رسائل أميركية بعد زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن
كشف مصدر حكومي لبناني أن زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون للولايات المتحدة هي «بمثابة دعم للمؤسسة العسكرية اللبنانية»، مضيفا أن واشنطن «تؤكد على ضرورة ضبط النفس فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة واللجوء إلى حلول دبلوماسية لوقف أي تصعيد».
وزار قائد الجيش اللبناني، الذي وافق مجلس النواب اللبناني في ديسمبر الماضي على تمديد فترته في المنصب لمدة عام، واشنطن هذا الشهر، في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية تصعيدا في المواجهات بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي.
وأبلغ المصدر وكالة أنباء العالم العربي) الثلاثاء «أهمية الزيارة أنها (تؤكد أن) لبنان لا يزال تحت المظلة الدولية، وتأكيد الولايات المتحدة على الشرعية اللبنانية القائمة حاليا ودعم حضور الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة الشرعية القائمة».
وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، أن زيارة عون لواشنطن «هي تأكيد على التزام الولايات المتحدة في دعم الجيش اللبناني وتأمين صموده في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتوفير بعض التجهيزات والآليات».
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قائد الجيش في بيروت بعد عودة الأخير من الولايات المتحدة. وقالت رئاسة الوزراء اللبنانية إن ميقاتي استعرض مع قائد الجيش الوضع الأمني في البلاد، وبحث معه نتائج زيارته للولايات المتحدة.
وأكد المصدر الحكومي أن الولايات المتحدة مصممة على ضرورة ضبط النفس في جنوب لبنان. وقال «الولايات المتحدة ما زالت تدعو وتصر على ضبط النفس في الجبهة مع فلسطين المحتلة وتنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك القرار 1701 القاضي بنشر الجيش اللبناني في الجنوب مع التأكيد على تأمين الدعم لهذه الخطوة، وطبعا اليوم الذهاب نحو الحلول الدبلوماسية التي من شأنها أن توقف التصعيد».
وصدر قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 1701 في 11 أغسطس آب 2006، وينص على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بعد حرب استمرت بينهما لأكثر من شهر.
وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء في اجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، قائلا إنها ستكون مدمرة. وأكد وزير الدفاع الأميركي أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لتجنب المزيد من التصعيد.
ويتبادل حزب الله إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل المئات من مقاتليه، بالإضافة إلى نزوح جماعي لسكان القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وشدد المصدر الحكومي على أن لبنان لا يرغب في حدوث تصعيد بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية للبلاد، غير أنه قال في الوقت نفسه إنه «في وجود عدوان إسرائيلي فمن الطبيعي أن ترد المقاومة، والحل الحقيقي هو في قطاع غزة».
وأضاف المصدر «الجميع لا يريد الحرب، حتى حزب الله لا يريد الحرب، ولكن اليوم هناك عدوان إسرائيلي على لبنان يضطر المقاومة للرد بالمثل على هذه الاعتداءات. مفتاح الحرب والسلم موجود في غزة، عندما يتوقف القتال في غزة فمن الطبيعي أن تهدأ كل الجبهات من اليمن إلى لبنان، إلا إذا كان لدى إسرائيل رأي آخر».
وتابع المصدر «المقاومة مستعدة للمواجهة، أما على صعيد الحلول الدبلوماسية فلبنان يصر على تطبيق القرار 1701، وفي حين أن لبنان لم يقم خلال 17 عاما منذ بدء تنفيذ هذا القرار بأي خرق تجاه اسرائيل، خرقت اسرائيل القرار أكثر من 36 ألف مرة».
وأكد المصدر الحكومي اللبناني أهمية الدور الأميركي في هذا الإطار، وقال «اليوم من يلعب الدور الأساسي هو أميركا التي تقوم بمساع وجهود في هذا الإطار، ولكن التعنت الإسرائيلي بات معروفا والغطرسة الإسرائيلية في التعاطي مع لبنان».
وأعرب عن الاعتقاد أن «الجهود الأميركية من جانب وقوة الردع التي تمارسها المقاومة من جانب آخر، وحاجة الإسرائيلي لإعادة النازحين إلى مستوطنات الشمال كما وعد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو قبل دخول موسم الدراسة في أيلول (سبتمبر) سيضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701».
اقرأ المزيد
الحكومة الكويتية تتخذ إجراء جديدا بشأن سحب الجنسية
بوساطة إماراتية.. خامس صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا
«الاعتراف مقابل الحرية».. اللحظات الأخيرة لصفقة مؤسسة «ويكيليكس» مع واشنطن