ضربات عدوانية على قطاع غزة مع تلاشي آمال الهدنة
يتواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم اليوم الثلاثاء على قطاع غزة المدمّر جرّاء حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من تسعة، فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتتفاقم «الكارثة الإنسانية» بحسب منظمات غير حكومية.
وخلال اجتماع في واشنطن، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولَين إسرائيليين كبيرين بـ«القلق العميق» الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر، وفق وكالة فرانس برس.
وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلن قيادي كبير في حماس الأحد وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء «بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل».
وأفاد تلفزيون فلسطين يوم الثلاثاء باستشهاد 19 في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة الليلة الماضية.
وتحدث شهود عن ضربات ونيران مدفعية نفذها جيش الاحتلال من شمال القطاع الفلسطيني إلى جنوبه الليلة الماضية. وفي مدينة غزة (شمال)، قالت أجهزة الإسعاف إنها عثرت على قتيل وجريحَين في شقة مستهدفة. من جهته، أفاد الدفاع المدني في القطاع الذي تديره حماس بأن غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة (وسط) أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
والاثنين، أفاد المصدر نفسه بمقتل شخص على الأقل وإصابة أربعة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في حي الرمال في مدينة غزة. وهذه المدرسة السادسة التي تتعرض للقصف خلال تسعة أيام في القطاع المحاصر. والأحد، استشهد 22 شخصًا على الأقل بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في ضربة على مدرسة أبو عريبان في مخيم النصيرات.
«عرقلة منهجية»
واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «الأحداث الأخيرة تفاقم الكارثة الإنسانية»، منددة مع منظمات غير حكومية أخرى بـ«عرقلة إسرائيل المنهجية للمساعدات وهجماتها على عمليات الإغاثة».
وفي تقرير نُشر أمس الاثنين، حذّرت 13 منظمة غير حكومية من «تدهور» وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع تكثيف العمليات الإسرائيلية. ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية ايو على معبر رفح عند الحدود مع مصر من الجانب الفلسطيني، تسببت بـ«وقف كامل» لإيصال المساعدات، بحسب المنظمات غير لحكومية وبينها أوكسفام وكير وسيف ذي تشيلدرن وأطباء العالم. ولفتت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46% فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115).
وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20% من الأسر مصنّفة في وضع «كارثي« و50% في حالة «طوارئ« بسبب خطر المجاعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن إيصال المساعدات في هذه المناطق «محدود جدًا«.
وشن جيش الاحتلال هجومًا مدمرًا واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38664 شهيدا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.
ضربة قاسية للمفاوضات
وبعد أشهر من المفاوضات العقيمة، يوجه إعلان مسؤول في حماس وقف المفاوضات ضربة قاسية لجهود الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، للتقدم في اتجاه وقف إطلاق نار وتبادل الرهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إن وسطاء صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل اقترحوا استخدام التكنولوجيا الحديثة لمراقبة منطقة محور فيلادلفيا مقابل انسحاب إسرائيل من هناك للمضي قدما في صفقة التبادل.
وأفاد قيادي في حماس بأن الحركة «أبدت مرونة كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وإنهاء العدوان، وحماس مستعدة لاستئناف المفاوضات عندما تتوافر الجدية لدى حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل للأسرى».
واتهم اسماعيل هنية السبت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «بوضع عراقيل» تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف النار من خلال «المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال»، وفقاً لبيان صادر عن الحركة الإسلامية. ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك، طالبًا منهم «القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر».
اقرأ المزيد:
حادث نادر: 4 قتلى في إطلاق نار قرب مسجد شيعي بسلطنة عمان