«خليجيون»| طالبان تقايض العالم.. لماذا تعطلت صفقة «العقوبات مقابل النساء» في مفاوضات الدوحة؟
يعتقد محللون سياسيون أن مقايضة حركة طالبان في أفغانستان بإسقاط العقوبات الاقتصادية الدولية مقابل منح حريات للمرأة أمرا لم يكن مقبولا بالنسبة لواشنطن والغرب، معتبرين أن جولة مباحثات الدوحة الاسبوع الماضي كانت تهدف إلى تعويم الحركة دوليا وإقليميا، وهو ما ولا يعني السلام الدائم أو قبول المجتمع الدولي لها سياسيًا.
وعلى هامش محادثات الدوحة الاسبوع الماضي، اعلنت حكومة طالبان أنها ستضغط على المجتمع الدولي حيال العقوبات الاقتصادية، وهو ما تجاهلته وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلو قائلة إن العقوبات على أشخاص ولا تتعلق بالدولة.
ويتحفظ طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، على «طلب حركة طالبان برفع العقوبات على البلاد مقابل إشراك المرأة ومنظمات المجتمع المدني في الحياة العامة، خلال محادثات الدوحة»، مؤكدا «صعوبة تنفيذه».
مباحثات قطر تهدف للمصالحة والحوار
ويضيف أستاذ العلوم السياسية في تصريح إلى «خليجيون» «أن الهدف الرئيسي من المباحثات هو تعويم حركة طالبان أقليميا ودوليًا أي البحث عن دور ملائم لها سياسيًا، وأن دولة قطر تركز في المفاوضات الرئيسية على الحوار بين الشخصيات الأفغانية المهمة وبين حركة طالبان في حوار مفتوح يهدف إلى مصالحة أفغانية بين كافة الأطراف».
تمكين المرأة وعدم عسكرة السياسة الخارجية
ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن «المباحثات عقدت برعاية أميركية، الأمر الذي يتيح الترويج له، وأن الشخصيات البارزة في أفغانستان لن تمانع أي مشاركة للتحاور، بينما لا يوجد أي وضوح للملفات التي جرى طرحها في المفاوضات باستثناء عدد من الملفات منها تمكين المرأة وإتاحة الفرص للشباب وعدم عسكرة السياسة الخارجية وتطوير دور الحركة في حياة الأفغانيين».
مشاركة طالبان بالحوار لا تعني السلام
ويؤكد الخبير السياسي أن «مشاركة الإمارة الإسلامية في أي مباحثات لا يعني السلام»، لافتا إلى أن «انعقاد الحوار في حد ذاته له دلالة مهمة للغاية ويؤكد مساعي فرض الاستقرار، خاصة ان حركة طالبان تسعى للمشاركة والتفاوض والتحاور الدولي في إطار ما تقبل به سياسيًا».
سياسات التمييز على أساس النوع الاجتماعي
ومنذ عودة حركة طالبان للسلطة عام 2021 يواجه المجتمع الدولي صعوبة في التعامل معها، خاصة في ظل عدم اعتراف أي دولة أخرى بها حتى الآن. وتمارس الحركة تفسيرها المتشدد للشريعة وتفرض القيود على النساء بصورة خاصة، دون النظر إلى تنديد الأمم المتحدة بسياسات التمييز والفصل القائم على أساس النوع الاجتماعي (الجندر).
وصرحت ديكارلو التي ترأست المحادثات إنها «تأمل في أن يكون هناك اعتبار جديد لسياسة حكومة طالبان حيال المرأة في الحياة العامة بما في ذلك تعليم الفتيات، وإنه ستتاح الفرصة لوفد الأمم المتحدة والوفود الدولية للقاء ممثلي المجتمع المدني، بما في ذلك جمعيات حقوق المرأة، عقب اختتام الاجتماعات الرئيسية.
طالبان لن تحرر المرأة بالمعنى الغربي
ويرى الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية «أن حركة طالبان مبنية على عقيدة سلفية راسخة، تؤمن بأدوار المرأة وحدود العلاقة بين المرأة والرجل، وأن هناك إطار معين لوضع النساء داخل المجتمع الأفغاني».
ويقول في تصريح إلى «خليجيون» «أن تحرر المرأة بالمعني الغربي أو المعني الأميركي أمر مستحيل بالنسبة إلى اعتبارات حركة طالبان، ولكن من الممكن أن تكون جزءا من الحياة العامة أو تتولى بعض المناصب المحدودة».
اميركا لن تقبل بمطالب طالبان
ويؤكد الباحث السياسي المصري «إنه لو استطاع العالم الغربي أن يُقدر الأطر الدينية التي تؤمن بها حركة طالبان، قد يكون هناك انفراجة لمشاركة المرأة في الحياة العامة» لافتا إلى «أن الانفراجة لن تكون بالشكل الذي ترضاه الولايات المتحدة الأميركية أو العالم الغربي».
ويعتبر غباشي أن «تلويح حركة طالبان بسقوط العقوبات غير قابل للتنفيذ» منوها إلى «أن سقوط العقوبات معناه أن حركة طالبان وحكم افغانستان سوف يكونوا جزء من المجتمع الدولي، وأن يصبح هناك حرية للأطراف الإقليمية والدولية للتعامل مع الحركة، وهذا أمر لن تقبله الولايات المتحدة الأميريكية حتى إذا كان المقابل هو تحرر المرأة».
ويوضح أن «إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية دول يراها العالم الغربي والولايات المتحدة الأميركية صعب السيطرة عليها، وإنه يجب أن يكون هناك بصورة أو بأخرى حواجز في آليات التعامل والعلاقات معها».
أقرأ المزيد
«بي.أم.آي» تتوقع نمو مبيعات السيارات الكهربائية في السعودية
لماذا انضمت «إيرباص A330 ميريت» لسلاح الجو السعودي؟
الكويت ترمم جراح غزة.. جراحات عاجلة بمستشفى ميداني تحت التجهيز