الأقمار الصناعية تكشف مفاجأة في مقابر دارفور
توسعت المساحات المخصصة لدفن الموتى حول مخيم (كلمة) للنازحين في إقليم دارفور بالسودان في الأشهر القليلة الماضية، وفق تحليل أجرته رويترز لصور الأقمار الصناعية.
وحسب «رويترز» فقد توسعت مقبرة على الطرف الجنوبي لمخيم «كلمة» في النصف الأول من عام 2024 بمعدل أسرع 2.5 مرة مما كانت عليه في النصف الثاني من عام 2023. وتتمدد مساحات المقابر بسرعة في أماكن أخرى في إقليم دارفور، الذي تعصف به الحرب المستمرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأعد التحليل الجديد (مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) التي تتخذ من روما مقرا، وهي أداة تستخدمها وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة لتحديد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة رسميا.
وفي مخيم زمزم المزدحم بالنازحين، حيث يعيش حاليا مئات الآلاف، توسعت المقبرة الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم في النصف الأول من عام 2024 بوتيرة أسرع نحو ثلاثة أمثال مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
14 مقبرة في خمسة تجمعات سكنية بدارفور
وإجمالا، قالت وكالة «رويترز» إنها حددت 14 مقبرة في خمسة تجمعات سكنية في أنحاء دارفور توسعت بسرعة في الأشهر الماضية. وزادت المدافن المحفورة حديثا في هذه المقابر بمعدل أسرع ثلاث مرات في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي. علاوة على ذلك، جاءت هذه الزيادة إلى جانب توسعات كبيرة سابقة بالفعل حيث شهدت المنطقة أسابيع من العنف في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023 أسفرت عن مقتل كثيرين.
وقال تيمو جاسبيك، الذي أعد تقريرا صدر حديثا عن معهد كليجندال الهولندي للأبحاث يحذر من ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بالجوع في السودان، إن هذه المقابر «بمثابة إنذار مبكر» وإنه «كلما طال أمد الحرب، كلما تفاقمت المشكلة».
وتكشف صور الأقمار الصناعية عن مدى انتشار الجوع والمرض بسرعة في السودان، وهو ما يتضح أيضا من خلال بيانات انعدام الأمن الغذائي والصور ومقاطع الفيديو للأطفال المصابين بالهزال والمقابلات مع عشرات الأشخاص من 20 تجمعا سكنيا في أنحاء دارفور.
وذكرت رويترز هذا الشهر أن نحو 765 ألف سوداني قد يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء بحلول سبتمبر، وفقا لتوقعات أولية لمبادرة رائدة في رصد المجاعات في العالم. وتشير التوقعات إلى أن تسعة ملايين شخص، أي ما يقرب من 20 بالمئة من السكان، يعانون من حالة غذائية طارئة أو ما هو أسوأ من ذلك.
وتعود تقديرات المبادرة إلى ديسمبر، ولم تنشر بعد أحدث تقديراتها الأولية. وفي مارس آذار، قالت المبادرة إن التهديدات الأمنية وحواجز الطرق وانقطاع الاتصالات في السودان تعيق قدرتها على إجراء التقييمات. ولم يكن لدى المبادرة أي تعليق على هذا التقرير. وفي وقت سابق، قالت متحدثة باسم المبادرة إن التحليل بشأن السودان «مستمر» ولكن لم يتضح بعد متى سيتم الانتهاء منه.
اقرأ المزيد:
حل خليجي لمشكلة انقطاع الكهرباء بالكويت في هذا التوقيت