بعد الصين.. إيران تتحدث عن الوساطة القطرية
اعتبر السفير الإيراني لدى الدوحة علي صالح آبادي أن دولة قطر أصبحت وسيطا موثوقا به لحل مختلف النزاعات الإقليمية والدولية، وتلعب دورا إيجابيا كبيرا في حلحلة القضايا المستعصية في العالم، وذلك بعد يوم واحد من تصريح مماثل من قبل سفير الصين لدى الدوحة.
ونقلت في وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن السفير الإيراني القول، إن «دولة قطر اتخذت خلال العقد الماضي، خطوات كبيرة لتعزيز مكانتها إقليميا ودوليا، من خلال اتباع سياسة دبلوماسية متوازنة، وعقلانية.
وأضاف أن «قطر تتبع أسلوب دعم التفاوض والجلوس إلى الطاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في مختلف مناطق النزاع في العالم، كما تستضيف العديد من القمم والمؤتمرات حول القضايا العالمية، بمشاركة المفكرين والباحثين والسياسيين».
وأوضح أن «العلاقات بين دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، علاقات ودية عميقة الجذور، وقد وصلت إلى مستويات متطورة في السنوات الأخيرة، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية، والجهود متواصلة لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها»، معربا عن الأمل أن «نشهد في المستقبل القريب، خاصة في مجال العلاقات الاقتصادية، قفزة في مستوى التبادلات التجارية القائمة».
وسبق أن رأى السفير الصيني لدى قطر، اليوم الأربعاء أن «المجتمع الدولي يقدر عاليا الجهود الدؤوبة التي تبذلها قطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي»..
وأضاف تساو شياولين في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن «قطر نجحت العقود الثلاثة الماضية، نجحت دولة قطر في تنفيذ دبلوماسية واسعة النطاق، ولعبت دورا فريدا في تعزيز السلام والاستقرار بمناطق متعددة حول العالم، وقامت بالوساطة في عشرات الصراعات بالشرق الأوسط، وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، وأوروبا، بالإضافة إلى مناطق أخرى». ونوه إلى أن «قطر ساهمت بشكل فعال في تهدئة الأوضاع المتوترة وحل النزاعات، وجمع شمل العائلات المشتتة، مما جعلها محل إشادة دولية واسعة».
وتابع السفير الصيني: «سيسجل التاريخ هذه الجولة من الحرب في غزة. وأنا على يقين من أن التاريخ سيسجل أيضا دبلوماسية الوساطة القطرية لإنهاء الحرب»، ومبرزا أن «العالم يمر اليوم بتغيرات كبرى غير مسبوقة منذ 100 عام»، داعيا «المجتمع الدولي بلورة الآراء المشتركة لتعزيز بناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن المشترك».
ارتفاع أسهم الوسيط القطري
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت أسهم الوسيط القطري في إدارة مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة الفلسطينية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مراقبين ارجعوا انحسار أسهم الدبلوماسية القطرية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى تآكل أوراق الضغط التي كانت تمتلكها الدوحة في عملية المفاوضات.
وفي نوفمبر الماضي نجحت جهود الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل الأسرى من النساء والأطفال بين الجانبين لمدة اسبوع، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية.
ومنذ انتهاء تلك الهدنة وحتى اللحظة، تتعثر جولات محادثات إطلاق سراح الرهائن، وتواجه معها الدوحة اتهامات غربية سواء على المستوى الإعلامي أو الدبلوماسي الأميركي على رأسهم الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في أميركا، الذين اعتبروا أن الدولة الخليجية لم تنجح في استغلال علاقتها مع حماس رغم احتضانها المكتب السياسي منذ سنوات.
اقرأ المزيد:
ما بعد الغزواني رئيسا.. موريتانيا أمام مأزق الثقة في الصندوق