خليجيون| ما أبعاد حادث الاعتداء على دار عبادة شيعي في سلطنة عمان؟
على نحو مفاجئ، شهدت سلطنة عمان حادث إطلاق نار قرب مسجد شيعي في منطقة وادي الكبير بالعاصمة مسقط أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين، حسب آخر حصيلة، وهو ما عده مراقبون أمرا طبيعيا في ضوء سوابق حدوث وقائع مشابهة في دول خليجية «أمنة ومستقرة».
وأسفر الحادث الذي وقع مساء أمس الاثنين عن وفاة 5 أشخاص واستشهاد أحد رجال الشرطة ومقتل الجناة الثلاثة إضافة إلى إصابة 28 شخصًا من جنسيات مختلفة، وفق آخر أرقام صادرة عن شرطة عمان السلطانية. فيما ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن الحضور في المسجد كان من الجالية الباكستانية.
ولا تتوفر أرقام رسمية عن أعداد الشيعة في سلطنة عمان، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نسبتهم نحولي 18% من إجمالي عدد السكان.
ويصف الباحث والأكاديمي د.محمد بن مبارك العريمي مرتكبي هذا العمل بـ«الفئة المجرمة»، معتبرا أن «مثل هذه الأعمال غير معتادة عليها سلطنة عمان أو العاصمة مسقط، حيث لم نشهد خلال العقود الماضية هذه الأعمال الإجرامية»، لكنه يقول «سلطنة عمان ليست معزولة عن العالم أو ما يدور فيه، هي تؤثر وتتأثر به بلا شك».
بيان إنهاء إجراءات التعامل مع حادثة إطلاق النار في منطقة الوادي الكبير..#شرطة_عمان_السلطانية pic.twitter.com/hmDYbvormH
— شرطة عُمان السلطانية (@RoyalOmanPolice) July 16, 2024
ويعيد العريمي، في تصريح إلى «خليجيون» التذكير بحوادث مشابهة في دول خليجية تنعم بالأمن والاستقرار خلال السنوات الماضية، ضاربا المثل بـ«العمل الإجرامي الذي حصل في مسجد الأمام جعفر الصادق في دولة الكويت في 2015، والذي راح ضحيته العديد من الأبرياء»، كذلك حادث اقتحام الحرم المكي في عام 1979، من قبل جماعة جهيمان العتيبي في المملكة العربية السعودية»
وعقب الحادث، وجهت السفارة الأميركية في العاصمة العمانية، مسقط إنذارا أمنيا إلى مواطنيها بعد حادث إطلاق نار قرب مسجد شيعي في منطقة وادي الكبير القريبة منها، وفقا لبيان صدر، الثلاثاء. وقال بيان السفارة الأميركية: «يجب على المواطنين الأميركيين أن يظلوا يقظين، وأن يراقبوا الأخبار المحلية ويلتزموا بتوجيهات السلطات المحلية». وأضافت السفارة أنه «سيتم إلغاء مواعيد التأشيرات المقررة، الثلاثاء، كإجراء احترازي من أجل السلامة».
ويقول العريمي «لأجهزة الأمنية والمؤسسات المختصة داخل سلطنة عمان مؤهلة بشكل عالي للتعامل مع مثل هذه الأحداث، وأثبتت بالفعل جاهزيتها في التعامل خلال هذه الأيام، سواء في حادث السفينة النفطية قرابة السواحل العمانية، الذي يؤثر على الحياه البيئية والبحرية في سلطنة عمان، والحادث الثاني هو إطلاق النار»، موضحا «هذه الحوادث تثبت مدى جاهزية الأجهزة الأمنية المختصة في سلطنة عمان، وقدرتها على التعامل معها بشكل جيد، والاستفادة من هذه الأحداث للتعامل مع أي عارض».
وقبل حادث الوادي الكبير بساعات، أفادت السلطات العمانية بانقلابُ ناقلة نفط ترفع علم جمهورية القمر المتحدة على بُعد ٢٥ ميلًا بحريًّا جنوب شرق رأس مدركة بولاية الدقم استوجب تفعيل عملية البحث والإنقاذ بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وحافظت سلطنة عمان على حيادها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة وتوسطت في نزاعات منها ما بين الولايات المتحدة وإيران.
اقرأ المزيد:
لأول مرة.. هنا الزاهد تكشف كواليس طلاقها من أحمد فهمي