خاص| ما انعكاسات توسيع الحامية الإيرانية على أمن الخليج؟
قلل محللون من الانعكاسات المتوقعة على أمن منطقة الخليج في ضوء ما كشفته تسريبات إعلامية عن توسيع إيران منشآتها الصاروخية البالستية.
وكانت وكالة رويترز قد نشرت مؤخرا صورا عبر الأقمار الصناعية، ما قيل إنها توسعات كبيرة في منشأتين إيرانيتين رئيسيتين للصواريخ الباليستية، وقدر باحثان أميركيان أن التوسعات تهدف إلى زيادة إنتاج الصواريخ، وهو ما أكده ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار.
وكشفت الصور، التي التقطتها شركة بلانيت لابز للأقمار الصناعية التجارية لحامية «مدرس» العسكرية في مارس ومجمع «خوجير» لإنتاج الصواريخ في أبريل، أكثر من 30 مبنى جديدا في الموقعين القريبين من طهران.
لن تؤثر على مجلس التعاون الخليجي ولكن
ويستبعد المحلل العسكري السعودي اللواء محمد صالح الحربي، أي تأثير على دول مجلس التعاون الخليجي جراء عملية التوسيع في المنشآت الإيرانية، مرجعًا ذلك إلى أنها «مواقع ليست حديثة»، ويقول «وفق صور الأقمار الصناعية فإن مايجري هو أعمال توسعة وربما تدخل في عمليات تطوير الصواريخ».
ويشير الحربي في تصريح إلى«خليجيون» إلى أن «ذلك الموقع تعرض تدميره في 12 نوفمبر 2011، حيث دمر انفجار ضخم جزءا كبيرا من موقع الشهيد مدرس المرتبطة بصواريخ الوقود الصلب وأسفر عن مقتل 17 عضوا في الحرس الثوري الإيراني من بينهم الجنرال حسن مقدم الذي تعده طهران«مهندس برنامجها للصواريخ البالستية»، مرجحا أن «هدف التوسعات الحالية هو الترميم».
ولم يستبعد أن تكون «روسيا هي المستفيد الأكبر من هذه التوسعات، إذ أنها المستورد لبعض الصواريخ أو المسيرات حسب الأنباء التي دائما تنفيها موسكو».
وإذ يشير المحلل العسكري السعودي إلى «خفوت التوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران بعد الاتفاقية الثلاثية التي وقعت في الصين في مارس 2023، تم الدخول في مرحلة جديدة عبر إحياء الاتفاقيتين لعامي 1998 و 2001»، فإنه يتوقع أيضا أن يكون «ذلك التوسيع يأتي ضمن عملية توازن الردع التي تمارسها القوات الإيرانية تجاه ملفات عديدة منها الملف الإسرائيلي والصراع مع الغرب».
ورغم ذلك يشير الحربي إلى مخاوف من «توجيه الأسلحة الإيرانية المصنعة في تلك المنشآت إلى أذرع طهران العسكرية وتهديدها للمنطقة»، ويقول «مع هذا السيناريو يعاد النظر»، محذرا من عواقب هذه الأهداف إذا صحت. ويتابع بالقول: «من المنتظر من إيران المساهمة في أمن واستقرار المنطقة و الكل يتطلع منها الالتزام بما تم الاتفاق عليه وعودتها علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي».
ومنذ استعادة مجرى العلاقات بين السعودية وإيران في مارس من العام 2023 في اتفاق تاريخي، ولا تنقطع اللقاءات بين المسؤولين الإيرانيين والخليجيين. كما ترجم الحضور الخليجي اللافت في مراسم عزاء الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، اهتماماً لدى الطرفين باستمرار تطوير العلاقات التي شهدت توتراً على مدى أكثر من 4 عقود.
استغلال الظرف الإقليمي
في السياق ذاته، يرى الباحث في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية الدكتور هاني سليمان أن التقارير الإعلامية المنشورة بخصوص المنشآت الصارويخ الإيرانية هي «سبق إعلامي»، لكنها يستبعد «أن تكون مؤشرا على دوافع لتحركات جديدة أكثر حدة من الغرب أو أميركا تجاه إيران»، مشيرا إلى أن «تلك الدوافع موجودة مسبقا منذ سنوات».
ويفصل الباحث المصري في تصريح إلى «خليجيون» بالقول «تحاول مؤخرا استغلال الظرف الإقليمي والدولي في دفع القدرات الصاروخية وتطويرها»، بالتوازي مع تطوير المنشآت النووية الخاصة بها، مشيرا إلى أن «الجانب الإيراني يعتمد بشكل أساسي على صواريخ محلية الصنع أو ربما تدخل فيها عامل محلي مع مكونات أجنبية وكان لها باع كبير في محاولة تطوير هذه الصواريخ».
وإذ يقول سليمان إن «طهران كشفت عن إنتاج صواريخ في الفترات السابقة بصرف النظر عن أهدافها و قوة وجدية حقيقة الادعاءات الإيرانية»، فإنه يشيرا إلى «نجاحات تم استثمارها نوعا ما فيما يتعلق مع الحوثيين في اليمن أو حزب الله اللبناني»، مستنتحا أن «إيران عازمة على الاستمرار في هذا القطاع وانشاء مثل هذه الجهود العسكرية في تطوير منظومة الصواريخ»،
إشغال الغرب عن عملية تطوير المنشآت النووية
ويعتبر سليمان أن «جمود مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي، و صعود الحرب الروسية الأوكرانية و تداعي الحرب في غزة أتاح لإيران فرصة مهمة جدا بإشغال هذه الدول عبر التصعيد في البحر الأحمر ودعم حزب الله والفصائل العراقية، عن تطوير المنشآت النووية سواء على مستوى البنى التحتية أو بإدخال أجهزة طرد مركزي متقدمة r6 أو أجهزة تناظرية أو فيما يتعلق الدفع بنسب التخصيب التي بلغت نحو 80% أو زادت».
ويشير إلى أن «إيران تستثمر في صناعاتها العسكرية، وذلك حدث بالفعل من خلال صفقة خاصة بالطائرات المسيرة درونز مع روسيا في مرحلة سابقة ساهمت بشكل كبير في إعادة توازن الداخل الأوكراني، متوقعا أن تنضم الصواريخ البالستية إلى شحنات المسيرات المتجهة إلى روسيا».
اقرأ المزيد
لماذا انضمت «إيرباص A330 ميريت» لسلاح الجو السعودي؟