خليجيون| كيف تتجنب السعودية تكرار مشهد «جثث الحجاج المسجاة»؟
أثارت صور مئات من جثث الحجاج «المسجاة» على قوارع طرق المملكة العربية السعودية، جدلا وتساؤلات حول أسبابها وطرق تجنب حدوثها في المواسم، فيما اقترح محللون ومتخصصون في مجال السياحة، عدة إجراءات على السعودية لاتخاذها في المواسم القادمة، مشددين على ضرورة تخفيف الأعداد.
وألقت السلطات السعودية اللوم على الإجهاد الحراري وموجة الحر الغير معهودة التي أودت إلى وفاة أكثر من 570 حاج، إذ نال الحجاج المصريين النصيب الأكبر من نسبة المتوفيين بـ 323، وتلاهم الإندونيسيين مسجلين 144 حالة وفاة، بالإضافة إلى 60 أردنيا و 35 تونسيا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
مصر تتوعد
وتوعدت السلطات المصرية، الخميس، الشركات التي رتبت سفر الحجاج بعيدا عن الأطر الرسمية، وقالت إنها ستتخذ قرارات حاسمة وتوقع عليها أشد العقوبات. وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تشكيل خلية عمل، لمتابعة وإدارة أزمة وفاة الحجاج المصريين، بناء على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شركات سياحية مصرية: السعودية السبب
ويرد محمد خالد مدير إحدى الشركات السياحية بمصر على الإجراء الرسمي، محملا السلطات السعودية مسؤولية وفاة حجاج مصريين في مكة، شارحا أنها سمحت بتأشيرات الزيارة قبل بدء مناسك الحج بأيام، مبينا أن تكلفة تلك التأشيرات لا تتجاوز 20 ألف جنيه، وتحصل المملكة على نصف التكلفة تقريبا في شكل أرباح.
ويقول خالد في تصريح إلى «خليجيون»:إن «قيمة تأشيرة الحج الاقتصادي بلغت 250 ألف جنيه، فيما تخطت السياحية 400 ألف جنيه، مما أجبر الآلاف من المصريين على الحصول على تأشيرة زيارة ذات الـ 20 ألف جنيه فقط، بالإضافة إلى مصروفات أخرى منها تذاكر الطيران والإقامة وهي رخيصة جدا مقارنة بالأسعار الرسمية للحج».
أرقام صادمة لوفيات المصريين في موسم الحج
وجسب آخر بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، فقد تواجدت أعداد كبيرة من المواطنين المصريين غير المسجلين بقواعد بيانات الحج، مشيرة إلى أن الأمر «يتطلب مجهوداً مضاعفاً ووقتاً أطول للبحث عن المفقودين منهم والاستدلال على ذويهم».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية وطبية القول «إن ما لا يقل عن 530 مصرياً لقوا حتفهم أثناء مشاركتهم في مناسك الحج». وأودت درجات الحرارة المرتفعة بحياة المئات من جنسيات مختلفة خلال أداء المناسك هذا العام، إذ تجاوزت درجات الحرارة في بعض الأحيان 51 درجة%.
وقال مصدر طبي، كان بصحبة وفد الحجاج المصري الرسمي: إن «أعلى عدد من الوفيات كان بين الحجاج غير المسجلين رسميا لدى سلطات الحج واضطروا إلى البقاء في الشوارع معرضين للحرارة الشديدة دون أن يتمكنوا من الحصول على مكان داخل الخيام».
أسباب كثرة أعداد الوفيات
ويرجع أستاذ الجغرافيا السياحية بجامعة القاهرة الدكتور عدلي أنيس كثرة عدد الوفيات هذا العام بين الحجيج إلى «سوء حالة الطقس الذي كان يتسم بأنه شديد الحرارة هذا العام في المملكة العربية السعودية، وهي سبب رئيسي في إصابة الحجاج إلى ضربات الشمس وإجهاد حراري المصحوب بالجهود المبذولة لأداء مناسك الحج والتي تتطلب حالة صحية جيدة».
ويضيف أنيس في تصريح إلى «خليجيون» أن «السعودية كان عليها اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وانضباطا في تحديد الأعداد المصرح لها بدخول مكة في هذا الموسم ومنع المخالفين من العبور إلى مكة حفاظًا على سلامة جميع الحجاج»، مشيرا إلى أن «من الممكن عدم منح التصاريح لأي طالب حج لم يمر على أخر مرة أدى فيها المناسك 5 سنوات، ومن ثم زيادة الفرص للأفراد الذين لم يسبق لهم آداء المناسك»
ويشدد أنيس على ضرورة استحداث المملكة السعودية «أليات تواجه ارتفاع درجات الحرارة لاسيما وأن هناك 4 مواسم حج قادمة تشهد ذروة فصل الصيف، بالإضافة إلى تحديد مسارات مظللة على طول الطريق للحجيج تجنبًا لأشعة الشمس وذلك في حالة الضرورة فقط».
اقرأ المزيد
غرامات محتملة على المؤثرين بمواقع التواصل في أبوظبي