الحملات الانتخابية تشحن خزائن قطاع الإعلانات في موريتانيا
نشطت حركة الحملات الإعلانية في موريتانيا، لإنجاز طلبية ضخمة تضم آلاف الصور والشعارات الانتخابيّة لأحد مرشحي انتخابات الرئاسة.
وسط صخب آلات الطباعة والأوراق المتطايرة، تبدو المطبعة كخليّة نحل لا تهدأ، بينما يوجّه صاحبها محمد ولد فال فريقه بالمحافظة على التركيز والدقّة، حرصا على تسليم الطلبيّة في موعدها المحدد لأنّها لا تحتمل التأخير، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وقال ولد فال إنّ «الطلب على طباعة الإعلانات ارتفع كثيرا مع بدء الحملات الانتخابية للمرشّحين، حيث يواصل فريق عمله في المطبعة العمل ليلا ونهارا لضمان وصول رسائل المرشّحين إلى جميع أنحاء البلاد»، معتبرا واعتبر أنّ الحملات الانتخابيّة جلبت معها "فرصة ذهبية" لأصحاب المطابع ووكالات ومكاتب الإعلان.
وساهم ارتفاع الطلب على تصميم الدعاية في انتعاش شركات الإعلانات الموريتانية التي تتنافس على التعاقد مع حملات المرشحين.
فرصة لا تخلو من الضغوط
يرى ولد فال إنّ المنافسة القويّة تفرض عليه وعلى غيره من أصحاب المطابع تقديم خدمات عالية الجودة، مشيرا إلى أن جميع المرشحين يريدون أن تكون حملاتهم الانتخابية هي المتصدرة، وهذا يضع ضغطا كبيرا على هذه الوكالات الإعلانية لتقديم أفضل ما لديها من تصاميم للصور والشعارات.
وقال «الحملة الانتخابيّة فرصة ذهبيّة لأصحاب المطابع ومحال الإشهار (الدعاية والإعلان) لتحقيق أرباح جيّدة، نأمل أن نستطيع الاستفادة القصوى من هذه الفترة القصيرة لتحسين أوضاعنا المالية».
وتلعب الإعلانات دورا أساسيّا في الدعاية للمرشحين، إذ تعتبر الوسيلة الأساسية لنقل رسائلهم وأفكارهم إلى الناخبين من أجل إقناعهم بالتصويت لصالحهم.
طُرق فعّالة لجذب انتباه الناخبين
وقال أبو بكر ولد معط، وهو صاحب إحدى وكالات الدعاية والإعلان، إنّ المرشّحين «يبحثون عن طُرق فعّالة لجذب انتباه الناخبين، والإشهار هو الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك».
ويأمل ولد معط أيضا أن يسهم الطلب القوي الناتج عن هذه الحملات في تحسين دخل أصحاب المطابع قبل انقضاء فترة الانتخابات التي يعتبرها «فرصتهم الوحيدة لزيادة أرباحهم وضمان استمراريتهم».
وتابع «بالإضافة إلى المكاسب الماليّة، تمنحنا الحملة الانتخابيّة فرصة للترويج لأعمالنا وجذب عملاء جدد، وهو ما يساعدنا على النموّ في المستقبل».
تنافس على الانتشار
ومع بدء الحملات الانتخابية، انتشرت صور مكبّرة وشعارات للمرشحين في مختلف مناطق العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث أصبحت الشوارع والميادين الرئيسية مسرحا للملصقات الإعلانيّة الكبيرة التي تعكس أجواء الحملة والمنافسة الشرسة بين المرشحين.
وتجذب اللافتات الإعلانيّة الضخمة أنظار المارة وتثير اهتمامهم، فضلا عن أنها تُضفي على المدينة أجواء استثنائية تجسّد هذه الانتخابات التي يتنافس فيها سبعة مرشّحين.
رؤية شركات التسويق
أمّا فاطمة بنت ينجه، وهي مالكة إحدى شركات التسويق، فترى أنّ الملصقات والشعارات «تلعب دورا نفسيّا مهمّا في خلق انطباع بانتشار المرشح وقوته.. .انتشار صور المرشّحين على نطاق واسع في شوارع نواكشوط يبعث برسالة مفادها أنّ هذا المرشّح يحظى بدعم شعبي كبير».
وقالت في حوار مع وكالة أنباء العالم العربي إنّ «المرشّح الذي ينجح في تغطية أكبر مساحة بإعلاناته، يُظهر قدرته على التنظيم والانتشار، مما يزيد فرص جذب الناخبين المترددين».
عقوبات على المخالفين
وفي ظلّ هذا الانتشار لإعلانات دعاية المرشحين في شوارع نواكشوط والمدن الأخرى خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، أعلنت سلطة تنظيم الإشهار ضبط 42 مخالفة تتعلّق بالإعلانات الانتخابيّة.
وقالت السلطة إنّ مراقبيها المنتشرين في جميع مقاطعات البلاد سجّلوا خلال أول يومين من انطلاق الحملة 44 مخالفة.
وأوضحت السلطة في تقرير يتضمّن تفصيلا للمخالفات المرصودة وفقا لأحكام القانون المتعلّق بالإشهار، أنّ تلك المخالفات موزّعة على عدّة ولايات.
وحددت السلطة العقوبات التي تفرضها، وتشمل الغرامات الماليّة وإزالة المحتوى المخالف وحظر الإعلانات المستقبليّة للحملة التي ترتكب المخالفة.
اقرأ المزيد
زين السادات: مصر الأولى أفريقيا في تدفقات الاستثمارات الأجنبية
خليجيون| من أسبانيا إلى هولندا.. ما أبعاد الخطوات القطرية تجاه الاتحاد الأوروبي؟