أرقام تكشف مغامرات سعودية في «التمويل الجرئ»
كشفت أرقام نشرتها منصة «ماجنيت» لبيانات رأس المال الجرئ أن السعودية احتلت المركز الأول من حيث القيمة الإجمالية للتمويلات عند 412 مليون دولار في النصف الأول من العام الجاري، فيما سجلت أقل تراجع في تمويلات رأس المال الجريء بالأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 7%.
وأضافت في تقرير نقلت وكالة أنباء العالم العربي مقتطفات منه الإمارات جاءت في المركز الثاني بين أسواق المنطقة من حيث قيمة التمويلات عند 255 مليون دولار لكنها احتلت المركز الأول من حيث صفقات التخارج عند ست صفقات.
وأشار المنصة، التي مقرها دبي، إلى أن إجمالي تمويلات رأس المال الجريء بالأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجع 34% إلى 768 مليون دولار، مع انخفاض عدد الصفقات 18% إلى 211 صفقة لكن عدد المستثمرين زاد 33% إلى 262 مستثمرا مما يدل على اهتمام مطرد بالمنطقة.
ومن حيث عدد الصفقات، حافظت الإمارات على المركز الأول بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث ارتفع عدد الصفقات 11% على أساس سنوي إلى 83 صفقة، في حين تراجع عدد الصفقات بالسعودية صاحبة المركز الثاني ثلاثة بالمئة إلى 63 صفقة. وحصل متجر تطبيقات سلة ومقره السعودية على أكبر صفقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الستة شهور الأولى من العام بقيمة 130 مليون دولار.
وحل قطاع التجارة الإلكترونية والتجزئة في مقدمة القطاعات باستحواذه على تمويلات بقيمة 244 مليون دولار متجاوزا قطاع التكنولوجيا المالية الذي جاء في المركز الأول من حيث عدد الصفقات عند 47 صفقة. وكانت شركة سنابل للاستثمار هي الأكثر نشاطا في المنطقة من حيث قيمة التمويلات في النصف الأول من 2024 عند 57 مليون دولار بينما كانت شركة 500 غلوبال، ومقرها الولايات المتحدة، هي الأنشط من حيث عدد الصفقات عند 16 صفقة.
ما هو رأس المال الجرئ؟
وفق الباحث الاقتصادي راشد بن عبد الله الشيذاني فإن رأس المال الجرئ هو «نمط تمويلي الأموال للشركات الناشئة التي لديها إمكانات نمو عالية في المراحل المبكرة، مقابل الحصول على حصة من الملكية»، ويطلق على هذا النوع من التمويل مصطلح الاستثمار المغامر أو رأس المال المجازف وذلك لتقديم تمويل على نتائج متوقّع حدوثها مستقبلا، ويعد رأس المال الجريء مصدرا مهما لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سواء عبر التمويل النقدي أو الاستفادة من خبرات فنية أو إدارية بهدف دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للنمو والتوسع وزيادة معدل الابتكار داخل الشركات الناشئة، وتعزيز جودة عمل الشركات، أو تسجيل نمو استثنائي باستمرار ومتوقّع ومواصلة النمو لتحقيق معدلات نمو كبيرة مستقبلا.
ويلاحظ الشيذاني في مقال بجريدة «عمان» أن «ما يميّز هذا النوع من رأس المال أنه قادر على تحمل الخسارة، إذا تعرضت لها إحدى المؤسسات الممولة نتيجة صدمات اقتصادية غير متوقّعة، مثل الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، مما تسبّب في تراجع تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بسبب عدم اليقين الاقتصادي والتقلبات الحادة في الأسواق المالية حينها، إلا أن ظهور بعض الأفكار الابتكارية والداعمة لريادة الأعمال لمساعدتها على الصمود والاستدامة المالية والإدارية خلال فترة الوباء زاد من استقطاب عدد الاستثمارات ونوعيتها، خاصة تلك الشركات غير القادرة على التمويل الذاتي على المدى الطويل، وبطبيعة الحال فإن غالبية مؤسسي الشركات الصغيرة يبحثون عن تمويل لتأسيس شركاتهم سواء التمويل النقدي أو البشري أو الاستثماري».
اقرأ المزيد:
ما تأثير إعصار بيريل على أسعار النفط العالمية؟
الراية البيضاء لا تشفع.. «طائرة انتحارية» حولت حياة عائلة فلسطينية إلى سرادق عزاء