الدعم السريع تتحدى مجلس الأمن: قصف مكثف على أم درمان
تحدت قوات الدعم السريع السودانية قرار مجلس الأمن الذي يطالبها بعدم الدخول إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وشنت هجوما مكثفا على مدينة أم درمان، واصفة قرار المجلس بأنه بني على معلومات غير دقيقة، مشيرة إلى أنها سترد رسميًا على قرار المجلس.
وتخوض قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا أهلية منذ ابريل العام 2023 أسفرت عن آلاف القتلى وأزمات إنسانية وفق بيانات أممية.
قصف عنيف على شمال أم درمان
وقال شهود عيان: «إن قوات الدعم السريع شنت قصفًا عنيفًا على شمال أم درمان في العاصمة السودانية الخرطوم».
وأشارت صحيفة «سودان تريبيون» اليوم السبت، إلى أن الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة تصدت لهجوم قوات الدعم السريع على دفاعات الجيش بالخياري، المنطقة الفاصلة بين ولايتي الجزيرة، والقضارف شرقي السودان.
وأفاد محمد المختار النور المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي، بأن قوات الدعم السريع تسيطر بالفعل على 70% من مدينة الفاشر، وهي موجودة في المدينة قبل اندلاع الحرب، كما أنها تمتلك معسكرات هناك، وتسيطر على الجزء الشرقي من المدينة بموجب اتفاق مع والي المدينة.
نسيطر على 70% من المدينة
من جهته، شدد المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، على أن «توضيح الأمر حول مدينة الفاشر يثبت احتواء قرار مجلس الأمن على معلومات غير دقيقة، وعليه فإن مزاعم محاصرة الدعم السريع لمدينة الفاشر غير صحيحة، موضحًا أن حركتي جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي بعد انحيازهما للقتال في صف الجيش وتحرشهم بقوات الدعم السريع داخل الفاشر 23 مرة، اضطرت القوات إلى الدفاع عن نفسها، وباتت تسيطر على 70% من المدينة، كما أنها نسيطر على 16 محلية من جملة 18 محلية من ولاية شمال دارفور».
ولفت النور، إلى أن «جميع المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور تحظى بالأمانت والاستقرار، باستثناء قصف طيران الجيش، كما أن هناك مدنيين فروا إلى مناطق سيطرة الدعم السريع هربًا من الجيش، وتحديدًا سكان ولاية شمال دارفور بنسبة 90% يعيشون في الـ 16 محلية التي تخضع للدعم السريع».
وانتقد مستشار الدعم السريع، قرار مجلس الأمن الذي يزعم حماية المدنيين، قائلًا: «يفترض على مجلس الأمن إصدار قرارًا بوقف قصف الجيش للمدنيين ويفترض وقف إطلاق النار، وإجبار الجيش على الذهاب إلى منبر جدة».
مهاجمة فرقة الجيش
وأردف: «تضيق قواتنا الخناق على فرقة الجيش في مدينة الفاشر وهذه الفرقة هي التي تستهدفها قوات الدعم السريع فقط في المدينة، وسوف نرسل ردًا رسميًا على لمجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي وبعض الدول التي صوتت لصالح هذا القرار، لنخبرهم بحقيقة الأوضاع في المدينة».
وأكمل: «القرار تحدث عن فتح مسالك الإغاثة مع أننا الطرف الدائم المبادر والسباق في أن يسهل وصول المساعدات الإنسانية، ويوفر الطرق الآمنة للمدنيين ويوفر المعابر. الطرف الآخر هو الذي يستخدم المدنيين دروعا بشرية في الفاشر»>.
حرب التجويع والتعطيش
ورد النور، على الاتهامات التي توجهها بعض الدول لقوات الدعم السريع بتجويع وتعطيش سكان مدينة الفاشر وضرب المؤسسات الخدمية، ومنها قصف أكبر مستشفى بالمدينة، قائلًا: «تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ونحن من يسمح للناس بالعبور ونوفر الطرق الآمنة ونسمح بمرور الإغاثة والمعونات الإنسانية، والطرف الآخر قصف بالبراميل المتفجرة مدينة الفاشر وقصف مستشفى الأطفال».
وحول مقترحات إيفاد مراقبين دوليين، وإجراء تحقيق مستقل، قال مستشار الدعم السريع: «نحن جاهزون لأي تحقيق في كل السودان بما في ذلك الفاشر، وغيرها من المناطق التي تشهد نزاعًا ورحبنا بكل اللجان الدولية».
وطالب مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوًا أمس الجمعة قرارًا بإجماع 14 دولة بينما امتنعت روسيا عن التصويت، برفع الحصار الذي تفرضه «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر التي يقطنها 1.8 مليون نسمة، وتقع في ولاية شمال دارفور بالسودان، وبالوقف الفوري للقتال في المنطقة، وانسحاب جميع المقاتلين من المدينة
تقدم وقرار مجلس الأمن
ومن جهتها رحبت تنسيقية تقدم بتبني مجلس الأمن قرارًا يطالب الدعم السريع في السودان بفك الحصار عن مدينة الفاشر، وقالت في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «ندعو قيادات الجيش والدعم السريع لوضع السلاح جانبًا وإيجاد حل سلمي يحافظ على وحدة البلاد».