اللاعبون بالنار
لم تفاجئني واقعة إطلاق النار العشوائي في محيط مسجد بالوادي الكبير في العاصمة العمانية مسقط، التي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية وعشرين آخرين من بينهم أربعة من رجال الشرطة والدفاع المدني والإسعاف حسب أحدث بيان رسمي صادر اليوم عن الشرطة العمانية.
أقول لم تفاجئني الواقعة لأن استقرار عمان ووسطيتها ومواقفها العروبية الاصيلة والإسلامية النبيلة وصلابة جبهتها الداخلية بكل أطيافها.. ظلت جميعها أهدافا لسهام الأقربين من رضع الصهيونية العالمية عبر الدسائس ومحاولات إثارة الفتن المذهبية والتناحرات العرقية والمناطقية.. بل وخلايا التجسس المأجورة.
لكن وعي الانسان العماني وأجهزته المعنية بصون أمنه الوطني كانت دوما بالمرصاد لاجهاضها في مهدها طوال العقود الماضية.. وعندي من الأمثلة الحية الكثير التي لا يتسع المجال لسردها.
لكن هذه المرة كانت «نوعية» بعد فشل المؤامرات الناعمة - ان جاز التعبير- فما يبدو لي أننا امام محاولة انتقال ممنهج إلى اللعب بنار الفتنة المسلحة؟؟
لماذا كانت الواقعة المشؤمة في ذكرى عاشوراء.. وفي محيط مسجد للاخوة الشيعة حيث تجمع العزاء الحسيني؟؟!!
الغالب عندي أنها حلقة خطيرة في سلسلة أجزم أنها لن تتوقف للنيل من الثبات وعزة النفس العمانية، وكسر أيقونة الوسطية وزرع نباتات الارهاب الشيطانية التي كثيرا ما لفظتها التربة العمانية.
أشقاؤنا في سلطنة عمان مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتحلي بأقصى درجات الوعي لتفويت الفرصة على محاولات العبث بلحمتهم الداخلية وبث الوقيعة والفرقة بين مكوناتها ونسيجها الذي أحسبه متناغما مذهبيا وعرقيا ومناطقيا.
فهذا النسيج دفعتم أثمانه غالية كما تنبئنا دروس التاريخ وشواهده طوال أكثر من خمسة عقود في ظلال قيادتين.. السلطان الراحل قابوس بن سعيد والحافظ لمكتسبات الحقبة القابوسية و الامين عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق.
مطالبون هذه المرة - أكثر من سابقاتها - بالتدقيق والفحص والتحري وعدم استبعاد أية فرضيات.. فالنفوس الإنسانية ستظل أمارة -بتشديد الميم وفتحها- بالسوء؟
ونصيحتي لرضع الصهيونية العالمية من اللاعبين بالنار -بغض النظر عن مسمياتهم - أن يتوقفوا عن هذا العبث.. فمن كان بيته من زجاج ليس من مصلحته قذف بيوت الآخرين بالطوب.. ومن يلعب بالنار تحرق أصابعه وربما تجهز عليه وتدمر كيانه الهش؟؟
حفظ الله عمان شعبا ووطنا وسلطانا.
اقرأ المزيد
إلهام الفضالة تهدد فنانة كويتية «سأدمّرك»