ما هي توقعات بي.إم.آي لاقتصاد المغرب؟
رفعت بي.إم.آي، شركة الأبحاث التابعة لفيتش سولويشنز، توقعاتها لنمو اقتصاد المغرب إلى 3.4% في 2024 من 3.2% في تقدير سابق، ما يزيد عن إجماع توقعات مؤسسة فوكس إيكونوميكس البحثية وصندوق النقد الدولي لنمو عند 3.1%.
وعزت بي.إم.آي المراجعة بالزيادة إلى صدور كامل بيانات عام 2023 من المندوبية السامية للتخطيط التي عدلت تقديرها لنمو المغرب في العام الماضي بواقع 0.2 نقطة مئوية، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وقالت بي.إم.آي إنه بذلك سيظل النمو في المغرب دون تغيير عن العام الماضي، لكنها أشارت إلى أن توقعاتها تشير إلى اتجاهات متباينة بين القطاعين الزراعي وغير الزراعي في البلاد.
وذكرت أنه بينما تتوقع أن ينكمش القطاع الزراعي 4.3%بسبب الظروف المناخية السيئة، سيتسارع النشاط غير الزراعي من 3.6% في 2023 إلى 4.2%في 2024 بفضل تيسير السياسة المالية وانخفاض معدل التضخم وأسعار الفائدة وزيادة الاستثمار.
القطاع غير الزراعي
وبذلك سيسجل القطاع غير الزراعي نموا يفوق متوسطه في خمس سنوات قبل جائحة كوفيد والبالغ 3.3%، على الرغم من وجود عوامل غير مواتية ناجمة عن تباطؤ النمو في أوروبا.
وقالت بي.إم.آي إن القطاع غير الزراعي سيلقى الدعم من التوسع المستمر في القاعدة التصنيعية والصناعات التحويلية في المغرب، مضيفة أن البلاد تواصل الاستثمار في القطاعات التي تقودها الصادرات مستفيدة من قربها من أوروبا وسلاسل التوريد العالمية.
وأضافت أنه على الرغم من العوامل غير المواتية المرتبطة بالدورة الاقتصادية الناجمة عن تباطؤ النمو في أوروبا، يواصل قطاع الصناعات التحويلية المغربي تسجيل نمو قوي.
السيارات تقود
وأوضحت أن القطاع الصناعي الرئيسي الذي يقود النمو هو قطاع السيارات الذي شهد نموا مستداما في الصادرات على الرغم من الضعف النسبي للطلب في أوروبا.
وبينت شركة الأبحاث أن صادرات السيارات المغربية زادت 12.8 بالمئة على أساس سنوي في أول أربعة أشهر من 2024، ما بدد أثر ركود الطلب في بقية القطاعات التي كانت في العادة تقود صادرات المغرب مثل المنسوجات والسلع الزراعية.
وقالت بي.إم.آي إن فريقها المعني بقطاع السيارات ما زال متفائلا إلى حد ما بشأن إنتاج السيارات بالمغرب في 2024، متوقعا أن يتسارع بواقع 8.4 بالمئة بعدما ارتفع 7.8 بالمئة في 2023.
وأضافت أن النشاط الاستثماري القوي سيعزز العوامل المواتية للنمو غير الزراعي في المغرب. وتعهدت الحكومة باستثمارات كبيرة في إطار ميزانية 2024 لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز في سبتمبر أيلول 2023 بجانب مشاريع بنية تحتية كبرى.
وتتوقع بي.إم.آي أن ترتفع الاستثمارات العامة إلى 7.8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 وهو أعلى مستوى وفقا للبيانات المتاحة.
كما قالت بي.إم.آي إن السلطات أطلقت استثمارات قبل استضافة البلاد بطولة كأس الأمم الأفريقية في 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030 الذي تستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال. واتخذت السلطات بالفعل تدابير لتوسعة بعض ملاعب كرة القدم وزيادة الطاقة الاستيعابية بالقطاع السياحي.
ولفتت إلى أن الزيادة في الاستثمار العام أدت إلى ارتفاع مبيعات الأسمنت حتى أبريل 2024 بواقع 3.5%على أساس سنوي، في تناقض صارخ مع انكماش 8.5% على أساس سنوي في أول أربعة أشهر من 2023.
تباطؤ التضخم
وأضافت أن تباطؤ التضخم سيدعم إنفاق المستهلكين، على الرغم من أن ارتفاع معدل البطالة لا سيما في القطاع الزراعي الآخذ في الانكماش ربما يحد من هذا التأثير.
وتتوقع بي.إم.آي أن يبلغ التضخم بالمغرب في المتوسط 1.3%في 2024 بانخفاض كبير من 6.1% في 2023 بفضل عوامل مواتية لفترة الأساس وانخفاض أسعار السلع الأساسية الزراعية عالميا.
وأضافت أن ذلك سيدعم الاستهلاك الخاص على الرغم من البدء في إلغاء الدعم على بعض المنتجات في مايو 2024 من أبرزها غاز الطهي. لكنها أشارت إلى أن هناك عوامل مواتية لفترة الأساس ستحول دون تسارع كبير للتضخم محليا.
اقرأ المزيد
7 مليارات دولار إجمالي قيمة صادرات الجزائرة الغير نفطية
مع قرب الصفقة الأميركية.. مباحثات عسكرية بين السعودية والصين