«الحراك الصامت» سيد الموقف..

الجبهة اللبنانية تخطف الاهتمام من مفاوضات «هدنة غزة»

الجبهة اللبنانية تخطف الاهتمام من مفاوضات «هدنة غزة»
طفل فلسطيني يحمل دمية وسط أنقاض منزل بخان يونس.
لندن: «خليجيون»

تغلب النظرة التشاؤميّة في أوساط الاحتلال الإسرائيلي على الحديث عن مستقبل صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، في ظلّ غموضٍ بشأن المرحلة المُقبلة وخلاف داخليّ يتزامن مع تغيّرات في تركيبة الحكومة الإسرائيلية بعدما خرج منها زعيم حزب (معسكر الدولة) بيني غانتس، الذي كانت واشنطن تعتبره بيضة القبان في الحكومة اليمينيّة.

وعلى الرغم من الأنباء السلبيّة القادمة من إسرائيل، فقد أكّدت مصادر فلسطينيّة أنّ الوسطاء لم يتوقفوا عن محاولة إحداث اختراق جديد، في ظلّ عقبات تجعل احتمال التوصّل إلى صفقة ليس وشيكا وإن كان في الوقت ذاته ليس بالأمر المستحيل. ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر لم تسمه القول إنّ «هدف الوسطاء بات الآن يتركّز على منع أيّ تصعيد إسرائيليّ متوقّع مع جماعة (حزب الله) اللبنانيّة»، مشيرا إلى تسارع وتيرة الاتصالات في هذا الاتجاه خلال الساعات القليلة الماضية.

وعلى الجانب الفلسطيني، فقد أوضح المصدر أنّ حركة حماس ما زالت تصرّ على وقف كامل للحرب، في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل أن تحتفظ بأولويّة تنفيذ عمليّات عسكريّة في غزة متى شاءت، مشيرا إلى أن هامش المناورة لدى القيادة السياسية لحماس انخفض بشكل كبير في ظلّ إصرار القيادة الميدانية على مطالبها.

يبرُز أيضا الخلاف حول الضامنين لتنفيذ أيّ اتفاق قد يتمّ، فبينما قالت حركة حماس في أكثر من مناسبة، وآخرها على لسان رئيس مكتبها السياسيّ إسماعيل هنية، إنّها متمسّكة بشرط وقف الحرب، ترى إسرائيل أنّ الوسطاء لا يملكون أدوات ضغط على يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزّة.

لا طريق واضحا

ونقلت هيئة البثّ الإسرائيلية في ساعة متأخّرة من ليل أمس السبت عن مسؤول كبير قوله إن «لا أحد يملك الضغط على السنوار، الموجود في النفق، ولا يوجد طريق واضح للتقدّم». جاء هذا في الوقت الذي نظّمت فيه عائلات المحتجزين الإسرائيليين مسيرات حاشدة في مدن عدّة للضغط على الحكومة من أجل المضيّ قدما في طريق إتمام صفقة مع حماس.

ونسبت هيئة البث إلى المسؤول ذاته أنه «على خلفية احتجاج عائلات المحتجزين، وحقيقة أن الوسطاء ما زالوا غير قادرين على إقناع حماس بأنه لن يكون هناك عرض أفضل من العرض المقدّم، فإنّ إسرائيل تعترف بأنّ المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين وصلت إلى طريق مسدود ولا يوجد طريقٌ واضحٌ للتقدّم». وبحسب الهيئة، فقد اعتبر المسؤول الإسرائيلي أنّ «الكرة الآن في ملعب حماس، وهي المطالَبة بتقديم ردٍ واضح خلافا للردّ الذي قدّمته على خطّة الرئيس الأميركي جو بادين، والتي تضع ثلاث مراحل لإتمام الصفقة».

ونقلت هيئة البثّ أيضا عن مصادر إسرائيليّة القول إنّ الطموح الآن يتمثّل في الاستفادة من الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في رفح الفلسطينية من أجل تهيئة الظروف المثاليّة للتوصّل إلى اتفاق، حتّى قبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال، والتي تستند إلى تنفيذ عمليّات محدودة.

لا إمكانيّة لتدمير حماس

كان المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري قال الأسبوع الماضي إنه لا توجد إمكانيّة حقيقيّة لتدمير حماس، ووصف هذا الهدف للحرب بأنّه «ذرّ للرمل في عيون الجمهور».

وردا على كلامه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ «مجلس الوزراء السياسيّ الأمنيّ هو الذي حدّد برئاستي تدمير القدرات العسكريّة والحكوميّة لحركة حماس كهدف رئيسي للحرب، والجيش الإسرائيلي ملتزم بالطبع بذل».

وبعد خروج غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية، يبدو أنّ الولايات المتحدة تعوّل على وزير الدفاع يوآف غالانت للقيام بالدور المأمول في حكومة نتنياهو لإتمام صفقة تبادل الأسرى.

وعلى خلفية توتّر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، توجّه غالانت في زيارة دبلوماسيّة إلى الولايات المتحدة، حيث سيعقد سلسلة لقاءات لبحث تعزيز صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وبحث مسألة اليوم التالي لانتهاء الحرب في فطاع غزة، فضلا عن التصعيد في الشمال وأزمة الأسلحة.

ووفقا لما أعلنه مكتب غالانت، فإنّه سيلتقي نظيره الأميركي لويد أوستن ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) بيل بيرنز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وعددا آخر من مستشاري بايدن.

التوتر مع أميركا

وتصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، بعد أن انتقد نتنياهو إدارة بايدن واتهمها بعرقلة وصول شحنات أسلحة إلى إسرائيل، وانتقد البيت الأبيض في المقابل رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بشدة، حسب وكالة أنباء العالم العربي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وقتها إن «فيديو نتنياهو كان محيّرا.. .لم نكن نعلم أنّ هذا الفيديو سيتمّ نشره، والتصريحات الواردة فيه تُزعج وتخيّب آمال الولايات المتحدة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أنّه لا توجد دولة أخرى تفعل أكثر منّا لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس».

وبينما يُعتقد في إسرائيل أنّ الولايات المتحدة تؤخّر تسليم شحنات الأسلحة إلى إسرائيل لممارسة ضغوط إضافيّة تؤدي إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وتخفيف حدّة العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة التي تستهدف المدنيين في غزّة، فإنّ هذا الملف سيكون حاضرا في اجتماعات غالانت في واشنطن، وفقا لما أكّدته صحيفة (يديعوت أحرونوت).

وبحسب الصحيفة، فإنّ غالانت سيُناقش مع إدارة بايدن العمليّات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينيّة وإنهاء الحرب العنيفة والانتقال إلى مرحلة ثالثة، وهو ما قد يؤثّر أيضا على مصالح إسرائيل في تحقيق التسوية في الشمال وقضيّة المحتجزين وملفّ اليوم التالي. وقالت الصحيفة إن إسرائيل «تُريد استغلال الانتقال إلى المرحلة الثالثة، التي تعني عمليّات عسكرية أقلّ حدّة، للترويج ودفع صفقة التبادل إلى الأمام».

اقرأ المزيد:

من المستفيد من ارتفاع أسعار الكاكاو؟

في انتظار «السادن 78».. أبرز المعلومات عن حامل مفتاح الكعبة المشرفة الراحل

الهجرةُ من الإحباط.. «خيارٌ وحيد» أمام شباب لبنان

أهم الأخبار