بعد «صفر» حماس.. مباحثات أميركية- قطرية بشأن الوساطة في غزة
بحث وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف اليوم الثلاثاء في الدوحو، آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، حسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وتكثفت جهود الوساطة القطرية والمصرية المدعومة من الولايات المتحدة هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل. ولم يوضح البيان القطري مزيدا من التفاصيل بشأن المباحثات.
وبدأ الاحتلال مرحلة جديدة من العدوان على القطاع وقت يتواجد فيه مسؤولون أميركيون كبار بالمنطقة للضغط من أجل وقف إطلاق النار بعد أن قدمت حماس تنازلات الأسبوع الماضي. ونقلت حماس عن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قوله يوم الاثنين إن الهجوم من شأنه أن «يعيد عملية التفاوض إلى نقطة الصفر».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن ليف بدأت جولة تشمل الإمارات وقطر ومصر والأردن وإسرائيل والضفة الغربية وإيطاليا. وأضافت الوزارة أن مساعدة وزير الخارجية تعقد مشاورات مع مسؤولين بتلك الدول بشأن جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار واطلاق سراح المحتجزين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة.
ارتفاع أسهم الوسيط القطري
ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت أسهم الوسيط القطري في إدارة مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة الفلسطينية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مراقبين ارجعوا انحسار أسهم الدبلوماسية القطرية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى تآكل أوراق الضغط التي كانت تمتلكها الدوحة في عملية المفاوضات. وفي نوفمبر الماضي نجحت جهود الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل الأسرى من النساء والأطفال بين الجانبين لمدة اسبوع، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية.
ومنذ انتهاء تلك الهدنة وحتى اللحظة، تتعثر جولات محادثات إطلاق سراح الرهائن، وتواجه معها الدوحة اتهامات غربية سواء على المستوى الإعلامي أو الدبلوماسي الأميركي على رأسهم الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في أميركا، الذين اعتبروا أن الدولة الخليجية لم تنجح في استغلال علاقتها مع حماس رغم احتضانها المكتب السياسي منذ سنوات.
يتزامن ذلك مع استمرار المذابح الإسرائيلية في القطاع، إذ فر سكان مدينة غزة وسط نيران إسرائيلية وتوغل دبابات في قلب المدينة يوم الثلاثاء، وذلك في اليوم الثاني من هجوم مكثف على قطاع غزة قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إنه يقوض محادثات وقف إطلاق النار.
وواصلت الدبابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء توغلها في بعض أحياء مدينة غزة، ومنها الشجاعية والصبرة وتل الهوا، حيث أفاد سكان يوم الاثنين بوقوع بعض من أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء أسرا على عربات تجرها الحمير وفي مؤخرة شاحنات محملة بأفرشة النوم وغيرها من المتعلقات وهي تفر عبر شوارع المدينة من المناطق التي صدرت لها أوامر إخلاء إسرائيلية. وقالت أم تامر، وهي أم لسبعة أطفال، لرويترز عبر تطبيق للدردشة «اللي قاعد بيصير أن مدينة غزة بتنباد، إسرائيل بتهجرنا من بيوتنا تحت النار».
وقالت إن هذه هي المرة السابعة التي تفر فيها أسرتها من منزلها في مدينة غزة الواقعة بشمال القطاع، والتي كانت من الأهداف الأولى لإسرائيل في بداية الحرب في أكتوبر. وأضافت «ما في عنا قدرة نتحمل أكتر، تعبنا. بيكفي موت وإهانة وقفوا الحرب فورا». وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جميع عياداته الطبية في مدينة غزة خرجت من الخدمة بسبب أوامر الإخلاء.
اقرأ المزيد:
كنزة ليلي.. تحصد لقب أول ملكة جمال ذكاء اصطناعي في العالم