أحمد صبري رئيس «مينا فيل»: السياحة العلاجية سريعة النمو وتنافس قناة السويس
يجب إنشاء هيئة مستقلة للسياحة العلاجية بصلاحيات كاملة لوضع مصر بالمكانة اللائقة بها على خريطة السياحة العلاجية
نطالب بمساعدة الدولة للترويج الصحيح ومساعدة المستثمرين حتى نحقق أعلى عائد دولاري
نستهدف جميع دول العالم ولدينا أفواج كبيرة من ألمانيا وهولندا، ونطمح للحصول على أعداد كبيرة من الدول العربية
مصر ليس لها منافس في السياحة العلاجية المستمرة بقرية مينا فيل سفاجا طوال العام
نسعى لتوسيع استثماراتنا في السياحة العلاجية في حلوان وأسوان ودهب والفيوم
تتجه دول العالم إلى الاهتمام بالسياحة العلاجية وتعمل على تنميتها نظرًا لزيادة الطلب عليها وكثرة الفوائد الاقتصادية التي تحققها السياحة العلاجية. فهي تحتل مركزًا مهمًا في اقتصاد مصر، فهي ذات تأثير مباشر على القطاع الصحي، والاقتصادي، والاجتماعي، كما أن لها دور واضح في زيادة الدخل القومي، بالإضافة إلى دورها في التقليل من مشكلة البطالة عن طريق توفير فرص العمل المختلفة.
اتخذت الدولة المصرية قرارها بتأسيس هيئة مستقلة للسياحة العلاجية في مصر، مهمتها النهوض بالساحة العلاجية وحل المشاكل التي تواجهها حتى يكون لدينا أرقام حقيقية للسياحة العلاجية.
وتعد قرية «مينا فيل - سفاجا» أشهر منتجع للسياحة العلاجية في مصر، والتي تم انشاؤها عام 1989 وتعد من أقدم القرى بسفاجا، تتميز بالهواء الجاف والمياه النقية، إلى جانب وجود منطقة استشفاء ليس لها مثيل بالعالم، وتُعد من كنوز السياحة المصرية.
في حوار خاص إلى «خليجيون»، يسلك الخبير السياحي أحمد صبري الضوء على السياحة العلاجية وكيفية تحقيق مصر نصيبًا عادلًا من حجم السياحة العلاجية في العالم، الذي يبلغ 130 مليار دولار عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 300 مليار بحلول عام 2030. وكان هذا الحوار فإلى التفاصيل..
السياحة العلاجية صناعة سريعة النمو ولكنها لم تلق الاهتمام الكافي من المسئولين، مع أنها من الممكن أن تدر عائدًا أكبر من قناة السويس لو تم الاهتمام بها؟
بالتأكيد، السياحة العلاجية مصدر مهم من مصادر النقد الأجنبي، ومن الممكن أن تتفوق على كل المصادر لو تم الاهتمام بها، ولن تتأثر بأي عوامل خارجية لأن المريض دائمًا يبحث عن العلاج مهما كانت الظروف الجيوسياسية، ولكننا نحتاج الاهتمام والتكاتف من جميع المسئولين لنهوض بالسياحة العلاجية في مصر.
هل هناك إحصائية لعدد السياح القادمين للعلاج بجمهورية مصر العربية؟
لا يوجد أي إحصائيات حتى الآن، ونتمنى بعد إنشاء هيئة للسياحة العلاجية أن تكون لديها جميع الأرقام الصحيحة من عوائد السياحة العلاجية وعدد السائحين القادمين للعلاج، نقدر التعامل معها لأننا لا نمتلك حاليًا أرقامًا واضحة للسياحة العلاجية في مصر. نحن نستهدف جميع دول العالم ولدينا أفواج من ألمانيا وهولندا وكل دول أوروبا، ونأمل أن تأتي الدول العربية أيضًا إلى مصر لأن سفاجا أشهر مدن العالم في السياحة العلاجية وتعمل طوال العام، على عكس دول أخرى حيث تكون السياحة العلاجية مقتصرة على 3 أشهر فقط.
على الرغم من توافر جميع الإمكانيات في مصر بالواحات وسيوة وسفاجا، إلا أنها الأقل استحواذًا على طلبي السياحة العلاجية، لماذا؟
لدينا مشكلة كبيرة في الترويج للسياحة العلاجية، وكل مستثمر يروج لمكانته فقط. السياحة العلاجية تحتاج تكاتف جميع الجهود، ومعهم المؤسسات العامة والخاصة، وعلينا أن نعمل على استغلال كل شئ بها، وعليهم إعداد تقرير مفصل للدخل، ومن الضروري معرفة كل التفاصيل بدون تعب أو مشقة، وهل من الممكن أن نستفيد مستقبلاً أو نفتقد شيئاً.
الترويج الجيد للسياحة العلاجية في الأردن جعلها تجذب عددًا كبيرًا من طالبي السياحة العلاجية، بالرغم من وجود أماكن كثيرة في مصر بمستوى عالٍ جدًا، ولكن ينقصنا الكثير حتى نحقق الأرقام المطلوبة للسياحة العلاجية، خاصة وأنها أحد المصادر المهمة للدخل الأجنبي. هل تعلمين أن مدينة سفاجا هي المدينة الوحيدة الخالية من الأمراض الجلدية على مستوى العالم؟ ولكن الترويج غير كافٍ ليعرف العالم مدينة مهمة مثل سفاجا.
ما هي أهم المشاكل التي تواجه السياحة العلاجية في مصر؟
لا توجد جهة واحدة يمكن مخاطبتها للسياحة العلاجية، وكل مستثمر يعمل وحده، إلى جانب أن وزارة السياحة لا تحتوي على قسم متخصص للسياحة العلاجية. ولذلك، فإن إنشاء هيئة متخصصة للسياحة العلاجية سيحل الكثير من مشاكل القطاع. يكفي ما حدث في المياه الكبريتية بحلوان، التي لم تجد الاهتمام المطلوب واختفت من على خريطة السياحة العلاجية، ولكن سيتم إحياؤها خلال المرحلة القادمة عن طريق شركة مينا فيل التي تبحث عن التوسع وإحياء المياه الكبريتية بحلوان. أين سيوة والواحات؟ لدينا طرق ممتازة، ولكن أين الترويج؟ لدينا أماكن أفضل من الأردن وتركيا، ولكن الترويج فرق كثيرًا في الاستحواذ على نسبة كبيرة من السياحة العلاجية.
لماذا دائمًا يكون الاختيار الأول للسياحة العلاجية دول شرق آسيا؟
لأن دول شرق آسيا تروج بشكل ممتاز وتخاطب شركات التأمين في جميع أنحاء العالم، لديهم خطة للسياحة العلاجية وجهة متخصصة، وهذا سبب نجاح دول شرق آسيا. ومصر بها إمكانيات أكثر منهم، ولكن لا توجد خطة ولا اهتمام بالسياحة العلاجية في مصر.
هل لوزارة السياحة دور في الترويج للسياحة بشكل عام والعلاجية بشكل خاص؟
وزارة السياحة تقوم بترويج جيد للسياحة الشاطئية بشكل جيد جدًا، لكنها أهملت السياحة العلاجية. لذلك، دور الهيئة مهم جدًا، ويجب أن تضم أكثر من دكتور ومستثمرين وإعلاميين وصحفيين، لتكون منظومة كاملة تضع خطة واحدة وتعمل على إنجاحها. يجب أن نجوب العالم للترويج للسياحة العلاجية، سواء كان ذلك على حساب الهيئة أو على حساب المستثمر، ونعمل فيلمًا تسجيليًا يعرض في جميع المؤتمرات الخاصة بالسياحة العلاجية. يجب أن تهتم الدولة مع المستثمرين لتحقيق نجاح ملموس. في مينا فيل سفاجا، كان أصلان وكارلو فارى موجودين، ولكنهم رحلوا. نحتاج إلى دعم الدولة بكل قوتها لنصل على الأقل إلى 20 مليار دولار.
هل إنشاء هيئة مستقلة للسياحة العلاجية يحل الأزمات التي تواجه هذه الصناعة الهامة؟
طبعًا، ولكن لابد من عمل خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى ويتكاتف الجميع، وسوف نحقق نجاحًا كبيرًا وتتضاعف أرباح السياحة العلاجية لأنها صناعة سريعة النمو.
لماذا لم تهتم الدراما المصرية بالسياحة العلاجية كما نرى في الدراما التركية؟
لم ينتبهوا لذلك، ولذلك بدأت أتواصل مع مخرجين مصريين لتصوير جزء من المسلسلات المصرية في قرية مينا فيل، لأن الدراما المصرية يشاهدها الملايين في الداخل والخارج وستساعد بشكل كبير على الترويج للسياحة العلاجية في مصر.
تم تعيين وزير جديد للسياحة، ماذا تطلب منه؟
أولًا، وزير السياحة شريف فتحي أتمنى له التوفيق والنجاح. كان لي أكثر من لقاء معه عندما كان وزيرًا للطيران، ولديه خبرات كثيرة في المجال السياحي. أتمنى أن يضع السياحة العلاجية في أولوياته ونعيد سياحة المؤتمرات. أتمنى له التوفيق وأن تجلب السياحة أعدادًا كبيرة للسوق المصري، ويتم افتتاح المتحف المصري لأنه سيساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة المصرية.