حماس تكشف حقيقة اغتيال محمد الضيف في مواصي خان يونس
قال مسؤول في حركة حماس، لم يفصح عن اسمه إن «قائد كتائب القسام محمد الضيف بخير» بعد محاولة إسرائيلية لاستهدافه أمس. واوضح المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته «القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة».
ومنذ 9 اشهر، بقي محمد الضيف، القائد العسكري لحركة حماس كابوسا يطارد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدوره في وضع خطط عملية طوفان الأقصى، كما أنه لا يظهر أبدا في العلن مما ساعده على الإفلات من 7 محاولات إسرائيلية لاغتياله.
وفي لعبة دعائية نفتها حركة حماس، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الضيف كان هدفا لضربة عدوانية إسرائيلية، اليوم السبت، على مدينة خان يونس في قطاع غزة. وقال مسؤول أمني إنه لم يتضح ما إذا كان الضيف قد استشهد.
وعلى مدى شهور منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، يُعتقد أن الضيف كان يوجه العمليات العسكرية لحماس من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة، إلى جانب آخرين من كبار القادة.
وترقى الضيف في صفوف الحركة على مدى أكثر من 30 عاما، إذ طور شبكة الأنفاق وأكسب الحركة خبرة في صنع المتفجرات. ويتصدر الضيف قائمة المطلوبين لدى الاحتلال منذ عقود، ويُتَّهم بأنه وراء مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.
وشكل الضيف واثنان آخران من قادة حماس في غزة مجلسا ثلاثيا خطط لهجوم السابع من أكتوبر الذي أدى وفقا للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 مستوطنا، وهو الهجوم الأكثر إزهاقا للأرواح الذي تتعرض له إسرائيل على مدى 75 منذ إعلان قيام الدولة.
وعقب الهجوم، توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على الرجال الثلاثة، وهم يحيى السنوار زعيم حماس في غزة والضيف ومروان عيسى نائبه الذي أعلنت إسرائيل استشهاده في مارس.
محمد الضيف.. وطوفان الأقصى
وأعلن الضيف «طوفان الأقصى» اسماً للهجوم في تسجيل صوتي تم بثه عندما أطلقت حماس آلاف الصواريخ من قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر، وأشار إلى أن الهجوم يأتي ردا على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
ولا تتوافر سوى ثلاث صور للضيف (58 عاما)، إحداها وهو في العشرينات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله وهي التي تم استخدامها عندما جرى بث التسجيل.
وقال المصدر المقرب من حماس إن قرار الإعداد للهجوم تم اتخاذه بشكل مشترك بين الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسام والسنوار زعيم حماس في غزة، ولكن كان من الواضح من كان مهندس الهجوم.
وأضاف: «هناك عقلان، ولكن المدبر واحد»، مضيفا أن المعلومات حول العملية لم تكن معروفة سوى لعدد قليل من قادة حماس. وزعم مصدر أمني إسرائيلي إن الضيف شارك بشكل مباشر في التخطيط والجوانب العملياتية للهجوم.
مذكرات اعتقال لمحمد الضيف
وطلب مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في شهر مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق الضيف والسنوار ومسؤول ثالث في حماس على إثر هجوم السابع من أكتوبر، كما طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي بسبب الرد الإسرائيلي.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إن هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة هو القضاء على حماس.
ورفضت كل من إسرائيل وحماس اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، واعترضتا على أسلوب إعلان طلب إصدار مذكرات الاعتقال الذي صدر في اليوم ذاته وبدا أنه يسوي بين الطرفين رغم أنهما يواجهان اتهامات مختلفة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم السابع من أكتوبر أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 38 ألف فلسطيني وتحويل أنحاء واسعة من القطاع إلى أنقاض.
عشرات السنين مع حماس
ولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت عام 1987.
وقال مصدر في حماس إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989 وقضى نحو 16 شهرا في الأسر.
وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأبدى انجذابه للفنون أيضا إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة وأدى أدوارا في أعمال كوميدية على خشبة المسرح.
ونجا الضيف من 7 محاولات إسرائيلية لاغتياله. وقالت مصادر في حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من تلك المحاولات.
كما قُتلت زوجته ووليد له كان عمره سبعة أشهر فقط وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.
اقرأ المزيد
«خليجيون»| أشياء يجب أن تعرفها عن الذكاء الاصطناعي قبل استخدامه