أحدث حصيلة أميركية لوفيات مناسك الحج: ما تفاصيل اللحظات الأخيرة لزوجين من أصول أفريقية؟

أحدث حصيلة أميركية لوفيات مناسك الحج: ما تفاصيل اللحظات الأخيرة لزوجين من أصول أفريقية؟
مسلمون خلال الطواف حول الكعبة. (أرشيفية)
واشتطن: «خليجيون»

كشفت وزارة الخارجية الأميركية أن 11 من مواطنيها على الأقل كانوا من بين 1300 شخصا لقوا حتفهم أثناء أداء فريضة الحج في المملكة العربية السعودية هذا الشهر وسط درجات حرارة قياسية، مضيفة في بيان أن حصيلة الوفيات قابلة للزيادة في الأيام المقبلة، فيما نقلت صجيفة «نيويورك تايمز» رواية ابنة زوجين من المتوفين خلال آداء المناسك.

ولا تزال هذه الإبنة في رحلة بحث عن إجابات حول الملابسات الدقيقة لوفاة والديها، وسلوك منظم الرحلات بعدما دفع الزوجان عشرات الآلاف من الدولارات لمساعدتهما في القيام بالرحلة، وفق «نيويورك تايمز». وتزامن موسم الحج هذا العام مع طقس حار للغاية، إذ بلغت الحرارة 51.8 درجة مئوية في الظل بمكة المكرمة أثناء موسم الحج. وليس من غير المعتاد أن يموت الحجاج بسبب الإجهاد الحراري أو المرض أو الأمراض المزمنة.

وقالت الابنة، سعيدة ووري، إنها وإخوتها لم يجر إشعارهم بعد بمكان دفن والديهم، إيساتو وأليو ووري. وتشير إلى إنها تخطط للسفر إلى المملكة العربية السعودية بمجرد أن تعلم بمكان وجودهما. وقالت يوم الثلاثاء: «إن فقدان شخص عزيز أمر صعب»، لكنها أضافت «عدم القدرة على دفنهم هو شعور لا يوصف».

ويوم الأحد، أعلنت السلطات السعودية أن أكثر من 1300 حاج توفوا خلال المناسك التي تزامنت مع موجة قيظ، مشيرة إلى أن غالبية المتوفين هم «من غير المصرّح لهم بالحج». ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزير الصحة فهد الجلاجل قوله خلال مداخلة تلفزيونية: «بلغ عدد الوفيات 1301، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة».

وقال أصدقاء وعائلة إيساتو، 65 عامًا، وأليو، 71 عامًا، إنه لم يكن من المفاجئ قيامهما بالرحلة، حيث كان حلم حياتهما بالذهاب إلى مكة. قالت سعيدة، 33 عاماً: «لقد كانا شخصان متفائلين.. .. الجميع أحبهم.»، حس «نيويورك تايمز».

23 ألف دولار لشركة سياحية

لم يكن الادخار لرحلة آداء مناسك الحجد بالأمر السهل، وقالت سعيدة إن الزوجين دفعا حوالي 23 ألف دولار لشركة سياحية مقرها في ماريلاند، وبدأت بالرحلة في أوائل يونيو مع عشرات من المسلمين ي باوي وما حولها، بولاية ميريلاند، خارج واشنطن.

لكن بعد وصولهم إلى مكة واجها صعوبة في الحصول على تصاريح رسمية لهم. وقالت سعيدة إن الزوجين شعرا بالإحباط لأنهما اعتقدا أنهما كانا يسيران «فقا للقانون». وجاء في آخر رسالة تلقتها من والدتها أن الحافلة التي تقلهم إلى أحد المواقع لم تصل، وأنهما كانا يسيرون بدلاً من ذلك لأكثر من ساعتين. وحاولت سعيدة الاتصال بوالديها عبر الهاتف لعدة أيام لكنها فشلت.

وقبل نحو أسبوع علمت سعيدة من مسؤول أميركي أن أسمائهم مدرجة في قائمة القتلى. ولم يستجب منظم الرحلات لطلبات التعليق يوم الثلاثاء. كشفت حصيلة القتلى هذا العام عن مخاطر منظمي الرحلات السياحية والمهربين غير المنظمين في جميع أنحاء العالم الذين يستفيدون من المسلمين الذين يائسون للقيام بالرحلة إلى مكة. الحجاج الذين لم يتم تسجيلهم بشكل صحيح عادة ما يكون لديهم قدر أقل من الوصول إلى المأوى وتكييف الهواء.

زوجان من أصول أفريقية

نشأ الزوجان ووري في سيراليون، حيث التقيا عندما كانا طفلين. جاء السيد ووري أولاً إلى الولايات المتحدة للدراسة. تبعتها السيدة ووري وتزوجا. كان لديهم ولدان وابنة وأربع حفيدات، وكان كلاهما يعمل في مجال التمريض قبل تقاعدهما. منذ حوالي عقد من الزمان، انفصل الزوجان. لكن في العام الماضي، تزوجا مرة أخرى في حفلين، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في سيراليون. وكانت السيدة ووري تخطط للقيام برحلة إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي، لكنها أجلتها حتى تتمكن من أداء فريضة الحج مع زوجها.

عند وصولهما إلى مكة، كان الزوجان لا يزالان قادرين على أداء بعض مناسك الحج، وقالت ابنتهما إنهما «كانا متحمسين للغاية لرؤية الكعبة»، معربة عن اعتقادها أن والديها «كانا شديدي الفرح في أيامهما الأخيرة، وتوفيا وهما يفعلان بالضبط ما أراداه».

حداد على ضحايا آخرين

يوم الثلاثاء، انتشرت أيضا حالة حداد على فاطماتا كوروما (61 عامًا) التي قال أفراد عائلتها إنها توفيت أيضًا أثناء أداء فريضة الحج، وكانت هي وزوجها من سيراليون أيضًا، وعاشا في باوي بولاية ميريلاند لعقود من الزمن، وكانا يؤديان الصلاة في نفس المسجد الذي كانت تعيش فيه عائلة ووري. وقالت ابنة وروما، وومو جالوه، إن «والدتها كانت متحمسة لهذه الرحلة» وقالت جالوه (24 عاماً): «هذا هو حلم كل مسلم مخلص، لقد كان هذا شيئًا كانت متحمسة له حقًا».

وفي رسائل وجهتها إلى أسرتها في الأيام التي سبقت وفاتها، أرسلت كوروما رسائل سعيدة وصورًا مبهجة. لكنها شاركت أيضًا أخبارًا مقلقة حول تأجيلات غامضة ومخاوف بشأن الحصول على المستندات الصحيحة، كما قالت ابنتها. وفي 16 يونيو، علمت الأسرة بوفاة كوروما من مسؤولين أميركيين. وقد تمت دعوتهم للسفر إلى المملكة العربية السعودية لحضور دفنها.

اقرأ المزيد:

تطور جديد في قضية عارضة الأزياء اليمنية خلود باشراحيل

رسائل أميركية بعد زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن

«الاعتراف مقابل الحرية».. اللحظات الأخيرة لصفقة مؤسسة «ويكيليكس» مع واشنطن

أهم الأخبار