تقرير أميركي يحذر من مخاطر التطبيع بين السعودية وإسرائيل
حذر تقرير أميركي من مغبة التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل دون مسار حقيقي لقيام دولة فلسطينية، قائلا إن هذا الاتفاق «سيؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط».
أوصت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية إدارة الرئيس جو بايدن «بالضغط بشدة على الإسرائيليين، ليس فقط إلى تأمين وقف إطلاق النار، بل أيضاً إلى خطة إيجابية طويلة الأمد لمستقبل غزة تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية»، بهدف الوصول إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل».
في مايو الماضي، نقلت وكالة «بلومبيرغ» في وقت سابق نقلا عن مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من اتفاق من شأنه تعزيز علاقات البلدين في مجال الأمن والتكنولوجيا، والذي يمكن أن يؤدي إلى تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل. وبعد أن تتوصل الدول إلى اتفاق، ستتم دعوة الحكومة الإسرائيلية للانضمام إليه، بشرط أن توقف العملية في قطاع غزة وتوافق على الاعتراف بدولة فلسطين. وفي حالة الاتفاق، ستقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية لأول مرة.
لكن ‘الخارجية الأميركية وعلى لسان ناطقها الرسمي ماثيو ميلر قالت إن السلطات السعودية طرحت مطلبين من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفسر ميلر: «لقد أوضحت السعودية أن لديها مطلبين من أجل عملية التطبيع مع إسرائيل: الهدوء في قطاع غزة وبلورة مسار لإقامة الدولة الفلسطينية». وشدد على أن حل هذه القضايا مهم للتوصل إلى اتفاق عالمي، والذي تعمل عليه الولايات المتحدة والسعودية حاليا. وأضاف: «نحن لا ندرس الطريق إلى حل الدولتين فقط. إعادة إعمار غزة، ومن سيحكم غزة والأمن هناك. نحن نعمل على كل هذا».
بن فرحان: الدولة الفلسطينية المستقلة تضمن التعايش والأمن للجميع
وفي الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن «قيام الدولة الفلسطينية المستقلة يضمن التعايش والأمن للجميع»، وذلك خلال خلال مشاركته بجلسة نقاش خلال اجتماعات المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مدريد، مشيرا إلى أن «الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة يمهد الطريق نحو حل الدولتين والسلام للجميع»
وتقول «فورين أفيرز»: «يتعين على واشنطن أن تثبت للزعماء العرب أن العمل بشكل أوثق مع إسرائيل لن يؤدي إلى زيادة تأجيج المنطقة بالصراعات التي تقوض مصداقيتهم في حين تعمل على تعزيز طهران وشركائها»، مستدركة بالقول «بخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة تضيع وقتها من خلال الضغط من أجل التطبيع - وتعريض أمن الحكومات العربية المحاصرة للخطر».
قبل حرب الإبادة على غزة في أكتوبر الماضي، بدا المسؤولون الأميركيون على وشك التوسط للتوصل إلى اتفاق. وأشارت السعودية إلى استعدادها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا أبرمت واشنطن في المقابل اتفاقا أمنيا مع الرياض. وكانت الولايات المتحدة مستعدة لمنح السعوديين رغبتهم، لكن بعد اندلاع الحرب التي أسفرت عن أكثر من 38 ألف شهيد حتى الآن اضطر الحكام العرب إلى تغيير مسارهم. وانسحبت السعودية من اتفاق التطبيع، وأصرت على أن تقبل إسرائيل أولاً حق تقرير المصير للفلسطينيين. كما نأى جيرانها بأنفسهم عن إسرائيل.
ويحذر التقرير الأميركي من أن «الحقائق على الأرض قد تغيرت»، منتقدا استمرار تمسك إدارة بايدن برؤيتها التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر. ويقول «على الرغم من المظاهرات الحاشدة، فإنهم يتنقلون ذهابًا وإيابًا إلى الرياض للترويج لاتفاق بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية».
اقرأ المزيد:
فيديو: بايدن يرتكب هفوة جسيمة في قمة «الناتو»