«آخرها التنكيل بالجثث».. الاحتلال يستدعي ترسانة جرائمه إلى الضفة الغربية
أثار مشهد تقييد فلسطيني على غطاء محرك مركبة عسكرية إسرائيلية خلال مداهمة لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة في مطلع الأسبوع الحالي ردود فعل غاضبة وانتقادات حادة دفعت جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى النأي بنفسه عن تصرفات جنوده، كما سلط الضوء على تصعيد إسرائيل لأساليب هجماتها على مدن الضفة.
وزعم جيش الاحتلال إن تصرف جنوده كان مخالفا للقواعد وإنه سيحقق في الواقعة.
تنكيل بجثة فلسطيني
ورصدت مقاطع فيديو جرافة إسرائيلية تنكل بجثة فلسطيني قتله الجيش برفقة اثنين آخرين من رفاقه في بلدة قباطية في جنين في وقت سابق من الشهر الحالي، في تكرار لمشاهد تم تداولها على نطاق واسع لوقائع مماثلة في قطاع غزة التي تشن عليها إسرائيل حربا شعواء منذ تسعة أشهر.
وفي حالات أخرى، أعاق جيش الاحتلال وصول سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول للمصابين خلال مداهماته لمدن الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة. وفي 30 يناير كانون الثاني الماضي تسللت وحدة خاصة إسرائيلية إلى مستشفى ابن سينا في جنين واغتالت ثلاثة فلسطينيين أحدهم كان مصابا.
ويشن جيش الاحتلال مداهمات شبه يومية لمدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، ووفق وزارة الصحة الفلسطينية بلغ عدد المواطنين الذين استشهدوا برصاص الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 550، بينهم 135 طفلا، إضافة إلى 5200 مصاب.
وفي الفترة ذاتها، جرى اعتقال 8665 فلسطينيا في الضفة الغربية، بحسب بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير.
جرافات في الضفة
وفي الآونة الأخيرة، يستخدم جيش الاحتلال في مداهماته للضفة الغربية جرافات ضخمة مثل تلك المستخدمة في قطاع غزة، وهي مشاهد غير معتادة بالنسبة للفلسطينيين منذ اجتياح الضفة الغربية على نطاق واسع في 2002.
وقال عماد دياب (50 عاما) من محافظة سلفيت إن الجيش الإسرائيلي داهم منزله قبل يومين «وعاث به خرابا، وكسر الجنود الأثاث بشكل كامل»، مؤكدا على أن الجنود كانوا يتصرفون «بهمجية» لم يشاهدها من قبل.
وكتب وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المنتمي لليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش في حسابه على إكس أمس الأحد «الإسرائيليون يدركون جيدا أن (إقامة) دولة فلسطينية.. .من شأنه تعريض وجود إسرائيل للخطر. بسلطتي سأواصل توسيع الاستيطان في قلب إسرائيل.. .وسأقاتل بكل قوتي من أجل دولة إسرائيل ومواطني إسرائيل»..
ووفقا لوزارة المالية الفلسطينية، تحتجز إسرائيل حوالي ستة مليارات شيكل (1.61 مليار دولار) من عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية.
ويرفض سموتريتش صرف عوائد الضرائب للسلطة الفلسطينية ويتهمها بدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، التي تسبب هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في اندلاع الحرب.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري لوكالة أنباء العالم العربي «الآن بات حل السلطة مطلبا إسرائيليا يطرحه وزراء في إسرائيل، وهناك إجراءات تدل على أن إسرائيل تريد حل السلطة، أو فكها وتركيبها من جديد على الأقل».
وأضاف «السلطة الآن تواجه أزمة مالية غير مسبوقة، مما يجعل مسألة الانهيار المالي أمرا جديا إذا لم يتم تقديم دعم مالي للسلطة خلال الأشهر القليلة القادمة، فقد نكون أمام انهيار مالي يتبعه انهيار على مختلف المستويات والأصعدة».
وتابع المصري قائلا «هناك عدة آراء في إسرائيل، ولكن كلها على أساس أن هذه 'أرض إسرائيل' وأن الفلسطينيين موجودون فيها بشكل مؤقت، ويجب العمل من أجل دفعهم إلى الهجرة طوعا وإذا توفرت ظروف مناسبة قسرا».
وأكد المحلل السياسي أشرف العكة أن إسرائيل في مخططها النهائي تستهدف تفكيك السلطة الفلسطينية وانهيارها من خلال فرض حصار مالي عليها، بالإضافة إلى إضعاف شرعيتها عبر سياسة المداهمات للمدن والبلدات الفلسطينية.