من بيت الكويت للمغرب وتونس.. الدبلوماسية الشعبية قلب نابض
تجربة فريدة عايشتها مؤخرًا، تمثلت في رحلة قمت بها بصفتي رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية ومعي وفدا كريما إلى دولتي المغرب وتونس الشقيقتين، حاملين معنا رسالة محبة وتواصل بين الشعوب الشقيقة. هدفت هذه الرحلة إلى تعزيز العلاقات الثقافية والشعبية، وتوطيد أواصر الأخوة بين الكويت والمغرب وتونس.
وبداية، يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى وزارة الخارجية الكويتية، وعلى رأسها معالي الوزير السيد عبد الله علي اليحيا ونائب الوزير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، ولكل من ساهم في إنجاح هذه الزيارة، بدءًا من السفير أحمد البكر وسفير الكويت في المغرب عبد اللطيف اليحيا والمستشار دخيل الخرينج، وانتهاءً بالسفير النشط منصور العمر والأخ نايف العتيبي في جمهورية تونس.
في المغرب، شهدت زيارتنا لهذا البلد الشقيق لقاءً هامًا مع المندوبية السامية للمحاربين القدامى وجيش التحرير، حيث تم توقيع برتوكول تعاون لإنشاء جناح لبيت الكويت للأعمال الوطنية في متحف المقاومة، ووضع جدارية تذكارية لزيارة جلالة الملك محمد الخامس إلى الكويت في الستينات.
كما التقينا بالسيد مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وأكدنا على أهمية تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وتوطيد التعاون بين المندوبية وبيت الكويت للأعمال الوطنية.
وبعد استقبال حار شهد حسن ضيافة معتاد من هؤلاء الكرام، عبّر السيد مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عن تطلعه لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدًا حرصه على توطيد التعاون بين المندوبية وبيت الكويت للأعمال الوطنية. تهدف هذه الشراكة إلى خدمة قضايا المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير والشهداء الكويتيين، مادياً ومعنوياً.
وشهدت رحلتنا زيارة مقر منظمة الإيسيسكو، حيث التقينا بمديرها العام الدكتور سالم المالك. أُعجبنا بالإنجازات التي حققتها المنظمة خلال السنوات الخمس الماضية، وخططها الاستشرافية للمستقبل. كما أثار انتباهنا متحف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي استقطب سبعة ملايين زائر.
وصحيح أن الكويت عضواً في منظمة الإيسيسكو، بل كان للمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه دورا كبيرا في تأسيسها. لكن ليس لها نشاط أو ممثل له دور فعال وملموس.
نأمل أن تُصحح هذه الوضعية في أقرب وقت، وأن يكون للكويت دور ثقافي بارز في المنظمة.
هذا الصرح الإسلامي الثقافي، الذي يعد مفخرة للعالم الإسلامي. لقد حققت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) نجاحات وإنجازات ملحوظة خلال الأعوام المنصرمة، بفضل رؤيتها الاستشرافية الجديدة.
حقا، الإيسيسكو تعيش الآن، في ظل قيادة الدكتور سالم المالك، مرحلة التطور والتجديد.ومن الصعب اختصار الحديث عن الإنجازات التي حققتها المنظمة، إذ أن التحولات النوعية التي شهدتها تعكس رؤية طموحة وقيادة حازمة. يتجلى هذا التطور في العديد من المبادرات والبرامج التي أطلقتها الإيسيسكو، والتي تسعى لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي والعلمي بين الدول الإسلامية، مما يسهم في تعزيز الهوية الإسلامية وترسيخ قيم العلم والمعرفة.
في تونس، واصلنا رحلتنا الدبلوماسية الشعبية، حيث التقينا بمحافظ البنك المركزي التونسي ورئيس هيئة الاستثمار. أشادا بدور الكويت كأول دولة خليجية تستثمر في تونس، مؤكدين على استمرار هذا التعاون. كما اقترح السيد محافظ البنك المركزي إقامة ملتقى خليجي تونسي للاستثمار، لتبادل المعرفة وتشجيع المشاريع المشتركة وتوفير فرصة للاحتكاك المعرفي والتعاوني بين الشباب في الكويت وأخوانهم في تونس.
حظينا بكرم الضيافة من السيدة نانيا، مدير عام الاستثمار، وفريقها المميز. عبّروا عن تقديرهم للكويت وحرصهم على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.، كما أشادت بالكويت وسمو الأمير مشعل الأحمد - حفظه الله - وحكومة الكويت وشعبها الطيب.
وهنا لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لكل من سهل مهمتنا في الشقيقة تونس، وعلى رأسهم رجل الأعمال التونسي السيد محمد سليم حفيظ، الذي قدم لنا كل الدعم والتسهيلات اللازمة. كما أود أن أعبر عن امتناني للوفد الشقيق من المملكة العربية السعودية، الدكتور راشد والأخ عبد الله ورجل الأعمال فهد بن عبد العزيز الخزيمي، الذين بذلوا جهوداً متميزة وساهموا بشكل كبير في إنجاح مهمتنا. إن هذه الروح التعاونية والأخوة الصادقة تعكس مدى عمق العلاقات بين بلادنا وتعزز من آفاق التعاون المستقبلي.
أؤكد أن الدبلوماسية الشعبية تُعدّ أداة فعّالة لتعزيز العلاقات بين الشعوب، وخلق جسور من التواصل والتآخي. إنّ ما حققناه في هذه الرحلة يُعدّ شهادة حية على عمق العلاقات بين الكويت والمغرب وتونس، ورغبتنا الصادقة في تعزيزها وتطويرها في جميع المجالات.
وللحديث بقية..