نقص الكهرباء يخنق العراقيين مع ارتفاع درجات الحرارة
يواجه الشعب العراقي معضلة في حياتهم اليومية تتمثل في نقص إمدادات الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث قطع محتجون من بلدة الخالص التابعة لمحافظة ديالى شمال بغداد يوم الأحد الطريق الرابط بين العاصمة ومحافظة كركوك شمال البلاد في ظل انقطاع الكهرباء لساعات.
وقال فادي اللهيبي، عضو مجلس محافظة ديالى، إنّ «هناك "مشكلة حقيقية في ديالى بخصوص الكهرباء.. .سببها وزارة الكهرباء الاتحادية، التي لم تف بالتزاماتها تجاه المحافظة ووضعتنا في موقف محرج مع المواطنين»، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وأضاف «وزارة الكهرباء تزوّدنا حاليا بحوالي 785 ميغاواط، وبحسب الاتفاق، يجب أن يكون التجهيز 1100 ميغاواط ليكون جدول التجهيز للمواطنين ساعتين مقابل قطع ساعتين.. .لا يُمكن التكهّن بحركة احتجاجات المواطنين، اليوم تم قطع طريق رئيسيّ بين بغداد وكركوك بشكلٍ مؤقّت ولا نعلم بأيّ اتجاه ستتطوّر الأمور».
وكان محتجون في بلدة الخالص قد هددوا في بيان خلال مظاهرة يوم الجمعة الماضي بأنّهم سيجتمعون للتظاهر وقطع طريق بغداد كركوك إذا لم يوضع حلّ لمشكلة الكهرباء، وطالبوا بزيادة حصة البلدة إلى 130 ميغاواط من 100 ميغاواط ومتابعة موظفيّ محطات توزيع الكهرباء المسؤولين عن القطع المبرمج للتيار الكهربائي ومعالجة سوء الخدمات.
وفي محافظة ذي قار الواقعة جنوب العراق، قطع محتجّون من أهالي بلدة الفضلية الطريق الرابط بين قضاء سوق الشيوخ ومدينة الناصريّة عاصمة المحافظة بإطارات السيّارات المشتعلة احتجاجا على سوء الخدمات المُقدّمة، وخاصة الكهرباء، فيما تظاهر المئات من أهالي الناصرية أمام مديرية إنتاج الطاقة مطالبين بتحسين تجهيز الكهرباء.
أسباب الأزمة
في أغسطس آب الماضي، قال آوكي لوتسما، الممثّل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تصريحات لوسائل إعلام محليّة إنّ «درجة الحرارة تزداد في العراق بمعدّل سريع يصل إلى 2-7 مرّات مقارنة مع زيادة درجات الحرارة عالميا، وهو الأمر الذي يفاقم المعاناة الناتجة عن انقطاع الكهربا»ء.
ويرى علي جبار، المتخصص في إدارة الأزمات، أنّ مشاكل الكهرباء في العراق "تصنّف إلى مسارين أساسيّين، الأوّل هو الأجندات السياسيّة والأجندات المُغرضة، والثاني هو سوء الإدارة الفنيّة والمهنيّة والفساد والسرقات" بحسب وصفه.
وقال إن «الفاعل الثاني هو العامل الأكبر في استفحال هذه المشكلة في العراق، حيث إن أزمة الكهرباء ترتكز على القطاعات الأربعة المُشكّلة لهذا القطاع، وهي التوليد والنقل والتوزيع والجباية (التحصيل)».
وكالة الطاقة الدولية
وأضاف «تقارير وكالة الطاقة الدولية تؤكّد أنّ العراق من الدول الأكثر خسارة في نقل وتوزيع الطاقة المولَّدة - وتشكّل ما يعادل 30-50% من الطاقة المنقولة، نتيجة لقدم وتهالك شبكات النقل، فيما تتراوح الخسارة في عملية نقل الطاقة في دول مجاورة بين 7-13% فقط، ناهيك عن حجم الفساد في عقود الصيانة لهذا القطاع والفساد المخيف في عمليات التوزيع".
واعتبر هذا «يعني أنّ حجم التوليد، لو كان كما توضح تقارير وزارة النقل هو 24 ألف ميغاواط، فنحن نخسر ما يعادل تقريبا 10 آلاف ميغاواط من الطاقة المنتجة».
ووصف جبار مشكلة الكهرباء في العراق بأنّها «جريمة إداريّة من نمط جرائم الفساد وسوء الإدارة الفنيّة" دعيا إلى الحدّ من ما وصفها بأنّها "عمليّات فساد في هذه القطاع، وكذلك الحدّ من الضياعات في الطاقة (نقل الطاقة) وعقود الفساد وسوء الإدارة وفشلها في عمليات الصيانة الدورية بمستويات فنيّة عالية».
الغاز الإيراني
تشغيل 200 محطة كهرباء
كان رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني قد أعلن الشهر الماضي افتتاح وتشغيل 200 محطة كهرباء في مناطق ومدن البلاد المختلفة، بواقع 48 محطة نقل للجهد الفائق والعالي و152 محطة للتوزيع ضمن المرحلة الأولى من حزمة مشاريع لحلّ اختناقات شبكات الكهرباء.
ويعتمد العراق على محطات الكهرباء الغازيّة، إلّا أنّه يزوّدها بالغاز المستورد من إيران، الذي تنخفض حصته منه مع بداية فصل الصيف لأن إيران تحتاجه محليّا.
ويحاول العراق استثمار الغاز المحلي، غير أن هذه العمليّة تحتاج وقتا طويلا. وأكدت لجنة النفط في البرلمان أنّ العراق ما زال بحاجة إلى الغاز الإيراني، لأن استثمار الغاز المحلي يحتاج وقتا لتهيئة المعدات اللازمة وتشغيل الحقول مع دخول محطات غاز إلى مراحل الإنتاج.
كان وزير الكهرباء العراقي قد وقّع في وقت سابق عقد توريد الغاز مع شركة الغاز الوطنية الإيرانية لمدة خمس سنوات بمعدلات ضخ تصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميا، لكن كميات ذلك الغاز تتفاوت بحسب حاجة المنظومة، لصالح إدامة زخم عمل محطات الإنتاج ومواكبة ذروة الأحمال والطلب المتزايد على الكهرباء إلى حين تأهيل حقول الغاز الوطنية.
خسائر ماديّة
ودفع الحرّ مئات الآلاف من العراقيين الذين يسكنون مناطق الوسط والجنوب إلى استغلال تعطّل الأعمال في عيد الأضحى للهروب من حرارة الجو صوب المناطق الشماليّة الأقلّ حرارة، المعروفة بإقليم كردستان العراق.
اقرأ المزيد
خليجيون| ماذا يعني انتهاء القطيعة الدبلوماسية بين البحرين وإيران؟
«احتجاجات 2022» تحوم حول سباق الرئاسة الإيرانية
أول رد من الفنان عمرو يوسف بعد إعلان كندة علوش إصابتها بالسرطان