شهادات في ذكرى رحيل عمر الشريف: نجم هوليوود أكل الفطير بالعسل مع عاملات الاستديو (خاص)
تسع سنوات مضت على رحيل الفنان العالمي عمر الشريف، لكن اسمه ما يزال يحافظ على تالقه في تاريخ السينما العالمية وليست المصرية فقط، ليس فقط لأدواره السينمائية العالمية المميزة، بل وأيضا لسماته الإنسانية والأخلاقية التي كسرت كل بروتوكولات النجومية الحديثة.
الذكرى التاسعة لوفاة لورانس العرب عمر الشريف
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان عمر الشريف التاسعة حيث رحل عن عالمنا في 10 يوليو عام 2015 بعد إصابته بنوبة قلبية مفأجاة، عمر الشريف ابن محافظة الإسكندرية، عائلته التي هاجرت من الشام إلى مصر.
منذ الطفولة شارك في الكثير من الأعمال الفنية على المسرح المدرسي، ثم على مسرح كلية فيكتوريا بمدينة الإسكندرية، ثم سافر إلى لندن للدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية.
تعرف في دراسته بالخارج على المخرج العالمي يوسف شاهين، وبحكم زمالاتهما وموهبة عمر الشريف، رشحه يوسف شاهين لأولى أدواره في فيلم «صراع في الوادي»، والوقوف للمرة الأولى أمام النجمة فاتن حمامة عام 1954، لتبدأ بها رحلة مليئة بالنجاحات خارج وداخل مصر.
طارق الشناوي عمر الشريف هو واجهة مصر العالمية
ويعتبر الناقد الفني طارق الشناوي ان الفنان العالمي عمر الشريف: «من عناوين مصر البارزة»، موضحا «كان مرادفا للجنسية المصرية في الخارج، لما تكون في الخارج ويكتشف أحد أنك مصري، سيقترن اسمك فورا بالفنان عمر الشريف، وليس في أميركا فقط بل بجميع دول العالم».
ويكمل في تصريح إلى «خليحيون»: «عمر الشريف قدم الكثير من المواقف الهامة لصالح مصر، فهو كان الداعم الأول والأساسي لها، وعلى الرغم من وصوله للعالمية على نحو غير مسبوق»، إلا أنه كان «حريصا على التواجد في السينما المصرية طوال الوقت، هو عمر حالة استثنائية لن تتكرر».
وصول عمر الشريف للعالمية
في عام 1962 بدأ عمر الشريف مشواره مع الشهرة العالمية للمرة الأولى، عندما اختاره المخرج الانجليزي (ديفيد لين)، للقيام بدور في فيلمه الجديد (لورانس العرب)، والذي يعد أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية من إنتاج بريطاني.
توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية ومن أشهر أدواره في (الدكتور زيفاجو) من إخراج (ديفيد لين)، حيث فاز عن دوره بجائزة (الكرة الذهبية) للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي.
ومع بداية التسعينات، ظل عمر الشريف يعيش خارج مصر، يقدم أدوار العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية التي قدم خلالها أدوارًا كثيرة ومتنوعة بين الحربي والدرامي والكوميدي، حتى استقر بشكل نهائي بمصر ببداية التسعينات.
عمرو صحصاح عمر الشريف أرشيف استثنائي
ويشير الناقد الفني عمرو صحصاح إلى أن «الفنان العالمي الراحل أدى ادوار في جميع دول العالم قدم ادوارا في السينما الأميركية واليابانية والإسبانية الفرنسية والإنجليزية، وهذا ما لم يتكرر مع أبرز نجوم هوليوود».
ويتذكر عمرو صحصاح لقاءه مع الفنان عمر الشريف الذي عبر عنه بأنه ليس فقط موهبة استثنائية بل هو شخص استثنائي عالمي، ويحكي لـ «خليجيون» قائلاً: «كان لي الشرف أن ألتقيه عدة مرات وأجرى معه 3 حوارات صحفية، فكان متواضعا لأقصى درجة، ولا أنسى له موقف عندما كان يصور مسلسله الأخير والوحيد (حنان وحنين)، عام 2007 في ستوديو نحاس في مدينة السينما بمنطقة الهرم، وكنت صحفيا تحت التدريب في هذا الوقت، ووجدته يجلس على الأرض مع عاملات النظافة يتناول معهن الفطير والعسل».
ويكمل: «عمر الشريف هو واحد من نجوم الفن المصري والعربي الذى لم يتكرروا حتى الآن، ويكاد يكون هو الفنان المصري الوحيد الذى وصل للعالمية بمفهومها الصحيح، وإن كانت هناك محاولات عديدة لفنانين أخرين، ». ويضيف «ظل نجما من طراز خاص حتى أخر أيام حياته، فلم تختفى عنه إطلاقا الأضواء منذ أن بدأ ممثلا بسيطا أتيا من منطقة فيكتوريا بمحافظة الإسكندرية حتى وفاته».
وعند سؤاله عن شخصية عمر الشريف التي لا يعرفها الكثير أجاب صحصاح: «عندما تحدثت معه كان يرد بكل بساطة، ويتحدث بشفافية كاملة، دون تجمل أو تفخيم في نفسه، فكان يشعر من يحدثه بأنه إنسان بسيط عادى ليس له علاقة بالشهر والنجومية».
أقرا المزيد:
الجيش الفرنسي يتفقد وحدات بحرية مصرية.. ما السبب؟