خليجيون| هل تحولت غزة إلى مصيدة قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
يرى محللون أن غزة تحولت إلى مصيدة كبيرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل صمود المقاومة الفلسطينية في القطاع أمام التوغل البري للاحتلال منذ 9 أشهر، خاصة مع استمرار نزيف ضباطه وجنوده وكان آخره إعلان مقتل الضابطين جراء انفجار عبوة ناسفة في محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد نشرت مشاهد من قنص جندي إسرائيلي في حي الشجاعية، تضمنت رصد أحد القناصة آمر دبابة إسرائيليا أخرج رأسه من برجها وهو يراقب جارفة تعمل إلى جانبه، بينما يصوب القناص بندقيته الغول تجاه الهدف وهي مثبتة على برميل.
حروب المدن أصبحت مستعصية على إسرائيل
ويقول وكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد إن «المقاومة الفلسطينية، تمارس مهام حروب المدن التي تعد مقبرة للجيش النظامية»، منوها إلى أن «إسرائيل دخلت هذه المقبرة بدون أي معلومات مسبقة عن تفاصيل القدرات والإمكانيات للمقاومة أو بالتجهيزات الهندسية تحت الأنفاق، وبالتالي دخلت مستنقع لم تستطع الخروج منه».
ويضيف رشاد في تصريح إلى «خليجيون»:« إن «الحرب في غزة تغيرت شكلها من حيث نوعية العمليات، إذ يجرى تطويرها من الجانب الإسرائيلي في شكل التوغل الذي كان شبه عشوائي في الوقت نفسه طورت المقاومة الفلسطينية من تحركاتها وهجماتها التي تستهدف».
وتابع بالقول: «إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع عملياته العسكرية لكن دون تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة، وهو حاليا تائه في غزة، وبالتالي سيستمر هذا التيه لفترة كبيرة»، مشيرا إلى أن جيش الحرب الإسرائيلي لا تملك معلومات عن الخسائر التي تكبدتها المقاومة الفلسطينية، خاصة وأنها تواجه مقاومة متحصنة داخل الأنفاق، ما شكل صعوبة للوصول إليها مهما كانت الوسائل.
ويرجع الخبير العسكري انتصارات المقاومة إلى ابتكار حماس تكتيكات جديدة شكلت مفاجآت من شأنها مباغتة قوات الاحتلال بالكمائن المحكمة.
نتنياهو فشل
ويفسر المحلل السياسي الفلسطيني رأفت نبهان إصرار رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خوض المعارك في غزة بالرغبة في حفظ ماء الوجه وخوفا من الإسرائيليين الذين يعتبرونه المسؤول الرئيسي عن الخسائر الإسرائيلية، مشيرا إلى أن «نتنياهو في مأزق الفشل بين الفشل العسكري والضغوط الداخلية الإسرائيلية من قبل عائلات الأسرى».
ويقول النبهان في تصريح إلى «خليجيون» إن «حكومة اليمين الإسرائيلية استنزفت كل المحاولات الإجرامية لتحسين صورة نتنياهو أمام العالم من الناحيتين السياسية والعسكرية»، لافتاأن «عملية طوفان الأقصى هزت عرش الغرور الإسرائيلي وكشفت نقاط ضعفه أمام الجميع رغم امتلاك قدرات حربية ضخمة».
جز العشب
ويرى المحلل السياسي والصحفي الأردني عدنان نصار أن الاحتلال الإسرائيلي أطلق ما أسماه بسياسية «جز العشب» في غزة، في إشارة عدوانية إلى إنهاء وجود حماس سياسيا وعسكريا في القطاع، عبر تكثيف العدوان الهمجي وقتل المزيد من الأبرياء.
«جز العشب»، هو اصطلاح عربي، يتداوله الفلاحين، لتأهيل الأرض للزراعة، ونبت جديد.
ويقول عدنان مقال له في صحيفة رأي اليوم الأردنية إنه حين يستخدم الاحتلال هذا الاصطلاح، فهو بالتأكيد وصل حد الإفلاس السياسي والعسكري، بعد استخدامه كل أنواع “الجز بالقذائف، والحز بالصواريخ” بقصد القتل العشوائي الرامي إلى محاولات التهجير القسري تحت قوة السلاح.
ويشير إلى أنه التوجه الإسرائيلي في سياسة «جز العشب» لمواجهة ومجابهة المقاومة الفلسطينية في غزة، بدعم علني من أمريكا وبريطانيا، ودعم خفي من عواصم أوروبية، يدفعه لفعل المزيد من الإجرام «المرحلي» على طريقة:«أكلت يوم أكل الثور الأبيض».. مضيفا:«البقر الهائج اصيب بجنون البقر، وراح إلى أبعد مدى من السقوط الأخلاقي، حتى ضاقت به “حظائر البقر”، بما في ذلك حظائر تكساس وكالفورينيا» - على حد قوله.
ويضيف: «بسالة المقاومة الفلسطينية في غزة، التي تواجه سفلة العصر، مسلحة بالإيمان وقوة الحق الوطني، رغم قلة العدة والعدد أمام آلات وادوات العدو الصهيوني.. وقضية الإيمان بقوة الحق الوطني، لا تغفلها المقاومة مطلقا، ولا المقاومين في الضفة الغربية لهمجية الاحتلال وقطعان المستوطنين».
اقرأ المزيد
ما حقيقة التضييق على معتصمين في سجن بالبحرين؟