ما خيارات إسرائيل أمام حرب محتملة مع حزب الله؟
باتت سُحب الدخان الناجمة عن اعتراض الصواريخ فوق شمال إسرائيل والحرائق الناتجة عن الغارات الجوية على جنوب لبنان إشارات واضحة على أن رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة قد تتسع إلى صراع أوسع يقول محللون إن مخاطره تهدد الجانبين.
وتصاعدت حدة الحرب الكلامية بين الطرفين مع التهديدات القوية من الأمين العام لجماعة حزب الله السيد حسن نصر الله يوم الأربعاء التي قال خلالها إنه في حال اندلاع الحرب «لن يكون هناك مكان في الكيان (إسرائيل) بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا»، وإن قبرص وأماكن أخرى بمنطقة البحر المتوسط ستكون أيضا في خطر، وفق وكالة رويترز.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر، يطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين، ونزح عشرات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم بعد غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.
مبعوث أميركي في بيروت
وخوفا من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في جولة دبلوماسية جديدة هذا الأسبوع، كما أبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن المسؤولين الإسرائيليين بضرورة تجنب المزيد من التصعيد.
وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب لبنان يوم الخميس واغتالت مقاوما في حزب الله قالت إنه قائد عمليات الجماعة بمنطقة جويا. وأقر حزب الله باستشهاده دون وصفه بأنه قيادي في الجماعة. وبعد توقف قصير خلال عيد الأضحى، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على إسرائيل.
وقالت أورنا مزراحي المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي «ليس هناك خيار جيد ولكن السؤال المهم هو إلى أي مدى يمكن أن تعاني إسرائيل جراء هذا الهجوم؟». وأضافت «أرى أن غالبية الحكومة لا تريد الدخول في حرب، لكنها قد تندلع»، حسب رويترز.
حزب الله والردع
وفي لبنان جعلت تهديدات نصر الله الكثيرين يستعدون لحرب أوسع. ولكن بعض الدبلوماسيين والمحللين قالوا إن تهديداته محاولة لمضاهاة تصاعد حدة الخطاب من جانب إسرائيل. وقال هوبرت فاوستمان المحلل السياسي وأستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة نيقوسيا «أرى أن ما يحدث هو جزء من استراتيجية ردع».
وتابع «هناك خطر كبير بأن تُصعد إسرائيل المواجهة مع حزب الله وأن تندلع حرب شاملة شعواء، وهو ما لا أعتقد أن حزب الله يريده»، مضيفا أن حزب الله يسعى إلى إظهار «ما بوسعه فعله» إذا اندلعت الحرب.
ولدى إسرائيل جيش قوي، لكن حزب الله لديه آلاف من المقاتلين، وكثير منهم متمرسون بسبب ما اكتسبوه من خبرة في الحرب الأهلية السورية. وبحوزة الجماعة أيضا ترسانة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على ضرب المدن في جميع أنحاء إسرائيل.
وتمتلك الجماعة أيضا أسطولا كبيرا من الطائرات المسيرة ويبدو أنها استخدمت واحدة منها في تنفيذ مهمة استغرقت وقتا فوق مدينة حيفا الساحلية هذا الأسبوع، مما يؤكد التهديد المحتمل للبنية التحتية الاقتصادية الرئيسية بما في ذلك أنظمة الطاقة.
إنهاك القبة الحديدية
ونشر حزب الله مقطعا مصورا مدته تسع دقائق و31 ثانية لما قال إنها لقطات جمعتها طائرة مراقبة لمواقع في إسرائيل منها موانئ بحرية ومطارات في حيفا، والتي تبعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
وأنذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل «ستحول بيروت إلى غزة» في حالة اندلاع حرب. ولكن من شأن تصعيد الصراع أن ينهك نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم (القبة الحديدية)، والذي اعترض حتى الآن معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله والتي يقدر عددها بالمئات.
وقال سيث جي. جونز، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «أحس أن حزب الله يشعر بأنه يحظى بنفوذ نوعا ما على الإسرائيليين، لأن الحرب في حال تصاعدها، ومهما كانت الأضرار التي قد تلحقها بلبنان وسوريا، ستسبب حالة من الرعب في إسرائيل». وتابع «سيكون من الصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية مواجهة ترسانة الصواريخ واسعة النطاق القادمة من الشمال. ستكون مشكلة عويصة».
اقرأ المزيد:
تحرك إماراتي عاجل مع منظمات أممية بشأن السودان
«لم نقصّر».. السعودية تتبرأ من المسؤولية عن وفاة مئات الحجاج