خليجيون| من أسبانيا إلى هولندا.. ما أبعاد الخطوات القطرية تجاه الاتحاد الأوروبي؟

خليجيون| من أسبانيا إلى هولندا.. ما أبعاد الخطوات القطرية تجاه الاتحاد الأوروبي؟
أمير قطر مع ملك إسبانيا
القاهرة: أحمد كامل

تزايدت وتيرة التقارب والزيارات المتبادلة بين مسؤولين في قطر ودول أوروبية مؤخرا، وهو ما أرجعه محللون إلى إنخراط الدوحة في الوساطة في الملف الفلسطيني والأوكراني، علاوة على الروابط الاقتصادية والسياسية بين الطرفين خاصة مع بداية الحرب الأوكرانية الروسية بدءا من الامدادات القطرية بالغاز المسال إلى أوروبا.

ومن المقرر أن يبدأ أمير قطر اليوم الأحد زيارة إلى هولندا، يلتقي خلالها الملك فيليم ألكسندر، ورئيس الوزراء مارك روته، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كذلك التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، حسب وكالة الأنباء القطرية.

زيارة العاهل القطري إلى هولندا جاءت بعد يومين من لقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز، حيث أكد أن بلاده ستواصل جهود الوساطة التي تبذلها بهدف «ردم الهوة» بين إسرائيل وحركة حماس والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

دور قطري صاعد

ويرصد المحلل السياسي والإعلامي القطري جابر الحرمي أكثر من سبب يدفع العلاقات بين أوروبا وقطر إلى مزيد من التطور، على رأسها دور بلاده «المؤثر» في قضايا الأمن والسلام في الصعيد العالمي، بالإضافة إلى «المصداقية التي تتمتع بها الدوحة» و«رصيد تجاربها التي أثبتت قدرتها على التصدي لكل التحديات بكل شفافية».

ويرجع الحرمي في تصريح إلى «خليجيون» تعاظم العلاقات بين قطر وأوروبا إلى «دور الدوحة الملموس في الوساطات التي اكسبتها الكثير من الخبرة والثقة خلال العقدين الماضيين على الصعيدين الإقليمي والدولي وقارات العالم، إذ تمكنت من إيجاد حلول جذرية لملفات وأزمات في المنطقة».

وساطة قطرية

ويضرب المحلل القطري مثالا بحضورها البارز في «إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، والتوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وطالبان»، منوها إلى «أن علاقات قطر مبنية على الاحترام المتبادل وعدم استخدام الأجندة الخاصة في العلاقات، وخلال أكثر من أزمة رأينا تميزا في السياسة القطرية في التعامل مع مختلف الملفات»».

ويشير إلى أن «علاقات قطر الثنائية تنحي الخلافات جانبا خاصة و لا تؤثر على تعاقداتها الاقتصادية، وبالتالي باتت الثقة في الدوحة تتعاظم مع كل أزمة وتحد يواجه المنطقة والعالم»، مدللا على ذلك «بعدم استغلال الطاقة كسلاح لتنفيذ أجندات أو مصالح ضيقة».

ولعبت قطر دوراً فاعلا إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين، وقد شهدت المنطقة اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر الماضى، وتم إطلاق سراح 105 رهائن معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح نحو 240 سجينا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.

استغلال الاقتصاد

ويقول الدبلوماسي المصري السفير رخا أحمد حسن إن «قطر باتت لاعبا اقتصاديا قويا، واستثمرت قدراتها الاقتصادية في الاستحواذ على نصيب ضخم في المباحثات السياسية العربي والغربية، لتنافس المملكة العربية السعودية والإمارات في نسبة النفوذ لدى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا».

ويضيف رخا في تصريح إلى «خليجيون» إن «خوض الدوحة ممارسات هامة في جهود الوساطة بين أوكرانيا وروسيا دفع أوروبا الى الاعتماد عليها كمحرك رئيسي يتمتع بثقتها في ملف السياسة الدولية، ناهيك عن دورها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي».

وفي فبراير العام 2020، وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع حركة طالبان بوساطة قطرية مما قد يمهد الطريق نحو انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا ويمثل خطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.

الغاز القطري عزز التعاون مع أوروبا

ويرجع المحلل السياسي السفير أحمد القويسني، زيادة معدل التعاون بين قطر وأوروبا إلى عملية الإنقاذ الاقتصادي التي أجرتها قطر بعد وقف الروس تصدير الغاز المسال إلى الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا في أعقاب الحرب التي اندلعت في فبراير 2022، منوها إلى أن أوروبا أدركت أهمية قطر كمورد أساسي للغاز الذي يشكل نبط الحياة في القارة العجوز.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، دخلت قطر في المنافسة على صفقات تصدير الغاز الطبيعي المسال، إذ تحتاج أوروبا على كميات هائلة لتساعدها على إيجاد بديل لغاز خط الأنابيب الروسي الذي اعتادت القارة أن يوفر لها ما يقرب من 40% من وارداتها.

ومن المقرر أن تتلقى ألمانيا شحنات جديدة من الغاز الطبيعي المسال القطري اعتبارا من عام 2026، بعد أن وقعت شركتا قطر للطاقة وكونوكو فيليبس في 29 نوفمبر 2022، اتفاقي بيع وشراء يستمر بموجبها التصدير لمدة 15 عاما.

ويقول القويسني في تصريح إلى «خليجيون» إن «هناك اتفاقيات قوية ساهمت في تعزيز الشراكة بين أوروبا وقطر، لاسيما اتفاقية تاسيس البعثة الأوروبية في الدوحة والتي رسمت طريقا جديدا من التفاهمات بين الدبلوماسية السياسية القطرية والأوروبية والتي يتخللها تعاون اقتصادي وتبادل تجاري».

اقرأ المزيد

مصر تكشف المدى الزمني لإعادة تأهيل معبر رفح

ضبط عصابة آسيوية تبيع الأدوية المدعومة في الكويت

هولندا تأمل استمرار الوساطة القطرية في غزة

أهم الأخبار