خليجيون| ماذا يعني انتهاء القطيعة الدبلوماسية بين البحرين وإيران؟
يرى محللون أن اتفاق البحرين وإيران على دراسة استئناف العلاقات السياسية بينهما بعد 8 أعوام من القطيعة، مؤشر على انفراجة شاملة بين طهران وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، لافتين إلى أن التخوفات من أخطار إيران على المنطقة العربية أقل كثيرا مقارنة بالاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى التطبيع مع بقية دول الخليج.
واتفقت المنامة وطهران أمس على «إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما» وفقما ذكرت وزارة الخارجية البحرينية.
الاتفاق التأم خلال لقاء جمع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني في طهران أمس الأحد.إذ يزور وزير الخارجية البحريني طهران بدعوة من نظيره الإيراني للمشاركة في اجتماع حوار التعاون الآسيوي.
بيان مشترك بشأن مباحثات وزيري الخارجية في مملكة البحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية https://t.co/yw77YoNMRM pic.twitter.com/bediNQr61i
— وزارة الخارجية 🇧🇭 (@bahdiplomatic) June 23, 2024
جهود وساطة صينية
ويصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد تلك الخطوة بأنها «تتويج لجهود الوساطة التي بذلتها الصين للتوفيق بين المملكة العربية السعودية وإيران»، مشيرا إلى أن «المنطقة الخليجية دخلت في مرحلة جديدة تحاول أن تتفادى ما كانت تعتبره خطرًا إيرانيا عبر فتح الأبواب معها وتذليل الأسباب التي أدت إلى توقف العلاقات».
ويرى د.مصطفى كامل السيد في تصريح إلى «خليجيون» أن «إيران تسعى إلى تحسين علاقتها مع دول الخليج بسبب الضغوط والعقوبات الواقعة عليها من الولايات المتحدة الأميركية». ويلفت إلى أن هناك سبيلان لإنهاء الخلاف والمقاطعة بين البلدين «الأول يتمثل في المواجهة وما سيتبعها من أزمات»، أما السبيل الثاني وفق المحلل السياسي المصري فهو «اتباع منهج التفاهم والتعاون وفتح للجسور بينهما»، موضحا أن« أخطار إيران أقل كثير مقارنة بالاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى التطبيع مع بقية دول الخليج».
وحول المخاوف من ما توصف بـ«المطامع الإيرانية» من تقوية النفوذ الشيعي في البحرين متمثلا في حزب الوفاق، فقد شدد الباحث المصري على «ضرورة التمييز والفصل بين الدوافع الخارجية والداخلية بشأن إنهاء القطيعة، منوها أن سلك طريق المباحثات والتقارب قد يؤمنالاستقرار الداخلي ويوقف أي محاولة لاستغلال الخلافات الداخلية لإضعاف البحرين».
ملك البحرين: لا يوجد سبب لتأجيل استئناف العلاقات مع طهران
وفي عام 2016، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد تعرض مقار دبلوماسية سعودية في إيران لهجمات وتخريب من محتجين، ردا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز في السعودية، نمر النمر. واستتبع ذلك أن قطع أيضا عدد من الدول العربية والأفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ومن بين هذه الدول البحرين.
في العام نفسه، قضت محكمة بحرينية بحل جمعية الوفاق الوطني (شيعية) التي تعتبر من أبرز الحركات المعارضة في البحرين، وأمرت بتصفية أموالها لصالح خزينة الدولة، بتهمة بعدم احترام القانون وبتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف.
وبعد سبع سنوات أصدرت السعودية وإيران في بكين بيانا مشتركا برعاية صينية، يعلنان فيه أنهما توصلتا إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح سفارتيهما والبعثات الدبلوماسية في غضون شهرين، في خطوة شكلت حدثا بارزا في ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وظهر مؤشر بداية التقارب البحريني الإيراني، حينما قال ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في مايو الماضي خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس إنه «لا يوجد سبب لتأجيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران». وأضاف الملك حمد أن المملكة تتطلع إلى تحسين علاقاتها مع طهران، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية في البحرين.
عودة العلاقات مع دول الخليج
ويرى الباحث في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية الدكتور هاني سليمان أهمية الخطوة البحرينية- الإيرانية في توقيتها، شارحا أن «إيران تحاول استعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج لاسيما في هذا التوقيت الحساس والانتقالي الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، ما يسهم في تعزيز العلاقات لحل الخلافات وتعزيز نفوذ طهران الإقليمي والدولي وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية للطرفين».
ويستبعد سليمان في تصريح إلى «خليجيون» أن ترتبط عودة العلاقات بين إيران والبحرين بحالة التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة وأن البلد الخليجي في حالة تطبيع مع تل أبيب، قائلا:«هناك حالة فصل في انتهاج استراتيجيات وتفاصيل العلاقات السياسية بين الدول وبعضها فليس شرطا أن تقاطع البحرين إسرائيل بسبب تعاونها مع إيران».
ويعتبر الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن الخطوة البحريني «إنفراجة بين دول الخليج وطهران»، لكن إلى «تحفظ من جانب بعض هذه البلاد التي تحمل خلافات عميقة مع إيران»، متوقعا انتهاء هذه الخلافات مع مرور الوقت - على حد قوله-.
اقرأ المزيد:
أول رد من الفنان عمرو يوسف بعد إعلان كندة علوش إصابتها بالسرطان