الكويت تطوي صفحة الجدل حول «كاراكال» الفرنسية
أسدلت الكويت الستار على صفقة مروحيات النقل والإنقاذ (كاراكال) الفرنسية المثيرة للجدل منذ سنوات بسبب حديث عن عيوب فنية فيها، إذ أعلنت القوات المسلحة الكويتية تسلمها الدفعة الأخيرة من طائرات (كاراكال) في مطار الكويت الدولي الأربعاء.
شملت الدفعة الأخيرة طائرتين من أصل 30 طائرة ضمن صفقة المروحيات الفرنسية، منها 24 طائرة للجيش الكويتي و6 لجناح الطيران العمودي في الحرس الوطني.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح - في تصريح له خلال مراسم وصول الدفعة الأخيرة من طائرات (كاراكال) في مطار الكويت الدولي الأربعاء - إن القيادة السياسية حريصة على تطوير قدرات وإمكانات القوات المسلحة الكويتية بكافة افرعها لمواكبة التطور في مجال التسليح والتجهيز العسكري وفقا لأعلى المعايير التقنية والتكنولوجية المعتمدة، وفق وكالة الأنباء الكويتية (كونا)
وأضاف أن «عمليات التحديث الجارية لمنظومة الطيران ستحدث تحولا كبيرا في قدرات وإمكانات القوة الجوية الكويتية بفضل ما تتضمنه من تقنيات ومميزات من شأنها أن تسهم في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لوحدات الجيش الكويتي، إضافة إلى قيامها بتنفيذ عمليات الإنزال والتدخل السريع بكل كفاءة وفاعلية ومشاركتها في مهام البحث والإنقاذ والإخلاء الفوري ونقل المساعدات للمناطق المنكوبة».
حضر مراسم وصول وتسلم الطائرتين رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن طيار بندر المزين، ووكيل وزارة الدفاع بالندب الشيخة الدكتورة المهندسة شمايل أحمد خالد الصباح، وآمر القوة الجوية اللواء الركن طيار صباح جابر الأحمد، وعدد من كبار قادة الجيش والملحق العسكري الفرنسي.
جدل 9 سنوات في الكويت
تواكب إتمام مراحل هذه الصفقة مع جدل وتحقيقات حول كفاءة هذه المروحية، ففي العام 2015 أبرمت الكويت مع فرنسا اتفاقاً لتزويد القوات الجوية الكويتية بـ30 طائرة مروحية ثقيلة من نوع «كاراكال» بقيمة 1.13 مليار دولار، بيد أن تنفيذ الاتفاق شهد عدداً من العثرات حيث أعلنت الكويت، في فبراير 2020، تعليق تسلم الطائرات على خلفية خلل أصاب بعضها آنذاك، ليصار بعدها إلى تسلم الدفعة الأولى في ديسمبر 2020.
وخلال فبراير من العام 2022، أعلن وزير الدفاع آنذاك الشيخ حمد العلي أن مشاكل فنية ظهرت في طائرتي ال «كاراكال» اللتين تحملان رقمي (KAF602 - KAF603)، بعد وصولهما للبلاد قادمتين من فرنسا. وبناء على ذلك تم إيقاف تسلم الطائرات مؤقتاً إلى حين بيان وإصلاح الخلل، وجرى تشكيل لجنة تحقيق بشأن ما قيل إنها عيوب فنية في هذه الطائرة.
في 8 فبراير العام 2023، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش أنه «أثناء إحدى الطلعات التدريبية المجدولة المعتادة لطائرات القوة الجوية، حصل خلل فني بسيط لإحدى طائرات الكاراكال أثناء تحليقها داخل المنطقة التدريبية لقاعدة علي السالم الجوية، وتم التعامل مع الخلل من طاقم الطائرة حسب الإجراءات المتبعة وهبوط الطائرة بسلام دون أضرار بشرية أو مادية».
لكن الملحق العسكري الفرنسي العقيد فرانسوا ديكاس قال وقتها أن الكويت تسلمت 28 طائرة كاراكال من اصل 30، لافتا الى أن الطائرتين المتبقيتين تم تعليق تسليمهما للكويت بناء على طلب الجانب الكويتي.
ما هي مقاتلات «كاراكال»؟
مروحية للنقل العسكري أنتجتها شركة «إيرباص هليكوبترز» في عام 2006، تعتبر أحدث معيار في عائلة بوما SA330، فهي مروحية حديثة مُحسَنة لعمليات البحث والإنقاذ القتالية، كما تستخدم أثناء مهام المناورة والإخلاء الطبي، وفق موقع «العين الإخبارية».
«كاراكال» مجهزة بأحدث أنظمة الأسلحة الشاملة، ولديها من بين مميزات أخرى مختارات من الأدوات التي تمنحها تفوقا لا مثيل له: بدءًا من الكاميرات الحرارية وصولا إلى الروافع، عبر عمود التزود بالوقود أثناء الطيران أو حتى راديو البحث. أيضا، على جانبي المروحية، يمكن لمدفع رشاش مثبت إطلاق 1000 طلقة في الدقيقة، والأهم أنه يمكنها نقل ما يصل إلى 28 مقاتلا.
تعمل «الكاراكال» في مجال البحث والإنقاذ القتالية، كما أنها تدعم القوات البرية وتنفذ مهام النقل التكتيكي والقوات والإجلاء الطبي ومكافحة الإرهاب البحري. كما تقدم دعم أثناء الاشتباكات مع الجماعات المسلحة، ما يسمح لها بالحصول على مزيد من الوصول والاستقلالية، ويمكن أن نجد قوات الكوماندوز المظلية على متن الطائرة.
تعتبر عنصرا مكملا لطائرات رافال المقاتلة في مهام محفوفة بالمخاطر، وتنتشر في ساحات العمليات الخارجية: من تشاد إلى النيجر مرورا بمالي وبوركينا فاسو.
اقرأ المزيد:
«أنت رهن الاعتقال أيها الجنرال».. تفاصيل محاولة انقلاب عسكري فاشل في بوليفيا (فيديو)