«خليجيون» تستكشف موقع الدول العربية من الاستنفار النووي العالمي
تباينت آراء محللين بشأن الموقف العربي من أجواء الاستنفار النووي التي تضرب الدول التسع الحائزة لأسلحة الدمار الشامل، وسط استقطاب حاد بين دول النادي النووي، وتضيق دائرته في الشرق الأوسط مع البرنامجين النووي الإسرائيلي والإيراني، واحتمال امتلاك الدولتين قنبلتين نوويتيين.
الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، كشفت عن زيادة قدرها نحو 11مليار دولار في الإنفاق العالمي مقارنة بعام 2022، وتمثل الولايات المتحدة الأميركية 80% من تلك الحصة، وحلت الصين في المرتبة الثانية بحصة بلغت 12 مليار دولار، وجاءت روسيا الاتحادية في المرتبة الثالثة بإنفاق 8 مليارات دولار.
الترسانات النووية للردع فقط
ويقول اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية العليا للدراسات السياسية والاستراتيجية، «قد آن الأوان للدول العربية أن تتحد لمواجهة تلك التحديات السلبية والتهديدات التي تؤثر على استقرار العالم أجمع من خلال هيمنة الدول الكبرى على مقدرات الشعوب».
ويتوقع الباحث العسكري «تعاونا عربيا ضد الانتشار النووي ومحاولة الحد منه لدى الدول الحائزة، بهدف خلق حالة من الاستقرار للمنطقة ومواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية في كل الاتجاهات»، مشددا في تصريح إلى «خليجيون»أن «أن الدول العربية مجرد أدوات في ظل السباق النووي، ولا تمتلك آليات استخدام السلاح النووي من خلال الصواريخ والطائرات القادرة على حمل ونقل وضرب السلاح النووي».
2100 رأس حربي جاهز للاستخدام
وبحسب تقديرات معهد ستوكهولم الدولي، يوجد 2100 رأس حربية معدة للاستخدام وفي حالة تأهب على صواريخ باليسيتة جميعها في روسيا والولايات المتحدة الأميركية، ولعل تسابق الدول التسعة المالكة للسلاح النووي على تطوير ترسانتها يأتي وسط التدهور الكبير في العلاقات الجيوسياسيه، وهو ما يدفعها للتأهب للسيناريو الأسوأ، وفي القلب من هذا التأهب
وإذ يلفت الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، إلى «احتدام التنافسية بين الغرب وروسيا في ظل الصراع في أوكرانيا، ولكنه يبقى في إطار الردع، وإن دعمت الدول الغربية أوكرانيا بالسلاح لمواجهة روسيا فإنها لن تدخل في مواجهة مباشرة مع روسيا خوفًا من اندلاع حرب عالمية نووية تأتي على الجميع وتُفني العالم وليس فقط الدول المتحاربة».
ويستبعد العمدة، فكرة استخدام الدول التسع للسلاح النووي رغم تهديد روسيا بين الحين والآخر ولكنه أسلوب ردع فقط. مشيرا إلى أن «الانعكاسات السلبية لفكرة اندلاع حرب نووية على العالم كله، فحال استخدام السلاح النووي، إذ أن بقاء الكون في حد ذاته يكون في خطر داهم».
في الشرق الأوسط ما تزال استراتيجية «الغموض النووي» هي العامل الحاكم للبرنامج النووي الإسرائيلي، بيد أن التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري» كشف أن «إسرائيل تعمل على تطوير البلوتونيوم بمفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب»، مبينا أن «ترسانة إسرائيل تضم 90 رأسا نوويا، مما يضعها في المرتبة الثامنة في مصاف الدول النووية متقدمة بذلك على كوريا الشمالية».
وفي مقابل استمرار مضي البرنامج النووي الإيراني في تطوير قدراته، وفق تقرير صادر في وقت سابق هذا الشهر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبقى تهديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العام الماضي بأن بلاده ستحصل على سلاح نووي إذا تمكنت إيران من الحصول عليه أولا.
أين موقع الدول العربية؟
ويبدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.حسن نافعة أسفه من «ضعف وضع الدول العربية في سياق تحديث الترسانات النووي للأسف»، مشيرا إلى أن دول المنطقة «لا تمتلك القدرة على التعامل مع تلك التهديدات والتحديات، كما أنه ليس هناك أية دعائم قوية تساعد على أن يكون لدى أي دولة عربية أو الدول العربية مجتمعة سلاح نووي في المستقبل القريب».
وإذ يلفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الدول العربية تعلم أن إسرائيل لديها ما لا يقل عن 300 رأس نووي وهي جاهزة للاستعمال، وكادت أن تستخدم السلاح النووي في حربها مع مصر عام 1973، فإن نافعة يقول في تصريح إلى «خليجيون»: «المملكة العربية السعودية والدول العربية لا تسعى لامتلاك وحيازة السلاح النووي، ولن تساعدها أي دولة نووية على بلوغ هذا الأمر»، ويردف: «السعودية تطمح للحصول برنامج نووي يعادل البرنامج النووي الإيراني حتى تستطيع أن تتوافر معها المعرفة التكنولوجية لكي تكون يوما ما دولة نووية إذا ما أصبحت إيران دولة نووية».
وحول إمكانية لجؤ بعض الدول العربية إلى شراء قدرات صناعة قنابل نووية من دول إسلامية حائزة أسلحة الدمار الشامل، قال نافعة:« باكستان لن تمنح أي دولة عربية أي سلاح نووي والدول النووية عليها رقابة وقيود فيما يتعلق بتقديم المساعدات للدول الأخرى، كما أنه لا توجد لديها الرغبة أو الحافز لكي تعطي أي دولة عربية السلاح النووي، أو المعرفة التكنولوجية التي تمكنها من صنع السلاح النووي».
اقرأ أيضًا:
من بيت الكويت للمغرب وتونس.. الدبلوماسية الشعبية قلب نابض
الحجاج يكتوون بـ«لهيب الشمس».. وفاة العشرات
180 ألف دولار كل دقيقة.. لماذا حدثت التسع النووية ترسانتها العسكرية؟