمين