كيف يستغل الحوثيون المدارس لتجنيد الأطفال؟
يرى عبد الحليم الهجري، مدير مكتب وزارة التربية والتعليم في صنعاء المعيّن من قبل الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّا، أن الحوثيين يستخدمون المدارس الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها والمساعدات الإنسانية كوسائل لتجنيد الأطفال وضمّهم إلى صفوف عناصرها المسلّحة.
وقال الهجري إن «جماعة الحوثي لا تهتمّ بالتعليم إلّا بقدر ما يحقّق أهدافها ويخدم فكرتها، ولأجل ذلك حوّلت المدارس إلى شبكات لاصطياد الأطفال واستدراجهم بعدّة وسائل»، موضحا أن الجماعة المسلّحة تقوم بنشاط تجنيد الأطفال عن طريق بعض مدراء المدارس والمعلمين الموالين لها، والذين يشجّعون هؤلاء الأطفال على الانضمام إلى معسكرات تدريب تديرها الجماعة، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وأضاف أن من بين الوسائل الأخرى التي اتبعتها الجماعة في هذا الصدد تطويع المناهج الدراسية لتغذية هذا التوجّه لدى الأطفال من خلال إضافة موضوعات تزيّن للأطفال الانخراط في التجنيد، مشيرا إلى أنّ من بين الأمثلة على ذلك قصة تتحدث عن طفل من مدينة صعدة اسمه طومر يُطرح كبطل عظيم على نحو يبهر الأطفال الصغار.
صناعة قنابل موقوتة
وقال المسؤول الحكومي إن المناهج المدرسية تحوّلت "بعد أن حرّفتها جماعة الحوثي إلى مصدر من مصادر تسميم الأفكار وصناعة القنابل الموقوتة، التي ما تلبث أن تنفجر في وجوه الآباء والأمهات على صورة طفل مشوّه الفكر مغسول الدماغ يؤمن بأنّ من يخالف زعيم الحوثيين أو يرفض السير في طريق الجماعة الطائفي لا يستحقّ العيش ولو كان أبا أو أما".
يرى الهجري أنّ المناهج الدراسيّة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصبحت «وسيلة من وسائل صناعة الكراهية والحقد الطائفي والتجنيد.. .حيث تعمل جماعة الحوثي على تطبيع الأسلحة والعنف» فيها.
ووفقا لما ذكره، فإنّ الكتب المدرسية في تلك المناطق أصبحت تضمّ صورا لأسلحة وأطفال قتلى وسرديّات عسكريّة بطريقة متكررة في جميع الصفوف، من الصف الأول وحتّى الصف الثالث الثانوي.
وتابع «بالإضافة إلى تحديث المناهج الدراسيّة بهدف دفع خطاب الحوثيّين خلال العام الدراسي، دفع الحوثيّون أيضا ببرامج صيفيّة على الطراز العسكريّ للأطفال يشار إليها باسم المراكز الصيفية»، موضحا أنّ الأطفال يشاركون من خلال هذه المراكز الصيفيّة في تدريبات إطلاق النار الحيّ، بالإضافة إلى أنشطة كثيرة تستمرّ لأكثر من شهرين كلّ عام، قائلا إن «هذا هو المكان الذي يتعرّض فيه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما لعقيدة الحوثيين».
المساعدات أداة للتجنيد
واعتبر أنّ جماعة الحوثي تعمد أيضا إلى إفقار الأسر عبر قطع الرواتب والتضييق على الأعمال الحرّة والاستحواذ على سلال الإغاثة المقدّمة من المنظّمات الدوليّة والتحكّم في من يستحقها، كوسيلة إضافية للضغط على الأسر من أجل استقطاب الأطفال إلى صفوفها وقبول الأسر بتقديم أطفالها للتجنيد والقتال في صفوف الجماعة، بحسب وصفه.
تجنيد متزايد
كانت منظّمة (هيومن رايتس ووتش) قد ذكرت في تقرير لها نُشر في فبراير الماضي أنّ أنشطة التجنيد في المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين «زادت بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، بما في ذلك من خلال الكشّافة المدرسية».
وأوضحت المنظمة أنّ مشرفين تابعين لجماعة الحوثي «يأخذون الطلّاب من المدارس إلى مراكزهم الثقافيّة، حيث يُلقون محاضرات على الأطفال حول الجهاد ويرسلونهم إلى معسكرات الجيش والخطوط الأماميّة».
كما وثّقت المنظّمة الدوليّة استخدام الحوثيّين المساعدات الإنسانيّة التي تمس الحاجة إليها لتجنيد الرجال والأطفال ضمن عناصرهم، في الوقت الذي يحتاج فيه نحو 21.6 مليون يمني على الأقل لتلك المساعدات الإنسانية.
اقرأ المزيد
خاص| ما انعكاسات توسيع الحامية الإيرانية على أمن الخليج؟