«خليجيون» ترسم خريطة الفرص الاستثمارية السنغالية أمام دول الخليج

«خليجيون» ترسم خريطة الفرص الاستثمارية السنغالية أمام دول الخليج
صورة تعبيرية
القاهرة: أحمد كامل

رصد محللون فرصًا واعدة في السوق السنغالية أمام رؤوس الأموال الخليجية، في وقت تشير توقعات صندوق النقد الدولي نمو اقتصاد البلد الأفريقية بنسبة 10.1% خلال العام المقبل 2025، مقابل معدل نمو يصل إلى 7.1% العام الجاري، وهي الفرص التي اعتبرها مختصون مشجعة للاستثمارات النفطية والزراعية والصناعية التي تهتم دول الخليج بالانخراط فيها.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن صندق النقد الدولي أن الاقتصاد السنغالي تحسن «بشكل ملحوظ وكبير» بعد التسوية السلمية للانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس الماضي، متوقعًا تراجع معدل التضخم كذلك، والذي ينبغي أن يظل ضمن النطاق المستهدف للبنك المركزي لدول غرب إفريقيا بحلول نهاية عام 2025.

الاستثمار النفطي في السنغال

ويشدد رئيس المجلس الاقتصادي الأفريقي، السفير محمد عبد الغفار، على أهمية الاستثمار الخليجي في قارة أفريقيا، خاصة السنغال التي نما اقتصادها وتعد من الدول الأفريقية ذات الاقتصاد الناشئ والذي حاز على ثقة البنك الدولي، مشيرا إلى أن الاستثمار المناسب الخليجي في السنغال يتمثل في النفط، إذ تمتلك السنغال حقل «سانجومار» الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 100 ألف برميل يوميًّا ويحتوي أيضًا على غاز طبيعي.

ويقول عبد الغفار في تصريح إلى «خليجيون» إن الشركات الخليجية النفطية على رأسها أرامكو لديها تراكم من الخبرات لتقديم الدعم الفني والقانوني لاقتصاد السنغال الناشئ بحرفية تامة.

حقل سانجومار

ويضيف الخبير المصري أن صندوق النقد الدولي يتيح المجال للشركات الخليجية خاصة القادرة على تنفيذ أعمال بنية أساسية خارج حدود دول مجلس التعاون الخليجي، لأن مثل هذه الفرص تعد مضمونة التمويل، وإن كانت تحتاج في البداية للاستثمار المباشر لانطلاق الأعمال حتى يتمكنوا من صرف مستحقاتهم.

ولفت إلى أن الشركات الخليجية لديها القدرة على تمويل الأعمال الاستثمارية في المشروعات العملاقة بالسنغال مثل تأسيس البنية التحتية، والاستثمار الزراعي والصناعي، مضيفا: «أن البنك الدولي وصندوق النقد يضمان لأي مستثمر حماية استثماراتهم المالية في السنغال بعد منحها قروض كبيرة».

التجربة الأوروبية

ويدعو مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور جمال بيومي دول الخليج إلى اتباع التجربة الأوروبية في الاستثمار بالسنغال وكل دول أفريقيا، من خلال قاعدة «إذا رغبت في تبادل التجارة مع أفريقيا فعليك الاستثمار فيها»، مشيرا إلى أن فرنسا وألمانيا يستثمرون في صناعة الأخشاب عن طريق التعاقد على قطع أشجار الغابات وتصديرها، في الوقت نفسه لا تبيع هذه الدول الخشب بل تسمح بالاستثمار في الغابات.

ويقول بيومي في تصريح إلى «خليجيون» إن دول الخليج يمكنها الاستثمار في صناعة العصائر، نظرًا لخصوبة الأراضي الزراعية بها، من خلال جمع المحاصيل ونقلها إلى مصانع للعصر والتغليف والتعبئة ثم التعاقد على تصديرها إلى دول عديدة، مضيفا أن ذلك النوع من الاستثمار غير مكلف، لكنه مربح في نفس الوقت.

ويشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق على أهمية تعزيز التعاون مع السنغال عبر تشغيل العمالة المحلية بجانب الاستعانة بخبرات الدولة المستثمرة، والتي تحقق عوائد للطرفين، على رأسها تخفيف الأعباء العمالية على البلد المسثتمر نفسه، بالإضافة إلى تشجيع الحكومة السنغالية على فتح المجال أمام الشركات الاستثمارية.

سيدات في أحد المزارع بالنسغال

ثروات معدنية

ويذكر الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى بدرة أن السنغال كغيرها من الدول الأفريقية تملك ثروات معدنية وزراعية ومائية، فضلاً عن حالة الاستقرار السياسي التي تتيح مناخا مناسبا للاستثمار.

ويقول بدرة في تصريح إلى «خليجيون» إن الغرب يعتمد على موارد الدول الأفريقية خاصة المعادن كالفوسفات والحديد والذهب والمنجنيز بنسبة 70%.

وأضاف: «أن دول الخليج تملك التمويل الازم للاستثمار في الثروة المعدنية في السنغال وإنشاء مصانع داخلها لتحقيق الاكتفاء الذاتي مما ينتج من المواد الخام بالإضافة إلى التصدير».

مواقع الفوسفات في السنغال

استثمارات خليجية في السنغال

ومنذ سنوات انضمت السنغال إلى مستهدفات عدد من دول مجلس التعاون الخليجي في الاستثمارات الخارجية، ففي الإمارات بلغ إجمالي قيمة استثمارات إمارة دبي في السنغال بلغت نحو 846 مليون دولار في الفترة من 2011 وحتى نهاية العام 2023، و سجل رصيد المملكة العربية السعودية من الاستثمارات في السنغال 302.6 ألف ريال سعودي، بينما تتعاون قطر اقتصاديا مع داكار في الاستثمار والبنية التحتية والطاقة والرياضة، وذلك من زيارة أمير قطر للسنغال في 2017.

وأظهرت دور الخليج اهتماما متزايدا خلال الفترة الأخيرة بالتعاون الاستثماري والتجاري مع السنغال، حيث اجتمع رئيس مجلس إدارة بيت الكويت للأعمال الوطنية، الدكتور يوسف العميري مع سفير السنغال في الكويت إبراهيم الخليل، لبحث تعزيز التواصل وتشجيع الاستثمار الخليجي والعربي في السنغال.

وقال العميري إن الزيارة استهدفت التعريف بنشاطات «بيت الكويت للأعمال الوطنية»، وإبداء الرغبة في زيارة جناح بيت الكويت في متحف وزارة الدفاع بالبلاد وتفعيل سبل التعاون المشترك.

اقرأ المزيد

السيسي يجتمع مع وزير الدفاع المصري

ما موقف السعودية من تصويت الحجاج الإيرانيين في الانتخابات الرئاسية؟

انفعال أحلام بعد تعرض أنغام لموقف محرج.. «أسمي يشرف»

أهم الأخبار