نداء خليجي عاجل بشأن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي اليوم الخميس الأطراف المعنية بالتصعيد العسكري في لبنان إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها».
وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة حدة القصف المتبادل عبر الحدود بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعة حزب الله اللبنانية، والذي تفجر عقب بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأكد البديوي في بيان صادر عن المجلس «ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن الصادر في 10 يونيو الجاري بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء كافة الأعمال العسكرية في قطاع غزة. وأدان الأمين العام «إعلان القوات الإسرائيلية إقرار خطة لشن هجوم على لبنان»، مؤكدا «موقف مجلس التعاون الثابت تجاه لبنان بشأن وقوف المجلس مع الشعب اللبناني ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه».
كان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن الثلاثاء الماضي بأن قائد المنطقة الشمالية للجيش اوري غوردين ورئيس هيئة العمليات عوديد بيسوك وافقا على الخطط العملياتية لشن هجوم على لبنان.
وعلى الرغم من أنها لا تشترك في الحدود مع إسرائيل أو لبنان، فإن «دول مجلس التعاون الخليجي سيكون لها حصة كبيرة في أي مواجهة شاملة»، وفق تقرير لموقع «أمواج ميديا»، و يقول الدكتور عبد الله باعبود، وهو باحث عماني وأستاذ زائر في جامعة واسيدا بطوكيو: إن «حربًا محتملة بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن تدفع إيران وحلفاءها الإقليميين إلى التدخل عسكريًا لدعم حزب الله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد خطير له تداعيات تتجاوز المنطقة وتتسبب بعدم استقرار واسع النطاق في جميع أنحاء العالم».
ويضيف: «تواجه دول مجلس التعاون الخليجي جميعها تحديات اقتصادية بينما تحاول تحويل اقتصاداتها بعيدًا عن النفط والاستعداد لعصر ما بعد النفط. وتعتمد رؤاهم وتطلعاتهم الاقتصادية على تحقيق الاستقرار الإقليمي. ومن الممكن أن تؤدي حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل إلى إحداث فوضى في المنطقة، الأمر الذي قد يضر بآفاق النمو الاقتصادي ويعيق الاهتمام والاستثمار الأجنبيين».
تحركات دولية لاحتواء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
في هذه الأثناء تزايدت وتيرة التحركات الدولية للحيلولة دون اندلاع تصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، إذ دعت المنسقة الأممية في لبنان جنين بلاسخارت اليوم الخميس لوقف تبادل إطلاق النار على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، والالتزام بحلول مستدامة تتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وقالت بلاسخارت في بيان صادر عن مكتبها أثناء لقائها برئيس قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أرولدو لاثارو في الناقورة، إن الجهود المشتركة لليونيفيل ومكتب المبعوث الأممي تهدف لاستعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق بعد مرور أكثر من 8 أشهر من تبادل إطلاق النار الذي أدى لتعطيل حياة عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود.
من جانبه أكد لاثارو أن قوات اليونيفيل ستواصل العمل مع المنسقة الأممية لخفض التصعيد واتخاذ خطوات نحو حل سياسي دائم. وأكد لاثارو وبلاسخارت على التزام الأمم المتحدة بالتواصل مع جميع الأطراف والشركاء الدوليين لاستعادة السلام والأمن والاستقرار في لبنان وإسرائيل والمنطقة.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الخميس خلال اتصال مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، استعداد بلاده للقيام بأي اتصالات ومساع لتخفيف حدة التوتر بجنوب لبنان وتثبيت الهدوء والأمن والاستقرار. وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن كاميرون بحث مع ميقاتي العلاقات بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
اتصالات لبنانية مع قبرص
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم الخميس أن التواصل مع قبرص مستمر «على أعلى المستويات» في البلدين، في حين قال الوزير عبد الله بوحبيب إن بيروت تعول على الدور الذي تلعبه نيقوسيا في دعم الاستقرار بالمنطقة، وذلك بعد تهديدات أمين عام حزب الله لقبرص بزعم سماحها لإسرائيل بإجراء مناورات على أراضيها.
وأمس الأربعاء هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قبرص بأنه قد يتم التعامل معها على أنها «جزء من الحرب» مع إسرائيل، مضيفا «لدينا معلومات بأن جيش العدو يجري مناورات استعدادا لحرب لبنان هناك، وأن المطارات القبرصية مفتوحة للطائرات الإسرائيلية». ورد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في وقت لاحق على تصريحات نصر الله قائلا إن «بلاده غير متورطة في أي صراعات عسكرية»، وتضع نفسها جزءا من الحل وليس من المشكلة.
وذكرت الخارجية اللبنانية في بيان على صفحتها بموقع «إكس» أن العلاقات اللبنانية-القبرصية «تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الدبلوماسي». وأضافت أن «التواصل والتشاور الثنائي (مع قبرص) قائم وبوتيرة مستمرة ودائمة على أعلى المستويات بين البلدين بهدف التباحث في القضايا ذات المصالح المشتركة».
وفي وقت لاحق من مساء اليوم أعلنت الخارجية اللبنانية أن الوزير عبد الله بوحبيب أكد لنظيره القبرصي في اتصال هاتفي أن بيروت تعول بشكل دائم على دور نيقوسيا في دعم الاستقرار بالمنطقة.
من جانبه أكد الوزير القبرصي كونستانتينوس كومبوس، مضمون خطاب رئيس بلاده أمس بأن قبرص تأمل أن تكون جزءا من الحل وليس من المشكلة، مشددا على أن قبرص لن تتورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة.
وأوضح كومبوس، بحسب بيان للخارجية اللبنانية على موقع إكس، أن قرار إقفال السفارة القبرصية أبوابها ليوم واحد كان محددا مسبقا لأسباب إدارية تتعلق بنظام التأشيرات وستعاود العمل كالمعتاد بدءا من الغد.
كانت سفارة قبرص في لبنان قد أعلنت أن القنصلية القبرصية لن تتلقى أي طلبات للحصول على تأشيرات أو تصديقات اليوم الخميس، دون إبداء أسباب لذلك. ولم توضح السفارة في منشورها على منصة إكس أي معلومات حول موعد استئناف تقديم التأشيرات أو ما إذا كان قرارها سيمتد لفترة أخرى، لكن وسائل إعلام لبنانية قالت اليوم إن قبرص«علقت» تقديم التأشيرات.
اقرأ المزيد:
تحذير أممي.. شركات سلاح متورطة في انتهاكات بسبب حرب غزة