عمان واحة السلام لن يهزمها الإرهاب
إن حادثة إطلاق النار في منطقة الوادي الكبير بمحافظة مسقط بسلطنة عُمان إنما هو عمل إجرامي بشع يتنافى مع جميع مبادئ ديننا الحنيف والقيم الإنسانية والأخلاقية.
وإنني لأندد بأشد عبارات الشجب والاستنكار لهذا العمل الإرهابي الغاشم، وأعلن دعمي ومساندتي الكاملة لعمان في هذا الموقف العصيب.
إن هذا الاعتداء الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» - والذي هو أبعد ما يكون عن الإسلام السمح - واستهدف مسجداً للشيعة في مسقط، مما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم أربعة باكستانيين وشرطي، وإصابة 28 آخرين، يُعد حدثاً نادراً في السلطنة المعروفة بأمانها واستقرارها.
وفي هذا السياق، أثمن جهود رجال الأمن العُمانيين الذين تعاملوا مع هذه الحادثة بكفاءة وشجاعة، وتمكنوا من قتل المهاجمين الثلاثة، مما حد من تفاقم الأضرار.
أتوجه بخالص تعازيّ لأسر الضحايا، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين، داعياً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان في هذا الوقت العصيب.
كما أعلن تضامني الكامل مع سلطنة عُمان في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، وندائي للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب عمان في مواجهة هذه التحديات.
إن هذا الاعتداء الآثم الذي يتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية كافة، ويستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سلطنة عُمان، يأتي كدليل على الثمن الذي تدفعه عمان لدورها الفاعل في دعم السلام العالمي.
فإن ما تحققه الدبلوماسية العمانية من إنجازات على المستويين الإقليمي والعالمي هو محل فخر واعتزاز لكل عماني، إذ تتجلى حكمة السياسة العمانية بما يتحقق من نتائج إيجابية على مستوى ملفات عديدة، كان لسلطنة عمان الدور الكبير في معالجتها، بتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بالحوار في كثير من القضايا الإقليمية والدولية.
إذ تتكئ السياسة العمانية على إرث دبلوماسي راسخ تحترمه دول العالم، من خلال ما أسسته عبر حقب زمنية طويلة من علاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وأبقت عمان أبواب الحوار مفتوحة دائماً، مع الجميع، ودعت بشكل دائم الفرقاء إلى الحوار، واحتضنت العديد من الملفات الشائكة، لتكون مسقط بوابة الصلح والتفاهمات.
كل ذلك تمارسه سلطنة عمان بهدوء، وحكمة ولأهداف سامية ونظرة بعيدة المدى تجاه صنع السلام في المنطقة والعالم.
إنني أدعو الجميع إلى دعم عمان في هذه اللحظة الحرجة، والاعتراف بالدور الإيجابي الذي تلعبه في الساحة الدولية. فسلطنة عمان تستحق الدعم والتقدير لما تقوم به من جهود نبيلة لتعزيز السلام والاستقرار في العالم.
وأخير، فإنني على يقين بأن سلطنة عمان هي واحة السلام، وبحول الله لن يهزمها الإرهاب، فهي محفوظة بأمر الله، وبحكمة قائدها المفدى ويقظة رجالها الشجعان.
حفظ الله سلطنة عمان وقائدها السلطان هيثم بن طارق وشعبها الكريم، وحفظ كل بلادنا من كل سوء.