حرب الجنرالين تهدد «تكايا» السودان

حرب الجنرالين تهدد «تكايا» السودان
تكية أم درمان في السودان. (أرشيفية)

بعد مضي أكثر من عام على الحرب في السودان أصبح عدد كبير من سكان أم درمان في ولاية الخرطوم يعتمدون بشكل أساسي على المطابخ الجماعية المشتركة أو «التكايا» للحصول على وجباتهم اليومية.

وفاقمت الحرب المستمرة الضغوط المعيشية ورفعت معدلات الجوع ونفدت معها مدخرات المواطنين وتوقفت مصادر دخلهم في ظل عدم وجود فرص عمل جديدة، وهو ما أعطى أهمية كبيرة ل"التكايا" التي تنتشر في شوارع المدن السودانية، حيث أصبحت المصدر الأساسي للغذاء بالنسبة لمعظم الأسر والنازحين.

وفي المجمع الديني لشيخ الأمين التابع لإحدى الطرق الصوفية بمنطقة بيت المال في أم درمان، يعتمد نحو ثلاثة آلاف شخص على الحصول على وجباتهم اليومية، وفضل العديد من النازحين البقاء داخل المجمع والإقامة فيه بعد تدمير منازلهم. ويجري تمويل بعض «التكايا» بدعم حكومي فيما تعتمد أخرى على المساهمات الشخصية وفقا لتقاليد المجتمع السودان.

وخلال الشهر الأخير فقط تقلص عدد «التكايا» من ثلاثمائة على الأقل لتصبح نحو مئتين في أم درمان، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض الدعم المقدم من المتبرعين، فضلاً عن زيادة أعداد النازحين الوافدين إلى المدينة. وبسبب عدم توفر غاز الطهي وتضاعف أسعاره خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، اضطر المشرفون على المطابخ المشتركة لاستخدام الحطب والأشجار في طهي الطعام.

وحذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة في نهاية مايو أيار الماضي من أن السودان معرض «لخطر مجاعة وشيك»، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من الجوع الشديد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

شبح الجوع يلاحق 765 ألف سوداني

وتقدر توقعات أولية لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن 765 ألف سوداني قد يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء بحلول سبتمبر. والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أداة تستخدمها وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة لتحديد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة رسميا.

وتعكس التوقعات الأولية، اعتبارا من الأول من يونيو والتي اطّلعت عليها رويترز، الوضع سريع التدهور في الدولة التيتمزقها الحرب. وأظهر آخر تقدير سابق، صدر في ديسمبر، أن 17.7 مليون شخص، أو 37% من سكان السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، لكن لم يتم اعتبار أي منهم في وضع كارثي. ويواجه الآن نحو 25.6 مليون شخص، أي 54% من السكان، نقصاحادا، منهم أكثر من تسعة ملايين شخص في أوضاع غذائية طارئة أو ماهو أسوأ.

اقرأ المزيد

«رهان على الشباب» حملات دعاية ساخنة تدشن رئاسيات موريتانيا

ما مصير صفقة «البترودولار» التاريخية بين السعودية وأميركا؟

ضيوف الرحمن في أول مناسك الحج على صعيد منى (فيديو)

أهم الأخبار