«كهوف الفاشر» الملاذ الأخير من «حرب الجنرالين»
تجدد القصف المدفعي المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع البوم السبت في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما أفادت تقارير بأن الأطفال وكبار السن يواجهون أوضاعاً بالغة السوء بعد أن لجأوا إلى الكهوف.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن شهود عيان القول إن قوات الدعم السريع شنت قصفا مدفعيا على الفرقة السادسة، مقر قيادة الجيش في الفاشر، بينما رد الجيش بضربات على تمركزات لقوات الدعم السريع شرقي المدينة.
وقالت ما تعرف بتنسيقية لجان مقاومة الفاشر اليوم السبت إن المستشفى السعودي في الفاشر تعرض للقصف من قبل الدعم السريع، مما أدى الى تدمير صيدلية الإمداد في الركن الجنوبي الشرقي للمستشفى وإصابة الصيدلي.
وأشارت في بيان عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن المستشفى هو الوحيد للنساء والتوليد الذي يعمل في إقليم دارفور، وأيضا المستشفى الوحيد الذي يستقل حالات الجراحة والإصابات في الفاشر بعد خروج المستشفى الجنوبي عن الخدمة.
دمار في مستشفى بالفاشىر
ونشرت التنسيقية صورا قالت إنها توضح حجم الدمار الذي لحق بالصيدلية وأجزاء من المستشفى جراء القصف.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارا محكما على مدينة الفاشر في محاولة للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع من أصل خمس ولاية في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.
من ناحية أخرى، اتهمت كتلة النازحين واللاجئين السودانيين اليوم السبت قوات الدعم السريع بقتل 18 شخصا وحرق ثماني قرى وتشريد ما لا يقل عن 158 أسرة بولاية شمال دارفور.
وذكرت الكتلة في بيان أن الأطفال وكبار السن يواجهون أوضاعاً بالغة السوء بعد أن لجأوا إلى الكهوف ويعانون من الجوع والعطش في درجة حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية. ووصف البيان الوضع بأنه «كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى».
وقال إن قرى مناطق أروري، 100 كيلومتر جنوب شرقي الفاشر، وما جاورها تتعرض «لانتهاكات صارخة نتيجة شن ميليشيات الدعم السريع لهجمات بربرية» في منذ حوالي أسبوع مما أدي إلى تشريد أهلها بعد أن تم حرق نحو 11 قرية.
وفي ولاية الجزيرة بوسط السودان التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في ديسمبر كانون الأول الماضي، اتهمت لجان مقاومة مدني عاصمة الولاية قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بحق سكان قرية عسير في جنوب الجزيرة أثناء خروجهم من المسجد عقب صلاة الجمعة أمس.
وذكرت أن هجمات الدعم السريع أسفرت عن مقتل ما يزيد على 17 شخصا وعدد من الإصابات حسب عمليات الرصد الأولية، مما أدى إلى حدوث حالات نزوح كبيرة بين سكان القرية.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من قوات الدعم السريع.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
اقرأ المزيد:
طبول الحرب على لبنان: حاملة الطائرات الأميركية «عربون» بايدن لإسرائيل