خليجيون| مساومات أميركية مع الرياض: التطبيع مقابل 11 سبتمبر

خليجيون| مساومات أميركية مع الرياض: التطبيع مقابل 11 سبتمبر
هجمات 11 سبتمبر 2001
القاهرة: أحمد كامل

أعادت تقارير غربية الحديث عن دور سعودي مزعوم في هجمات 11 سبتمبر 2001 التي ضربت برجي التجارة في أميركا، الأمر الذي عده محللون ضمن محاولات الضغط عليها للقبول بالمطالب الأميركية في إطار الصفقة الأمنية التي تشترط التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن هذه الإفصاحات الإعلامية الأميركية دفعت بعض مسؤولي إنفاذ القانون السابقين وعائلات بعض ضحايا 11 سبتمبر إلى المطالبة بإجراء مزيد من التحقيقات.

وتتواكب هذه الاتهامات مع ضغوط تمارس على الرياض لتمرير صفقة تطبيع سعودي إسرائيلي بموازاة اتفاقية أمنية دفاعية مُزمع توقيعها «قريبا» بين واشنطن والرياض، لكنها توقفت بسبب العدوان على غزة وإصرار المملكة على حل الدولتين وهو ما رفضه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وبثت قناة (ان بي سي نيوز) الأميركية مقطع فيديو، قالت صدر حديثًا ووثائق أخرى تساؤلات حول ما إذا كان مواطن سعودي يعتقد مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يعمل لصالح جهاز المخابرات السعودي قد لعب دورًا في هجمات 11 سبتمبر. ويلفت تقرير الصحيفة أن المواطن السعودي، عمر البيومي، محور سنوات من التحقيق الذي أجراه المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي في سان دييغو بسبب ارتباطه باثنين من خاطفي طائرات 11 سبتمبر، خالد المحضار ونواف الحازمي، قبل الهجوم..

ورقة ضغط على السعودية

ويقول المحلل السياسي الدكتور عبد الله الأشعل، إن «الولايات المتحدة الأميركية تصر على إقحام المملكة العربية في السعودية في تطبيع إجباري وغير مشروط مع إسرائيل»، مشيرا إلى أنها تمارس ضغوط سياسية وإعلامية واقتصاديا.

ويضيف الأشعل في تصريح إلى «خليجيون» أن السعودية لن تستطيع مواجهة تلك الضغوط، خاصة وأن الأموال السعودية ودائع في الخزانة الأميركية، كما أن النفوذ الأميركي قائم على المملكة منذ عشرات السنوات ومن الصعوبة الانسلاخ من هذه الهيمنة التي لطالما تحدد المسار السعودي سواء في الداخل أو الخارج»، على حد قوله- ويشير الدبلوماسي المصري أن السعودية تعيش «مرحلة فارقة مع القضية الفلسطينية، لاسيما وأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي دون تلبية شرط حل الدولتين يعني طعن القضية الفلسطينية برمتها».

عبد الله الأشعل: واشتطن تصر على إقحام الرياض في تطبيع إجباري وغير مشروط مع إسرائيل

كان تقرير صادر عن مركز أبحاث «هوفر» التابع لجامعة ستانفورد الأميركية، قال إن العدوان الإسرائيلي «أدي إلى تعزيز أهداف حماس وإيران وتأجيل الهدف الاستراتيجي المتمثل في إقامة التطبيع مع المملكة العربية السعودية إلى أجل غير مسمى - ومع ذلك الوعد بالأمن والازدهار لنفسها وللمنطقة».

ونوه المركز الأميركي إلى أن «الموقف السعودي يؤيد مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود داخل حدود آمنة ولكنها تؤكد أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة»، مشيرا إلى اعتقد السعوديين أن وجهة النظر في هذا السياق تعكس موقف الأغلبية لدى معظم المسلمين العرب والسنة».

عمرو هاشم ربيع: أجهزة الاستخبارات الأميركية تتعاون مع إسرائيل للضغط على السعودية

ويعتبر المحلل السياسي المصري الدكتور عمرو هاشم ربيع، التقارير الغربية الأخيرى بأنها «تحركات طبيعية تتخذها الأذرع الأميركية من أجهزة استخبارات بالتعاون مع إسرائيل، لتكون ذريعة وورقة ضغط متسلسلة ومرتبطة على المملكة العربية السعودية».

ولا يستبعد ربيع في تصريح إلى «خليجيون» «استغلال هذه الصور التي تشير إلى وجود ضابط مخابرات سعودية ربما كان في بعثة أمنية أو رحلة سياسية، لتلوجيه اتهامات وإدانات ضد المملكة ومن ثم تشكيل جبهات جديدة في الصورة الخارجية أنها تتحرك بعيدا عن البيت الأبيض، لكن في الحقيقة أحد أدواته، للدفع نحو اتمام التطبيع مع إسرائيل».

وفي يوليو 2016 وجهت أطراف داخل الولايات المتحدة اتهامات إلى السعودية خاصة بعدما رفعت واشنطن السرية عن وثيقة أميركية أعدّها المحققان الأميركيان دانا ليسمان ومايكل جاكوبسون وهي معروفة بـ «الوثيقة 17»، تتضمن معلومات عن أكثر من 10 شخصاً منهم فهد الثميري وعمر البيومي وأسامة باسنان، ومحضار عبد الله، مُشتبه في وساطتهم بين الحكومة السعودية وخاطفي الطائرات.

في سبتمبر من نفس العام، أدانت وزارة الخارجية السعودية قرار قانون أميركي يمكن أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 بمقاضاة السعودية للمطالبة بتعويضات، واصفة المسألة بأنها "مصدر قلق كبير".

تفاصيل الفيديو

والفيديو، الذي تم الكشف عنه في صحيفة (ان بي سي نيوز) في المحكمة الفيدرالية الأسبوع الماضي، كان عبارة عن فيديو رواه ذاتيًا يظهر البيومي وهو يقوم بجولة في معالم واشنطن العاصمة. وتم تصوير الفيديو على مدار عدة أيام في عام 1999 وتضمن مقاطع فيديو للمداخل والمخارج والأمن. نقاط التفتيش في مبنى الكابيتول الأمريكي.

اقرأ المزيد:

محادثات الدوحة مع طالبان: ملف النساء يلتهم العقوبات

أردوغان يستكشف أزمات القرن الأفريقي: وساطة «صعبة» بين الصومال وأثيوبيا

أسعار النفط عند أعلى مستوى في غضون شهرين

أهم الأخبار