عودة تجارة الذهب وسط ركام خان يونس

عودة تجارة الذهب وسط ركام خان يونس
أحد محال الذهب في خان يونس
القاهرة: خليجيون

رغم استمرار الحرب قرر بعض أصحاب محال الصاغة استئناف أعمالهم من جديد في مدينة خان يونس المدمرة جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو شهرين ونصف الشهر وأعلن توسيع المناطق المصنفة بالآمنة فيها لتشمل مركز المدينة والأحياء المحيطة بها.

وقررت الفلسطينية نبيلة النجّار (65 عاما) الانطلاق من مركز المدينة والذهاب إلى بقايا منزلها المدمّر في بلدة بني سهيلا لتجلب حقيبة صغيرة كانت قد تركتها لدى ابنها الأصغر ووضعت فيها مصاغا وحليّ، حتى تعود إلى أحد محال الصاغة وتبيع جزءا منه لتوفّر تكاليف بعض احتياجات عائلتها، حسب وكالة أنباء العالم العربي.

واضطرت نبيلة، التي نزحت لخمسة أشهر في رفح قبل عودتها إلى المنزل المدمر في بني سهيلا منذ شهر ونصف الشهر، للسير بين أكوام الركام المكدّس في الشوارع الرئيسة والفرعيّة لتصل إلى ضالّتها وتنقّلت بين ثلاث محال تكاد تكون الوحيدة التي أعادت فتح أبوابها بحثا عن مرادها.

التفاوض على أسعار البيع والشراء

واهتدت السيدة الفلسطينية إلى المحلّ المطلوب، وبدأت التفاوض على أسعار البيع والشراء قبل أن تختار القطع التي ستبيعها وتلك التي ستستبدلها بأخرى، لكن ملامح الاستغراب كانت تبدو على وجهها وهي تتابع انشغال الباعة مع زبائن آخرين داخل المحل، إذ لم تتصور وجود هذا العدد الكبير من المتسوّقين في المدينة التي يصفها سكّانها بالأكثر دمارا في القطاع.

الخوف من الغش

وأثار انتشار باعة الذهب في مناطق ومخيّمات النزوح داخل أكشاك أو على بعض البسطات الصغيرة، مخاوف نبيلة من إمكانيّة تعرّضها للغشّ وعدم المصداقيّة في الجودة والأسعار، لذلك، فقد آثرت الانتظار للبيع والشراء من محال رئيسة ومعروفة العناوين والتجّار.

وأوضحت أنّها كانت تستبعد عودة بعض مظاهر الحياة بهذه الطريقة لمركز مدينة خان يونس، كون مشهد الدمار يبعث على اليأس والإحباط ويُصعّب حتّى التنقل، لكنها وصفت الواقع الجديد الذي شاهدته داخل محال الصاغة وخارجها بأنّه «إضاءة شمعة أمل وسط ظلام اليأس الحالك الظُلمة».

ونجحت بعض هذه المحال في ترميم بعض مكونّاتها وأماكن عرض مقتنياتها بشكل يُذكّر الفلسطينيين بملمح من حياتهم قبل الحرب.

محال الصاغة في شارع البحر

وتظهر بعض محال الصاغة وهي تفتح أبوابها في شارع البحر الرئيس وسط خان يونس، بينما يكاد لا يوجد أيّ محلّ آخر أو منزل مأهول بسكانه في شارع كان يوصف بالأكثر اكتظاظا بحركة التجارة والسكان، بعدما تعرّض لدمار واسع خلال اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي المدينة على مدار أربعة أشهر.

وتتكدس مخلّفات القصف عند مداخل المحال وعلى أجنباها، حيث استطاع أصحاب تلك المحال ترميم ما يستطيعون أن يرمّموه على صعيد تنظيف المكان ورفع الركام وإعادة ترتيب أماكن العرض المتبقيّة وتوفير إضاءة عبر الطاقة الشمسيّة ونحو ذلك.

لا يُمكن الانتظار

عبد الله عودة، وهو صاحب أوّل محل صاغة يعيد فتح أبوابه في خان يونس، يرى بدوره أنّ أمد الحرب طال ولا يمكن الانتظار أكثر من ذلك لاستئناف العمل، خصوصا أنّ لديه نحو 15 موظفا يعملون في فروعه الثلاثة.

وقال إنّ هذا دفعه إلى اتخاذ قرار العودة لفتح أحد محاله، والذي تعرض لأقل قدر من الدمار على نحو يجعل من الممكن استئناف العمل فيه.

وأشار إلى أنّ الكثيرين كانوا ينتظرون عودة محال الذهب للعمل "كونها الأكثر طلبا خلال فترة الحرب، سواء للراغبين في البيع لحل أزماتهم الماليّة أو أولئك الذين يرغبون في الزواج وشراء بعض القطع الصغيرة لإتمام زفافهم بعدما انتظروا طويلا على أمل انتهاء الحرب".

مخاطر أمنية

وتحدّث تاجر الذهب عن مخاطر أمنيّة عالية يشكّلها العمل خلال هذه المرحلة من جانبين، قال إنّ أولهما "غياب الأجهزة الأمنيّة وانتشار حالة الفلتان بشكلٍ مُقلقٍ" ما يجعله يحرص على وجود سبعة عاملين على الأقل داخل المحلّ خشية تعرّضه لأيّ أذى.

أمّا الجانب الثاني من وجهة نظر الرجل، فيتمثّل في استمرار الحرب وإمكانيّة تعرض المنطقة للقصف الإسرائيليّ في أيّ لحظة كما يحدث في أماكن كثيرة.

وحول أسعار الذهب، أوضح أنّهم يشترون غرام الذهب مقابل نحو 42 دينارا أردنيّا (حوالي 59 دولارا أميركيّا)، يقل أو يزيد بعض الشيء، بينما يكون سعر البيع أعلى بحوالي خمسة دنانير "حسب الجودة وتكلفة إعادة التصنيع والنوعيّة".

اقرأ المزيد

تحرش بالفتيات بحجة التدريب.. ضبط مدرب «كيك بوكسينغ» في مصر

ديانا كرزون تطرح أغنيتين لـ«العرسان» في عيد الأضحى (فيديو)

كيف ساهمت القدرات الأميركية في تحرير محتجزي إسرائيل؟

أهم الأخبار